محللون: مناظرات المرشحين الأوروبيين لا تؤثر على الرأي العام الفرنسي

محمد الرخا - دبي - الاثنين 27 مايو 2024 01:14 مساءً - يرى محللون سياسيون فرنسيون أن المناظرات بين المترشحين لانتخابات البرلمان الأوروبي لا تؤثر على الرأي العام الفرنسي.

Advertisements

 وقال الباحث السياسي الفرنسي في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية الفرنسية، هشام لهميسي، إنه "لا توجد أي مناظرة أوروبية حقيقية، لأن الناخبين يصوتون عموماً في ظل جهل تام بالدور الذي تلعبه المؤسسات الأوروبية، ويتخذون قراراتهم استناداً إلى مسائل داخلية".

 وأضاف لهميسي في تصريحات لـ "الخليج الان" أن "الأحزاب ليست على مستوى المهمة المطلوبة للتأثير على الرأي العام الفرنسي.. ومعظم ممثلي الأحزاب يستمرون في الحديث عن مواضيع لا تقع ضمن اختصاص البرلمان الأوروبي".

 وأشار إلى أن ذلك أدى إلى صعود اليمين المتطرف في فرنسا بشكل أساسي، ونتيجة "أزمة شرعية" العمل السياسي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وحكومته.

الفرنسيون قلقون من المشروع الفيدرالي الذي يحمله ماكرون ويفيد اليمين المتطرف

هشام لهميسي، باحث سياسي

 وعلى صعيد آخر، قال لهميسي، إن الفرنسيين "يدركون فقدان فرنسا لنفوذها، كما يعبرون عن قلقهم إزاء المشروع الفيدرالي الذي يحمله ماكرون، والذي يفيد اليمين المتطرف حتى لو لم يكن لدى الأخير ما يقدمه على أرض الواقع".

وأوضح أن فرنسا فقدت مصداقيتها دولياً بسبب انحيازها الأطلسي وتصريحات ماكرون المتشددة بشأن أوكرانيا بدلاً من عرض الوساطة.

من جانبه، رأى المستشار القانوني للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي، أوليفييه دوزون في تصريحات لـ"الخليج الان" أنه ليس مقتنعا بأن المناظرات بين المرشحين تثير الكثير من الاهتمام.

وقال: "بشكل عام، لقد حدد الناخبون بالفعل مرشحهم المفضل منذ أسابيع".

أما عن المناظرات على المستوى الأوروبي بشكل عام، فلفت أستاذ العلوم السياسية، دومنيك رونييه إلى أن رئيسة المفوضية الأوروبية المحافظة، أورسولا فون دير لاين تشاجرت خلال مناظرة محتدمة الخميس الماضي، مع منافسيها من اليسار والوسط وأحزاب البيئة، واستبعدت اليمين المتطرف من المناظرات.

 وأضاف أنه "نظرًا لعدم وجود زعيم، لم تتم دعوة القوميين والشعبويين في البرلمان الأوروبي لحضور المناظرة، ولكنها أعلنت في الوقت نفسه أنها لن تمتنع عن التعاون مع حزب فراتيلي ديتاليا الإيطالي اليميني المتطرف، الذي تتزعمه جيورجيا ميلوني، رئيسة وزراء إيطاليا".

يمكن للأحزاب الشعبوية أن تحقق المزيد من المكاسب مدعومة بقضايا أمنية

دومنيك رونييه، باحث سياسي

وبينما ترى استطلاعات الرأي تقدم أورسولا فون دير لاين في انتخابات البرلمان الأوروبي التي ستجري في الفترة من 6 إلى 9 يونيو/حزيران، فإنها كانت حريصة على خوض المناظرات بين المشاركين الخمسة.

 واشترك في المناظرة التي أجريت الخميس، رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين، عن حزب الشعب الأوروبي (المحافظين)، وعضو البرلمان الأوروبي ساندرو جوزي عن الليبراليين من حزب تجديد أوروبا، وتيري رينتكه عن حزب الخضر، ورئيس حزب اليسار الأوروبي والتر باير عن اليسار المتطرف، وممثل الاشتراكيين نيكولا شميت في الحزب الاشتراكي الديمقراطي .

 وقال الباحث السياسي الفرنسي، دومنيك رونييه إنه "مع ذلك، كنا نود أن نسمع ردود أفعالهم على الخلافات المتوترة أحيانًا بين أورسولا فون دير لاين، من ناحية، ومنافسيها، من ناحية أخرى، حول التحالف مع اليمين المتطرف في البرلمان".

وفي هذا السياق، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية خلال المناظرة، إنها تستبعد أي تقارب مع اليمين المتطرف، مثل حزب التجمع الوطني في فرنسا، وحزب البديل من أجل ألمانيا، والاتحاد البولندي، واصفة إياهم بأنهم "دمى بوتين، ويريدون تدمير أوروبا".

من جهته حذر رونييه من أنه يمكن للأحزاب الشعبوية أن تحقق المزيد من المكاسب، مدعومة بقضايا أمنية.