28 مايو 2024, 2:16 م
خطأ مأساوي، لكنه حدث، بهذه الكلمات وصف نتنياهو مجزرة رفح الأخيرة التي راح ضحيتها العشرات، وأصيب على إثرها مثلهم من النساء والأطفال، وكأن التعنت الإسرائيلي لا يعرف خطًا أحمر ولا قرارًا أمميًّا.
حدثت الغارة بعد أيام قليلة من أمر محكمة العدل الدولية إسرائيل بوقف العمليات العسكرية على الفور في رفح، وعقب اجتماع أمريكي إسرائيلي ظنت فيه إدارة بادين بأنها نجحت برسم معالم الهجمات الإسرائيلية على رفح بما يتناسب مع خطوط الرئيس الأمريكي الحمراء، وبما من شأنه أن يمنع وقوع إصابات جماعية بين المدنيين، وإذا بنا نعاين الخطوط الذي يعرفها القطاع منذ أشهر فقط، حمراء بلون الدم كما جرت العادة.
من مجزرة مستشفى المعمداني مرورًا بحادثة دوار الكويت ووصولًا لآخر المشاهد من رفح وما بينهما من مآسٍ كان بيان تل أبيب جاهزًا للنشر بعد كل واقعة فيها وبوقت قصير، "حدث مأساوي لقد أخطأنا الهدف"، وفي كل الأمثلة السابقة خطوط حمراء أمريكية حكمتها أداة الشرط الوهمية "إذا" ، فإذا لم تتوقف إسرائيل عن قصف المشافي لن تمد أمريكا تل أبيب بالأسلحة، وإذا لم تلتزم حكومة نتنياهو بخطوط بايدن الحمراء فإن أمريكا ستفرض قيودا على استخدام إسرائيل للأسحلة، وغيرها من التهديدات التي بقيت كلامًا على ورق وكانت أقسى ردودها، نصيحة أمريكية من بايدن بالتزام وقف النار قبل أشهر، وهو يتلذذ بالأيس كريم.
الآن وبعد أحداث رفح، يفرد موقع أكسيوس الأمريكي مقالا قال فيه، إن واشنطن تقيَم غارة رفح الدامية، وإذا ما كانت حقًا تجاوزت خطوط بايدن الحمراء، التي وصلت وتصل تل أبيب خضراء اللون في كل مرة، إيذانًا بمجزرة جديدة.