محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 21 مايو 2024 07:10 مساءً - أثار الإعلان الأخير الذي كشفه المرشح الرئاسي الأمريكي المستقل روبرت كينيدي جونيور عن وجود دودة ميتة في دماغه نقاشاً أوسع نطاقاً حول تعقيدات طفيليات الدماغ: ما هي؟ وما الضرر الذي تسببه؟ وما طرق دخولها إلى الدماغ البشري؟.
إن طفيليات الدماغ، كما أوضحها سكوت جاردنر، أستاذ العلوم البيولوجية بجامعة نبراسكا لينكولن، تمتد إلى ما هو أبعد من مجرد الديدان. فبحسب تقرير نشره موقع straits times، هناك عدد كبير من الكائنات الحية، بما في ذلك الكيانات وحيدة الخلية مثل التوكسوبلازما جوندي وبعض الأميبات، القادرة على التسلل إلى الدماغ.
وتختلف التأثيرات الضارة حسب نوع الطفيلي وموقعه داخل الدماغ، إذ يوضح الدكتور دانييل باستولا، رئيس قسم الأمراض العصبية المعدية وعلم الأعصاب العالمي في جامعة كولورادو للطب، أنه في حين أن بعض الطفيليات تهاجم أنسجة المخ بشكل نشط مما يؤدي إلى تدميرها، فإن البعض الآخر يسبب مضاعفات بسبب الاستجابات الالتهابية التي تحدثها.
وتشكل الديدان الشريطية، التي تحدث عادة من خلال تناول الأطعمة النيئة أو غير المطبوخة جيدًا أو الأطعمة الملوثة بالبراز، خطرًا كبيرًا، وذلك عند انتقال هذه الطفيليات من البراز إلى الفم.
ويعتقد الخبراء أن أعراض كينيدي تتوافق مع العدوى التي تسببها يرقات الدودة الشريطية الموجودة في لحم الخنزير. فعند ابتلاع بيض الدودة الشريطية، عادةً من خلال الطعام الملوث، تهاجر اليرقات إلى أعضاء مختلفة بما في ذلك الدماغ، مما يؤدي إلى تكوين الخراجات - وهي حالة تسمى داء الكيسات المذنب العصبي. قد تظهر الأعراض، التي تتراوح ما بين الصداع إلى النوبات، بعد فترة حضانة طويلة، ومن المحتمل أن تبلغ ذروتها مسببة الوفاة.
كما تمثل الأميبا التي تغزو الدماغ خطرًا آخر، وإن كان نادرًا. ويشير البروفيسور في علم الأعصاب تاجي هاريس في جامعة فيرجينيا إلى احتمال أن تؤدي هذه الالتهابات إلى حدوث وذمة دماغية أو وذمة في الحبل الشوكي تهدد الحياة. وتشمل طرق الدخول الممرات الأنفية أثناء الأنشطة المائية أو عن طريق شطف الجيوب الأنفية بالمياه غير المعالجة.
أما داء المقوسات، وهو عدوى طفيلية منتشرة في الدماغ، فينجم عن تناول اللحوم الملوثة أو الماء أو ملامسة براز القطط. وفي حين أن الأفراد الذين يعانون من ضعف المناعة غالبًا ما لا تظهر عليهم أعراض بسبب الاستجابة المناعية الفعالة، إلا أنهم يواجهون تداعيات شديدة، كما هو الحال مع الأجنة النامية عند النساء الحوامل.
ويتطلب تشخيص عدوى الطفيليات في الدماغ إجراء اختبارات متخصصة، بما في ذلك فحوصات الدم للأجسام المضادة الخاصة بالطفيليات أو فحوصات التصوير مثل التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو التصوير المقطعي المحوسب (CT). وتشمل طرق العلاج الأدوية المضادة للطفيليات، والكورتيكوستيرويدات لتخفيف الالتهاب، وفي الحالات الشديدة، الاستئصال الجراحي للكيسات.
وفي حين أن حالات العدوى الطفيلية الشديدة في الدماغ نادرة، إلا أنها أكثر انتشارًا في مناطق معينة على مستوى العالم. ومع ذلك، تبقى التدابير الوقائية محورية، لذا يوصى بالنظافة الشاملة لليدين، وإعداد الطعام المناسب، واستهلاك المياه النظيفة، خاصة أثناء السفر، للتخفيف من المخاطر.
وبهذا، فإن الخطاب المحيط بطفيليات الدماغ يؤكد على ضرورة الوعي، والتشخيص في الوقت المناسب، والاستراتيجيات الوقائية. ومن خلال اتخاذ الإجراءات المستنيرة، يمكن التخفيف من حدوث هذه العدوى المدمرة المحتملة؛ مما يحمي الصحة العامة على نطاق عالمي.