ما تداعيات اعتراف 3 دول أوروبية بدولة فلسطين؟

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 22 مايو 2024 09:03 مساءً - أكد محللون أن اعتراف دول أوروبية بدولة فلسطين يمثل تحولاً غير مسبوق في السياسة الدولية تجاه القضية الفلسطينية، ستكون له تداعيات كبيرة على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

Advertisements

يأتي ذلك مع إعلان ثلاث دول أوروبية، هي إيرلندا وإسبانيا والنرويج، اعترافها بدولة فلسطين، في إعلان مشترك، لتكون الدول الثلاث من أوائل الدول الأوروبية التي تقدم على مثل هذه الخطوة.

ومن المقرر أن تعترف الدول الأوروبية بالدولة الفلسطينية رسميا اعتباراً من 28 مايو/أيار الجاري.

وتشير تقارير عبرية إلى أن سلوفينا أيضاً تعتزم إصدار إعلان بهذا الشأن، فيما وجهت إسرائيل رسائل لهذه الدول بأن الإعلان من شأنه "أن يُشعل المنطقة".

أكبر فشل سياسي ودبلوماسي لحكومة بنيامين نتنياهو

طلال عوكل، محلل سياسي

المحلل السياسي طلال عوكل قال، لـ"الخليج الان"، إن "الاعتراف الأوروبي سيكون مقدمة لتحرك دولي من أجل إقامة الدولة الفلسطينية، كما أنه سيكون سبباً في اتخاذ الاتحاد الأوروبي قرارات استراتيجية ومهمة في صالح الفلسطينيين".

وبيّن أن "القرار سيدعم الموقف القانوني لدولة فلسطين على الساحة الدولية، ويزيد من فرصها المتعلقة بالحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة".

وأكد أنه سيكون حجر عثرة أمام المخططات الدولية المتعلقة بمصادرة الأراضي الواقعة ضمن حدود عام 1967.

وأضاف: "القرار ذو تأثير إيجابي على الفلسطينيين، وسيدعم انضمامهم للمؤسسات الدولية ومطالباتهم المتعلقة بإقامة الدولة الفلسطينية ومحاسبة إسرائيل، كما أنه سيكون بمثابة الكارثة على تل أبيب، وأكبر فشل سياسي ودبلوماسي لحكومة بنيامين نتنياهو".

ووفق المحلل السياسي، فإن "القرار سيدفع نحو المطالبة الفلسطينية والدولية بضرورة تطبيق قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالفلسطينيين، خاصة قرار الجمعية العامة 181 لعام 1947، الذي يقسم فلسطين لدولتين إسرائيلية وفلسطينية".

وأشار إلى أن "القرار سيدفع نحو المطالبة أيضاً بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 242 لعام 1967، الذي دعا إسرائيل إلى الانسحاب الكامل من الأراضي الفلسطينية المحتلة"، لافتاً إلى أن إسرائيل ستُجبر على إجراء تغييرات جذرية في سياساتها.

تغيير جذري في سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه الفلسطينيين

محمد هواش، خبير في الشأن الفلسطيني

ويرى الخبير في الشأن الفلسطيني، محمد هواش، أن "قرار الدول الأوروبية سيدفع دولاً أعضاء في الاتحاد الأوروبي لاتخاذ خطوات مماثلة، كما أنه سيؤدي لتغيير جذري في سياسة الاتحاد تجاه الفلسطينيين، بما يشمل دعما دبلوماسيا وماليا غير مسبوق".

وقال هواش، في حديث لـ"الخليج الان"، إن "ذلك سيؤدي إلى وضع القضية الفلسطينية على رأس أولويات المجتمع الدولي؛ ما سيؤدي لزيادة الضغوط على إسرائيل من أجل تقديم تنازلات للفلسطينيين، علاوة على المواقف المناهضة لمخططات اليمين الإسرائيلي ضدهم".

وأوضح أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيدفع ثمناً سياسياً باهظاً بسبب القرار الأوروبي، الذي سيؤدي لخسارته المكاسب السياسية التي حققها من الحرب ضد حركة حماس في غزة، علاوة على أنه سيمنع أي إجراءات تعسفية من قبل حكومته بحق السلطة الفلسطينية ومؤسساتها.

وتابع: "بتقديري أن الاعتراف لن يكون شكلياً وستتبعه خطوات مزعجة للغاية لإسرائيل وقادتها السياسيين والعسكريين، كما أنه سيجبر الولايات المتحدة على التراجع عن دعمها المطلق للسياسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية".

ووفق هواش، فإن "إسرائيل لن تكون قادرة على اتخاذ خطوات أحادية ضد الفلسطينيين، كما أن القرار سيؤدي لتحجيم قدرتها على مصادرة الأراضي، وسيجبرها على البدء في مفاوضات سياسية مع منظمة التحرير بشأن قضايا الحل النهائي".

وختم بالقول: "ربما يؤدي الاعتراف لدفع إسرائيل إلى وقف حربها المتواصلة على قطاع غزة منذ أشهر، خاصة أن أي موقف لهذه الدول سيكون مدفوعاً بتحرك على الساحتين الدولية والأوروبية لإجبار إسرائيل على تطبيقه".

أخبار ذات صلة

ترحيب عربي بقرار 3 دول أوروبية الاعتراف بدولة فلسطين