محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 28 مايو 2024 09:03 مساءً - اكتشفت دراسة أعدها باحثون في معهد زوكرمان بجامعة كولومبيا، عن دور حاسم للدماغ في تنظيم جهاز المناعة، وهو ما يبشر بتطوير علاجات جديدة للأمراض المرتبطة بوجود خلل في تنظيم الجهاز المناعي.
وبينت الدراسة، التي أُجريت على الفئران، قدرة الدماغ على اكتشاف الالتهاب، وتعديل الاستجابة المناعية، إما بتعزيزها أو قمعها وفق الحاجة، بحسب تقرير لموقع "psypost".
وانطلق الفريق البحثي من سؤال أساس حول سيطرة الدماغ على استجابات الجسم المناعية، إلى التعمق في محور الجسم والدماغ، وهو مسار اتصال تم اقتراحه سابقًا في دراسات سابقة.
وألمحت الدراسات السابقة إلى التفاعل بين الدماغ والجسم، لكنها فشلت في استكشاف آليات أو مدى مشاركة الدماغ في إدارة الجهاز المناعي بشكل كامل، حيثُ سعى الفريق إلى الكشف عن تلك الروابط، وفهم كيفية مراقبة الدماغ وتنظيم الاستجابات الالتهابية، وهي وظيفة حاسمة للحفاظ على الصحة.
أخبار ذات صلة
3 أطعمة ترفع نسبة السكر في الدم بسرعة البرق
وقال المؤلف الأول للدراسة منغتونغ لي: "لقد وجدنا كل هذه الطرق التي يقوم الجسم من خلالها بإبلاغ الدماغ عن حالة الجسم الحالية، وأردنا أن نفهم إلى أي مدى وصلت معرفة الدماغ وتحكمه في بيولوجيا الجسم".
وركز الباحثون على النواة الذيلية في الجهاز الانفرادي (cNST)، وهي منطقة جذع الدماغ، التي تشارك بشكل كبير في التواصل بين الجسم والدماغ، وفقًا لما ذكره الموقع.
وقام الباحثون باستخدام مركب عديد السكاريد الدهني البكتيري (LPS) لتحفيز الاستجابة المناعية لدى الفئران، بقياس مستويات جزيئات مناعية مختلفة، مؤيدة للالتهابات، ومضادة للالتهابات.
ومن خلال التلاعب كيميائيًا بنشاط النواة الذيلية في الجهاز الانفرادي، تمكن الباحثون من قمع أو تنشيط خلاياه العصبية استجابةً لتحدي مركب عديد السكاريد الدهني البكتيري، وهو ما كشف أن الدماغ يؤثر بشكل كبير على استجابات الجسم الالتهابية.
أخبار ذات صلة
5 علامات قد تدل على الإصابة بالسرطان
وبحسب الموقع، أدى قمع النواة الذيلية إلى استجابة التهابية جامحة، مع ارتفاع الجزيئات المؤيدة للالتهابات بشكل كبير وانخفاض الجزيئات المضادة للالتهابات.
وعلى العكس من ذلك، أدى تنشيط النواة الذيلية إلى إخضاع الاستجابة الالتهابية، مع انخفاض ملحوظ في الجزيئات المؤيدة للالتهابات، وزيادة في الجزيئات المضادة للالتهابات.
وقال المؤلف المشارك في الدراسة هاو جين: إن "الدماغ هو مركز أفكارنا وعواطفنا وذكرياتنا ومشاعرنا، بفضل التقدم الكبير في تتبع الدوائر وتكنولوجيا الخلية الواحدة، ونعلم، الآن، أن الدماغ يفعل أكثر من ذلك بكثير، إنه يراقب وظيفة كل نظام في الجسم".
وحددت الدراسة أن النواة الذيلية في الجهاز الانفرادي هي منظم حرارة لجهاز المناعة، مما يحافظ على استجابة متوازنة للالتهاب، كما تم تحديد خلايا عصبية معينة في الدماغ باعتبارها ضرورية للكشف عن الالتهاب والسيطرة عليه، والاستجابة للإشارات المناعية المختلفة، بما في ذلك "السيتوكينات"، التي تشير إلى الاستجابات المناعية.
أخبار ذات صلة
عناصر غذائية مرتبطة بإبطاء شيخوخة الدماغ
وتعد الآثار المترتبة على الدراسة عميقة، فإذا تم العثور على آليات مماثلة لدى البشر، قد تحدث ثورة في علاج الأمراض المرتبطة بالمناعة، ويمكن لحالات مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، والتصلب المتعدد، ومرض التهاب الأمعاء، التي تتم إدارتها، حاليًا، ولكن لم يتم علاجها، أن تستفيد من العلاجات التي تستهدف سيطرة الدماغ على الالتهاب.
ويفتح الاكتشاف الأبواب أمام علاجات محتملة لحالات الالتهابات الحادة، مثل ردود الفعل المناعية الشديدة، التي تظهر في بعض الالتهابات الفيروسية، بما في ذلك "كوفيد-19".
ويوفر تعديل الجهاز المناعي من خلال الدماغ مجالًا جديدًا من الإمكانيات في العلاج الطبي، مما يوفر الأمل في إدارة أفضل وعلاج محتمل للأمراض الالتهابية المزمنة والحادة.