"فورين أفيرز": مهاجمة واشنطن لـ"الجنائية الدولية" تبعث برسائل معاكسة

محمد الرخا - دبي - الجمعة 24 مايو 2024 08:13 مساءً - ذكر تقرير لمجلة "فورين أفيرز"، أن الولايات المتحدة عليها أن لا تشعل حربًا مع المحكمة الجنائية الدولية، في الوقت الذي تستطيع فيه مساعدة إسرائيل دون مهاجمة المحكمة، مشيرة إلى أن هذا الموقف الأمريكي يبعث برسائل في الاتجاه المعاكس.

Advertisements

وقالت المجلة الأمريكية، إنه على الرغم من أن إسرائيل أوضحت أنها تنوي مهاجمة المحكمة، وليس التعاون معها، ومطالبة العديد من الأمريكيين، بمن فيهم أعضاء في مجلس الشيوخ، باستهداف المحكمة والانتقام من أعضائها؛ إلا أن مهاجمة المحكمة الجنائية الدولية هي الطريقة الخاطئة للرد.

وبحسب التقرير، لم تشر إدارة بايدن إلى أن الاتهامات الموجهة لإسرائيل وقادتها لا أساس لها من الصحة؛ ولا يمكنها ذلك.

ولعدة أشهر، انتقدت الإدارة بشدة فشل حكومة نتنياهو في السماح بدخول ما يكفي من المساعدات إلى غزة.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أصدرت تقريراً خلص إلى أن قوات الدفاع الإسرائيلية "ضربت العاملين في المجال الإنساني والمرافق الإنسانية" وأن التقارير "الموثوقة العديدة" "أثارت تساؤلات حول امتثال إسرائيل لالتزاماتها القانونية بموجب القانون الإنساني الدولي وأفضل الممارسات للتخفيف من الأضرار التي لحقت بالمدنيين.

وأشار التقرير إلى أن فرض عقوبات على المحكمة ومسؤوليها من شأنه أن يبعث برسالة واضحة مفادها بأن التزام الولايات المتحدة بالعدالة الدولية ليس التزاماً مبدئياً بل سياسياً بحتاً.

واضاف أن الانتقام من المحكمة الجنائية الدولية من شأنه أيضًا أن يشل قدرة الولايات المتحدة على الدفاع عن العدالة الدولية في مواقف أخرى في المستقبل، إذ جعلت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة من الدفاع عن العدالة الجنائية العالمية عنصرًا أساسيا في سياستها الخارجية.

وقالت المجلة: "إظهار النفاق في الرد على عمل المحكمة الجنائية الدولية من شأنه أن يزيد من عزلة الولايات المتحدة وتنفيرها على الساحة العالمية في وقت تنخرط فيه في سباق لكسب قلوب وعقول الناس والدول في جميع أنحاء العالم لدعم النظام الدولي القائم على القواعد".

وبدلاً من ذلك، يجب على إدارة بايدن أن تعمل مع إسرائيل للاستفادة من الطريقة الوحيدة المؤكدة لعرقلة الإجراءات ضد المسؤولين الإسرائيليين مع السماح بمواصلة القضايا المرفوعة ضد قادة حماس، وتشجيع إسرائيل على إجراء تحقيق حقيقي خاص بها إزاء تصرفاتها في غزة.

وتابع التقرير بأنه رغم ضرورة أن تستمر الولايات المتحدة في تقديم أقوى دعم لأمن إسرائيل، إلا أن هذا لا يتطلب مهاجمة المحكمة.

وإذا كانت الولايات المتحدة وإسرائيل تعتقدان حقاً أنه لا يوجد أساس قانوني لهذه الاتهامات، فينبغي لهما أن يماطلا المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية من خلال أن تبدأ إسرائيل تحقيقاً حقيقياً من جانبها.

ورجح التقرير أن لا يوافق نتنياهو، الذي يواجه بالفعل اتهامات بالفساد الداخلي، على إجراء تحقيق محلي. ودعا الولايات المتحدة إلى أن لا تمزق مصداقيتها، إذا لم تستغل إسرائيل الطريقة الوحيدة المؤكدة لإنهاء الإجراءات، وتذهب أبعد من ذلك لمجرد حماية قادة إسرائيل الذين تجاهلوا كل تحذير.