الغارديان: "برلمان بريطانيا 2019" انتهى وسط فوضى سياسية

محمد الرخا - دبي - الجمعة 24 مايو 2024 06:03 مساءً - اعتبرت صحيفة "الغارديان" أن فترة الخمس سنوات الأخيرة من عمر البرلمان البريطاني 2019، والتي انتهت اليوم الجمعة، كانت مملوءة بـ"سوء الإدارة والاضطرابات السياسية، إضافة إلى تشويه السمعة وعدم الكفاءة".

Advertisements

ولفتت الصحيفة إلى أن فكرة تأجيل البرلمان قبل خمسة أعوام كانت تفتقر إلى عدم الشرعية، وأثارت جدلا واسعا، ما ترك هذا البرلمان غير كفؤ إلى حد كبير.

مبادرات سوناك

وأضافت الصحيفة أن برلمان 2019 ينتهي كما بدأ، وسط فوضى غير ضرورية ويأس سياسي يطغى على التقدم التشريعي، مبينة أن قرار رئيس الوزراء ريشي سوناك بإجراء انتخابات في تموز/يوليو، يؤكد أن معظم برنامج الحكومة الذي أُعلن عنه في خطاب الملك في تشرين الثاني، لن يصبح قانونًا. 

وأكدت الصحيفة أن ذلك يسلط الضوء على اتجاه مثير للقلق، فقد أصبح الحكم الحديث أدائيا أكثر منه فعّالا، مع تركيز أعضاء البرلمان على الحملات الانتخابية أكثر من التركيز على التشريع أو التدقيق.

كما تم التخلي عن بعض مبادرات سوناك الأكثر شهرة، بما فيها مشروع قانون مكافحة التدخين، ومشروع قانون إصلاح الإيجارات، والالتزام تجاه منظم كرة القدم، بسبب القيود الزمنية التي فرضها على نفسه.

 كما أن وعده بدعم قانون مارتن، الذي يهدف إلى تعزيز سلامة الأماكن العامة، لم يتحقق أيضا وفقا للصحيفة، ما أدى إلى تقليص تنفيذ الوعود إلى مجرد إضافة اختيارية.

وكان وزراء سوناك يتدافعون لتمرير مشروع قانون جرائم مكتب البريد (نظام Horizon) الخميس الماضي.

وهذا المشروع يسعى إلى إلغاء مئات الإدانات الخاطئة لمديري مكتب البريد الناجمة عن نظام Horizon IT المعيب.

 ويعالج مشروع القانون قضايا قانونية وشخصية مهمة، لكن استعداد سوناك لتعريضه للخطر يجسد إخفاقات الحكومة، وكذلك لا يزال مشروع قانون الضحايا والسجناء غير مؤكد.

كما يجسد مخطط ترحيل المهاجرين إلى رواندا الأخطاء التي ارتكبتها هذه الحكومة في البرلمان، حيث استهلكت وقتًا برلمانيًا طويلًا كان من الممكن استغلاله بشكل أفضل وكان موضع شك من الناحية القانونية والأخلاقية. 

وعلى الرغم من الإنفاق العام الكبير، أعلن سوناك يوم الخميس أن المخطط لن يستمر قبل انتخابات تموز / يوليو، مما يؤكد طبيعته الأدائية منذ البداية.

استطلاعات الرأي

وأشارت الصحيفة إلى أن البرلمان شهد ثلاث حكومات مختلفة، تجسد كل منها سوء الإدارة، ولا سيما في عهد بوريس جونسون وليز تروس، وكذلك لم يكن أداء سوناك أفضل بكثير.

ولفت إلى أنه من قبيل الصدفة، تم استجواب وزير مجلس الوزراء سيمون كيس من قبل لجنة هاليت بشأن جائحة كوفيد، والذي قدم شهادة رسمت صورة لحكومة مختلة بقيادة شخصيات سياسية غير مستعدة لمواجهة الأزمة.

وتشير استطلاعات الرأي في بريطانيا حاليا إلى نتائج تتراوح بين الفوز المريح لحزب العمال والهزيمة الانتخابية المدمرة للمحافظين، حيث يتقدم حزب العمال بنحو 20 نقطة في هذه الاستطلاعات.

لكن الحملات الانتخابية والاستفتاءات الأخيرة أثبتت أنها متقلبة، وفق مراقبين، ولا يزال المحافظون يأملون علنا في النجاح، مشيرين إلى مستويات مختلطة من الحماس للعروض التي يقدمها حزب العمال.

 وخلصت الصحيفة إلى أن إرث برلمان 2019 يتسم بعدم كفاية القيادة وعدم الكفاءة والفاعلية بمواجهة الأزمات، موضحة أن نهايتها تتيح فرصة للتأمل ودعوة مفعمة بالأمل من أجل حكم أفضل في المستقبل، ولا سيما أن بريطانيا تستحق الزعامة التي تعطي الأولوية للحكم الفعّال على الأداء السياسي.