الجزائر.. "الأفافاس" تكسر التقليد وتقرر المشاركة بالانتخابات الرئاسية

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 29 مايو 2024 09:03 صباحاً - قرر أقدم حزب سياسي في الجزائر كسر تقليد المقاطعة الذي تبناه لمدة ربع قرن من الزمن والمشاركة في الانتخابات الرئاسية، وسط انتقادات لقيادة الحزب التي خرجت بمظهر سياسي جديد ستلعبه في الاستحقاق.

Advertisements

وأكد حزب "جبهة القوى الاشتراكية" (الأفافاس)، صاحب التوجهات اليسارية في الجزائر، المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة المقرر إجراؤها في 7 سبتمبر/أيلول.

وبحسب مصادر "الخليج الان"، سيتم تسمية مرشح الحزب خلال مؤتمر استثنائي يعقد خلال أواخر الأسبوع.

ويُرجح أن يكون السكرتير الأول للحزب يوسف أوشيش، من سيُدفع به ليتنافس على المنصب الرئاسي.

وتأسست "الجبهة" عام 1963 بعد استقلال الجزائر بعام واحد، وبقرارها المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، تكون قد كسرت تقليد المقاطعة الذي استمر لأكثر من عقدين من الزمن.

وكانت المرة الوحيدة التي شارك فيها هذا الحزب في الانتخابات الرئاسية في عام 1999.

وانسحب مرشحه رئيس الحزب آنذاك، الراحل الحسين آيت أحمد، من المنافسة مع خمسة مرشحين آخرين عشية الانتخابات الرئاسية بسبب "شبهات تزوير لصالح المرشح الحاكم الراحل عبد العزيز بوتفليقة".

القاعدة الشعبية

وبالنسبة للانتخابات الرئاسية في الجزائر عام 2024، يرى معارضو الخطوة أن مشاركة الحزب في هذه المنافسات الانتخابية، تضعف قاعدته الشعبية إلى حد كبير، بحسب المحلل السياسي الجزائري سعيد علاقي.

وقال علاقي لـ"الخليج الان"، إن "جبهة القوى الاشتراكية فقدت جذورها في منطقة القبائل الجزائرية أحد معاقلها التاريخية، بعد أن أصبحت علاقاتها مع السلطات واضحة، لا سيما خلال الانتخابات التشريعية عام 2012".

ويرجّح علاقي أن "تكون الخطوة بالنسبة للحزب استراتيجية لإعادة تموضع بهدف إعادة تشكيل المشهد السياسي، الذي ظهرت معالمه للتو بعد الاجتماع الأخير الذي عٌقد قبل أيام بين الرئيس عبد المجيد تبون والأحزاب السياسية الممثلة في المجالس المنتخبة".

لكن بالنسبة للسلطة القائمة، تقدم مشاركة هذا الحزب اليساري خدمة لجانب كسر العزلة السياسية التي تهدد منطقة القبائل، فمنذ سنة 2019، تبنت هذه المنطقة مقاطعة شديدة وغير مسبوقة لكافة المواعيد الانتخابية.

ومشاركة حزب جبهة القوى الاشتراكية، تشكل ضمانة لمشاركة هذه المنطقة في الاستحقاق.

ودافع الحزب المسمى اختصارا بـ"الأفافاس" عن قرار مشاركته في الرئاسيات المقبلة، معتبرا أنه يستجيب لثلاثة متطلبات، أولها "للحفاظ على الدولة الوطنية، وتعزيز مؤسسات الجمهورية، والوقوف في وجه أولئك الذين يسعون للإضرار بالبلاد، ووحدتها وسيادتها واستقرارها".

أما ثاني تلك المتطلبات فيتمثل في "إعادة الاعتبار للسياسة من خلال النقاش العام"، بينما ثالثها يعتمد على "منح الجزائريات والجزائريين بديلا سياسيا يعمل على إبراز قطب سياسي وطني تقدمي ديمقراطي قوي".

وفي السياق، وصف مستشار السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية، سمير بوعكوير الانتخابات الرئاسية المقبلة بأنها "محسومة النتائج مسبقا"، مقدما مبررات مشاركة حزبه فيها.

وذكر بوعكوير في تدوينة على "فيسبوك"، أن "خيار المقاطعة يضر بالبلاد ويزيد من الانسحاب السياسي ويشجع القوى المركزية".

لكن بوعكوير وجّه رسالة لمنتسبي حزبه، بضرورة استغلال هذه الفرصة وتفادي الأخطاء التي تجعل مشاركة الحزب غير مجدية.