المعركة "الأشرس".. خبراء: سقوط كتيبة جباليا بمثابة سقوط شمال غزة‎

محمد الرخا - دبي - الأحد 26 مايو 2024 08:09 صباحاً - تحتدم المعارك في مخيم جباليا شمال قطاع غزة بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس، لا سيما أنه آخر معاقل الحركة في شمال القطاع، وأكد خبراء أن سقوط كتيبة مخيم جباليا التابعة لحماس سيكون بمثابة سقوط كامل لشمال غزة، تحت السيطرة الإسرائيلية.

Advertisements

ويحاصر الجيش الإسرائيلي مخيم جباليا من عدة محاور لا سيما المحورين الشرقي والجنوبي، وسط عمليات قصف جوي ومدفعي مكثف، بالإضافة إلى أعمال تجريف وتقدم للآليات العسكرية في عمق مخيم جباليا.

وأدى هذا التقدم إلى نزوح غالبية السكان إلى منطقة الصفطاوي، وإلى غرب مدينة غزة.

أخبار ذات صلة

وسط القصف وقطع الإمدادات.. عجز كامل للقطاع الصحي في مخيم جباليا

معارك قتالية طاحنة

وقال الخبير في الشؤون العسكرية الدكتور رائد موسى، أنه من الطبيعي أن يشهد مخيم جباليا معارك قتالية طاحنة مع الجيش الإسرائيلي، لا سيما وأن المخيم يعتبر الحاضنة الكبرى لحركة حماس في شمال غزة، فضلًا عن القطاع كله.

وأضاف موسى في حديث لـ"الخليج الان"، أن مخيم جباليا يمتاز بطبيعة جيوغرافية معقدة رغم صغر حجمه، بسبب تلاصق البيوت والأحياء السكنية، ما يسهل حركة المقاتلين الفلسطينيين، بالإضافة إلى تدربهم على معارك قتال عصابات الشوارع، على حد قوله.

وأشار إلى أن قدرة آخر عناصر حماس في مخيم جباليا على المناورة يرجع إلى امتلاكهم عددا كبيرا من الأنفاق الهجومية التي تمكنهم من نصب الكمائن وتنفيذها والعودة إلى داخلها بسهولة، لتصبح عين هذا النفق فخًا للجيش في حال دخوله إليه، بحيث سيتم تدميره بالكامل.

ولفت الخبير العسكري إلى أن هذا يظهر جليًا في التصريحات الأخيرة للناطق العسكري باسم "كتائب القسام"، "أبو عبيدة"، بإعلانه عن قتل وأسر عدد من الجنود في كمين داخل أحد الأنفاق في مخيم جباليا.

بسط القبضة الأمنية

واستطرد: "باعتقادي أن حركة حماس تظهر قوة مضاعفة في مخيم جباليا أملًا في إمكانية إحداث تغيير عسكري يمكنها من إعادة تراجع الجيش الإسرائيلي إلى خارج المخيم قبل إحكام قبضته على المحاور القتالية كافة، إلى جانب الاحتفاظ بأي أسرى إسرائيليين أو جثث لقتلى قتلوا في أحداث السابع من أكتوبر".

ولفت إلى أن سقوط كتيبة مخيم جباليا التابعة لحماس سيكون بمثابة سقوط كامل لشمال غزة، تحت السيطرة الإسرائيلية، وبالتالي إنهاء المرحلة الثانية من الحرب والدخول في المرحلة الثالثة التي تقوم على بسط القبضة الأمنية وإعادة الانتشار في محاور التمركز.

أخبار ذات صلة

هل تتبع إسرائيل سياسة "الأرض المحروقة" في جباليا؟

العملية الأشرس

من جهته قال الباحث في الشأن السياسي، محمد دياب، إن العملية العسكرية الإسرائيلية على مخيم جباليا في يومها الرابع عشر هي العملية الأشرس من نوعها، لا سيما أنها استهدفت عمق شمال قطاع غزة والمنطقة التي لجأ إليها النازحون جميعهم في المحافظة، ويقدر عددهم بأكثر من 250 ألف مواطن.

وأضاف دياب في حديث لـ"الخليج الان": "لذلك جرى إعلان الجيش الإسرائيلي عن عملية عسكرية على مخيم جباليا بشكل منفرد؛ لما ستشهده وفق استخبارات الجيش معارك قتالية عنيفة وواسعة".

وتابع، من المعروف سلفًا أن كتيبة مخيم جباليا هي إحدى الكتائب الرئيسة التابعة لـ"كتائب القسام" وتشكل كبرى كتائب شمال قطاع غزة، كما تُصنف على أنها كتيبة إسناد، لكونها غير حدودية، وتقع في وسط المحافظة.

ولفت الباحث في الشأن الفلسطيني إلى أن الجيش الإسرائيلي استخدم كثافة نارية غير مسبوقة مع بدء عملية الاجتياح البري للمخيم، ليتمكن من تهجير سكانه كافة في عملية تهجير قسري، وارتكاب عمليات إبادة جماعية من جهة، وليتمكن من تحديد أماكن المقاتلين، من جهة أخرى، وفقًا لمحدودية الحركة في تلك المناطق.

وأوضح دياب أن هناك معلومات استخبارية دقيقة لدى الجيش الإسرائيلي، تفيد بوجود جثث لأسرى قتلى ومختطفين، وهو ما يجعل التوغل إلى عمق المخيم والوصول إلى آخر معاقله، هدفا عسكريا لإسرائيل في العملية التي يستخدم في تحقيقها جميع الأساليب القتالية وأعنفها على الإطلاق.