بسبب سياسة "العناق".. عصابات المخدرات تزدهر في المكسيك

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 22 مايو 2024 04:10 مساءً - عززت جماعات الجريمة المنظمة سيطرتها على مناطق واسعة من المكسيك بسبب قرار الرئيس أندريس أوبرادور بعدم مكافحتها، عن طريق إطلاق سياسة "العناق، وليس الرصاص". وأثر الوضع بشكل خطير على الأمن، وأثار قلق الناخبين قبل الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في الثاني من يونيو/حزيران القادم.

Advertisements

ووفقاً لموقع "إنفوباي" الإخباري، وخلال السنوات الخمس والنصف من رئاسة لوبيز أوبرادور، شهدت الجريمة المنظمة زيادة كبيرة، حيث تواجه العصابات الأكبر حجمًا، مثل عصابة سينالوا "CDS" وجاليسكو "CJNG"، عصابات أصغر ولكن بنفس القدر من العنف.

القوة الاقتصادية

بالإضافة إلى ذلك، قامت العصابات بتنويع أنشطتها، وأصبحت متورطة في تهريب الأسلحة، وغسل الأموال، وتهريب المهاجرين، والابتزاز، من بين جرائم أخرى.

 ووفقا لتقديرات الجيش الأمريكي، تسيطر العصابات على حوالي ثلث الأراضي المكسيكية.

كما أن انتشار العصابات لم ينمُ فقط على مستوى الأراضي، بل أيضًا في القوة الاقتصادية والعلاقات الدولية، حيث إن المواد الكيميائية المستخدمة في تصنيع المخدرات الاصطناعية، تأتي من الصين والهند، ولها صلات بالمافيا الأوروبية.

وأشار الموقع إلى أن السياسة الأمنية التي ينتهجها الرئيس لوبيز أوبرادور، والمعروفة باسم "العناق، وليس الرصاص"، قد تعرضت لانتقادات شديدة.

وتسعى هذه الاستراتيجية إلى مهاجمة الأسباب الجذرية للجريمة وتجنب المواجهات المباشرة مع العصابات، ولكن كان لها تأثير غير مقصود يتمثل في توسيع الوجود الجغرافي للجريمة المنظمة.

النفوذ السياسي

وبين الموقع أن الاستراتيجية قد سهّلت التواطؤ والفساد بين بعض قوات الشرطة والسلطات المحلية بتوسع عمل الجريمة المنظمة في المكسيك، حيث هناك العديد من الشكاوى والأدلة على أن ضباط الشرطة يتلقون رواتبهم من العصابات أو يضطرون إلى العمل معهم تحت تهديدات العنف الشديد.

ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في يونيو/حزيران المقبل، يعد الأمن أحد الاهتمامات الرئيسية للناخبين، حيث أصبح تدخل الجريمة المنظمة في العمليات الانتخابية يمثل مشكلة خطيرة في المكسيك.

كما زادت العصابات من نفوذها السياسي من خلال التهديدات والقتل وإكراه المرشحين والمسؤولين، وكانت هذه الحملة الانتخابية، التي تشمل انتخابات المجالس الفيدرالية ومجالس الولايات، وحكام الولايات ورؤساء البلديات، هي الأكثر دموية في تاريخ المكسيك الحديث.

ولا يؤثر مثل هذا التدخل على سلامة العملية الديمقراطية فحسب، بل يسمح أيضًا للعصابات بتعزيز سلطتها على مختلف المناطق من خلال التأثير على انتخاب السلطات التي قد تخدم مصالحها.