حرب إلكترونية "عملاقة" في سماء أوكرانيا (صور)

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 22 مايو 2024 10:10 مساءً - فرضت أجهزة التشويش نفسها على الجبهة الأوكرانية، في الأشهر الأخيرة، كمعدات أساسية في الحرب الإلكترونية ضد روسيا، وفق وكالة "فرانس برس".

Advertisements

وتعمل القوات الأوكرانية من خلال تلك الأجهزة على تحييد أكبر عدد ممكن من المقاتلات الصغيرة المُسيّرة التي تملأ سماء ساحة القتال.

ونقلت "فرانس برس" عن مسؤول كبير في الجيش الأوكراني متخصص في الحرب الإلكترونية، قوله: "إنها معركة عملاقة"، تُعد سباقًا مع الوقت نظرًا لسرعة تطور التقنيات.

ويضيف: "يتوجب علينا كل ثلاثة أشهر التفكير بتقنيات جديدة"، مؤكدًا أن القوات الأوكرانية تنجح حاليًا في تشويش رادارات (60 -70)% من المسيّرات الروسية من طراز "إف بي في" المزودة بكاميرا، والتي توفر بثًا مباشرًا من منظور الشخص الأول الذي يتحكم بها.

وجهاز التشويش عبارة عن عبوة أسطوانية بيضاء تزن 4 كغم، وموضوعة في حقيبة قماشية زيتية، تُثبّت على ظهر الجندي.

ميكولا المتخصص في التشويش من كتيبة تابعة للواء الهجوم 92 الأوكراني يعرض نظام تشويش إشارة محمولا دون طيارأ ف ب

ويوضح ميكولا، البالغ 42 عامًا، المتخصص في أجهزة التشويش في كتيبة مسيرّات تابعة للواء 92، الذي يقاتل على الجبهة الشرقية لأوكرانيا، أن هذه الأجهزة "واحدة من أولى أجهزة الحماية الإلكترونية المحمولة للمشاة الأوكرانيين".

ويضيف: "يُنقذ هذا الجهاز مشاتنا من المسيرات الروسية من طراز "إف بي في"، ووحداتنا التي تذهب إلى مواقع تشغّل منها مسيّراتنا".

وتسمح مسيرّات "إف بي في" المجهزة بعبوة ناسفة بضرب وحدات معادية بشكل مباشر ضمن دائرة نصف قطرها بضعة كيلومترات.

وبعد أكثر من عامين من الحرب الروسية على أوكرانيا، أصبحت هذه الأجهزة الرخيصة نسبيًا، التي ينشر المعسكران مئات الآلاف منها على الجبهة، ضرورية في هذه الحرب إلى جانب المدفعية التقليدية.

"فقدان كامل للسيطرة"

ونقلت "فرانس برس" عن قائد القوات البرية الأوكرانية، أولكسندر بافليوك، قوله، في مقابلة مع صحيفة "ذي تايمز" البريطانية، نُشرت أخيرًا: "المسيّرات هي أكثر ما يقتل جنودًا في الجانبين في الوقت الحالي".

وتقوم أجهزة التشويش بإصدار إشارات على تردد إشارة التحكم نفسه الخاصة بالمسيّرة، ما يقطع الاتصال بين الطائرة والطرف الذي يتحكّم بها.

ويقول ميكولا إن الجهاز المستخدم "فعّال" على مسافة 30 مترًا، ويتسبب "بفقدان كامل للسيطرة" على مسيّرة "إف بي في" المعادية.

وهذا الجهاز من صنع شركة أوكرانية، وتم تمويل تصنيعه من خلال تبرعّات خاصة.

ويزداد تجهيز سيارات رباعية الدفع تابعة للقوات الأوكرانية، وتتنقل في مناطق حساسة، بأنواع أخرى من أجهزة التشويش المحمولة الأكبر حجمًا، فيما يتم تركيب "محطات كبيرة للحرب الإلكترونية عن بُعد" في الجبهة، بحسب ميكولا.

الجندي الأوكراني ميكولا يضع هوائيًا لنظام تشويش إشارة الطائرات دون طيار على مركبة مدرعة ذات دفع رباعي أ ف ب

ويشبّه ميكولا هذه الأجهزة بـ"السترات المضادة للرصاص التي توفر بعض الحماية والثقة"، مضيفًا أنه "بالتالي تزداد فرص البقاء على قيد الحياة".

من جانبه، يرى كويوت، البالغ 22 عامًا، والذي يتحكم بمسيّرات أوكرانية، أن الخبرة ضرورية من أجل ضمان الاحتماء من أجهزة التشويش الروسية، مقرًّا بخسارة نحو 40% من مسيّراته بسبب التشويش الروسي.

أخبار ذات صلة

مسيرات أوكرانية تهاجم موسكو

"كيفية المواجهة"

يقول الجندي في اللواء 28 من الجيش الأوكراني: "إذا كنتم تعرفون الترددات التي تعمل عليها أجهزة التشويش، إذ سبق لكم أن حلّقتم حيث تكون نشطة بالعادة، يمكنكم تغيير ترددات المسيّرة، وإلّا يمكنكم محاولة الطيران حول جهاز التشويش أو فوقه".

ويوضح ميكولا أن روسيا متقدمة بخطوة؛ لأنها تعمل على أنظمة الحرب الإلكترونية "منذ أكثر من 30 عامًا"، فيما بدأت أوكرانيا "في تطوير المعدات اعتبارًا من عام 2014"، حين ضمّت روسيا شبه جزيرة القرم، وبدأ النزاع المسلح شرقي أوكرانيا.

وبعد أكثر من عامين على اندلاع الحرب بين كييف وموسكو، تؤكد أوكرانيا أنها تمكنت من اللحاق بالعدو إلى حد كبير.

ويضيف ميكولا: "أصبح الجميع يبحث اليوم عن ترددات مجانية من أجل تصنيع مسيّرات "إف بي في"، ومسيّرات أخرى تعمل على هذه الترددات.. ويفكّر الجميع أيضًا في كيفية مواجهة هذه الترددات".