بذكراها العاشرة.. ليبيون: "عملية الكرامة" محطة مهمة لدعم الاستقرار

محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 21 مايو 2024 05:17 مساءً - بمرور 10 سنوات على إطلاق "عملية الكرامة"، في ليبيا، أكد مراقبون أنها شكلت محطة مهمة لدعم الاستقرار ومواجهة الفوضى في البلاد.

Advertisements

وقد أحيا الجيش هذه الذكرى بحضور قائده المشير خليفة حفتر ورئيس البرلمان المستشار عقيلة صالح وبعثات دبلوماسية أجنبية.

وعلق النائب البرلماني عبد المنعم العرفي على الأمر بالقول إن "عملية الكرامة أدت إلى القضاء على الإرهاب وتحقيق الاستقرار في ليبيا، هذه حقيقة لا يستطيع أحد إنكارها، حيث كانت برقة وفزان تعجان بالميليشيات والتشكيلات المسلحة".

الانقسامات لا تحدث في مناطق عملية الكرامة

النائب البرلماني عبد المنعم العرفي

وأكد العرفي لـ "الخليج الان" أنه "بعد إطلاق عملية الكرامة تم تأسيس جيش حقيقي وتم دعمه، لا لشيء إلا من أجل احتكار السلاح بيد الدولة وإنهاء مظاهر انفلات السلاح، والجيش قوي، وهو الآن يحمي حدود الوطن وأمن المواطن".

وأضاف: "ليبيا الآن تنعم بالاستقرار، وتم تحقيق عدة إنجازات لا يمكن إنكارها، وعجلة الإعمار بدأت تدور".

وأكد أن "ما حققته الكرامة شيء ملموس، عكس الآراء التي تقول إنها زادت من حدة الانقسامات"، موضحًا أن "الانقسامات هي في المناطق التي تشهد عمليات نهب للمال العام وابتزاز وتهريب للبنزين وغير ذلك وليس في مناطق الكرامة".

عملية الكرامة مثلت أهم المعارك الوطنية في تاريخ ليبيا المعاصر

الخبير العسكري محمد قشوط

 من جهته يقول الخبير العسكري، محمد قشوط، إن "عملية الكرامة مثلت أهم المعارك الوطنية في تاريخ ليبيا المعاصر لأنها كانت بين أن تنجو ليبيا وتظل محافظة على نفسها كدولة ينعم فيها المواطن الليبي وينشد حياة كريمة، وبين أن تغرق في مستنقع الإرهاب الذي خططت له ودعمته دول تتمنى أن تشاهد سقوطنا الذي لا نهوض بعده".

وتابع قشوط في حديثه لـ "الخليج الان": "قد تكون ليبيا لم تنعم بالأمان الكامل وتتشكل فيها الدولة بمؤسساتها وتضع قدمها على سكة الانتخابات التي يختار من خلالها الشعب ممثليه، نتيجة عوامل عدة من تفشٍ للفساد إلى سطوة الميليشيات في المنطقة الغربية".

واستدرك بالقول: "لكن هذا لا يمنع أن هناك أمنًا نسبيًّا قد تحقق في المنطقتين الشرقية والجنوبية اللتين بدأت فيهما بفضل هذا الانتصار على الإرهاب مشاريع التنمية والإعمار، وصارت تشد إليهما رحال الشركات العالمية".

وقال إنه "لذلك كانت عملية الكرامة عاملًا مهمًّا مهَّد لحالة الاستقرار الذي تعيشه اليوم المدن الخاضعة لسيطرة القوات المسلحة، كما إنها غير مذنبة في الانقسام السياسي الحاصل".

وأوضح أنها "كانت عملية عسكرية أمنية لمواجهة الإرهاب، بعيدًا عن أي صراعات سياسية تمت تغذيتها من دول بعينها عبر أطراف سياسية محلية وجدت في هذا الانقسام أفضل فرصة لتحقيق مصالحها الخاصة".

"معجزة" إعادة بناء الجيش

وبدوره علق رئيس حزب "الحركة الوطنية"، مصطفى الزائدي، على ذكرى عملية الكرامة بالقول إن "ضباط القوات المسلحة نجحوا في صناعة معجزة إعادة بناء الجيش تحت إطلاق النار، وتمكنوا في سنوات قليلة، لكن بتضحيات جمة، من تحرير أجزاء كبيرة من الوطن وتطهيرها من العبث والفوضى وسطوة الإرهاب".

وأوضح الزائدي في تصريحات نقلتها عنه وسائل إعلام محلية في ليبيا أنهم "أعادوا الاستقرار وأطلقوا عجلة البناء في تلك الأجزاء المحررة".

ودعا إلى أن "يشكل ذلك التحدي المهم والنجاح المقدر، نموذجًا يحتذى من قبل النخبة الليبية السياسية والأكاديمية والثقافية والنقابية وغيرها، ويشجعها على إطلاق مشروع وطني لإعادة بناء الدولة".

وقال إن أساس هذا المشروع يجب أن يكون "مقاومة التواجد الأجنبي في ليبيا بكل أشكاله وخاصة المخفي منه، ورفض تدخله في شؤونها واسترداد قرارها السيادي، وتعبئة القوى الشعبية في عملية ثورية وطنية بآليات واضحة ومحددة تتيح لليبيين المشاركة الفعلية والعملية في وقف دائرة العبث".

وشدد على ضرورة "تبني مشروع خلاص وطني متكامل الأركان وعملي، يمكن من خلاله بناء مؤسسات الدولة الليبية الجديدة التي تقوم على التعايش السلمي بين الليبيين، بعيدًا عن الإقصاء والتهميش والاستقواء بالأجنبي".