محمد الرخا - دبي - الاثنين 20 مايو 2024 10:06 صباحاً - بعد أيام على حملة تهجير ومصادرة أراضي المواطنين في محافظة الحُديدة، واصلت عناصر ميليشيا الحوثي انتهاكاتها ضد المدنيين في محافظتي الجوف وإب، الخاضعتين لسيطرتها، للاستيلاء على أراضي الأهالي فيهما.
وعلى إثر الحملة المسلحة التي شنتها عناصر في المليشيا، لمصادرة أراض تابعة لإحدى قبائل محافظة الجوف، أقصى شمال البلاد، لصالح قبيلة أخرى، اندلعت مواجهات مع ملاك الأرض، بمديرية خبّ الشعف، أسفرت عن مقتل أحد عناصر الحوثيين وإصابة مواطنين اثنين آخرين.
وبحسب مصادر حقوقية، فإن الحملة تمكنت من إزالة مبنى صغير وسط الأرض الزراعية المستهدفة، وهو ما دفع المسلحين القبليين إلى الدخول مباشرة في اشتباك مسلح مع المعتدين.
وذكرت المصادر أن هناك حالة من الاحتقان والتوتر لدى بعض قبائل الجوف، التي طالتها محاولات من مليشيا الحوثي للاستيلاء على أراض تابعة لهم بالقوة في أكثر من مديرية، عقب وصول تعزيزات عسكرية للحوثيين من صنعاء.
مصادرة بالقوة
وفي محافظة إب، شمالًا، تمكّن مواطنون من التصدّي لمحاولة قيادي في ميليشيا الحوثي، مصادرة أرض تابعة لأحد المواطنين، تحت مزاعم توليه وظيفة "الحارس القضائي" التي استحدثها الحوثيون لإضافة صفة قانونية لعمليات استيلائهم على ممتلكات المعارضين والمواطنين.
وفي انتهاك آخر، كشف المستشار الإعلامي، لمحافظ محافظة إب، إبراهيم عسقين، لـ"الخليج الان"، أن أحد النافذين من عناصر مليشيا الحوثي، ادعى ملكية جده لأرضية واسعة مملوكة لأحد المواطنين بمديرية المخادر، قبل أن يقتحمها لاحقًا بالقوة، برفقة عربات أمنية، والبدء بأعمال تجريف التربة، بما فيها من زرع.
وذكر عسقين، أن الأرض المتنازع بشأنها، كانت مملوكة لجدّ المدّعي الذي باعها قبل أكثر من 5 عقود، ويدّعي حفيده الآن أن الأرض مازالت ملكهم، في حين أن مالكها الحقيقي يملك جميع الوثائق.
وأشار إلى أن مالك الأرض تعرّض إلى تهديد مباشر وتفجير منزله في حال عدم استجابته لمطالب القيادي الحوثي الذي قال إنه يحظى بمساندة من قيادات أمنية وعسكرية محلية.
وقال إن محافظة إب، باتت من بين أكثر المحافظات اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين، عرضة لنهب ومصادرة الأراضي، من قبل الميليشيا، وذلك يعود إلى ارتفاع أسعارها قياسًا ببقية المحافظات.
إخضاع المجتمع
ويرى الناشط الحقوقي، رياض الدبعي، أن ميليشيا الحوثي دأبت على ممارسة مختلف أنماط الانتهاكات ضد القانون الدولي والإنساني وضد قانون حقوق الإنسان، منذ اليوم الأول لانقلابها على الدولة وحتى الآن، دون أي توقف.
وبيّن في حديث لـ"الخليج الان"، أن الانتهاكات التي تشهدها إب، ومحاولات تشديد الخناق على سكانها من مختلف النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، تهدف إلى إخضاع المجتمع وتغيير ديموغرافيته.
وأشار الدبعي إلى تعامل الحوثيين مع محافظة إب، باعتبارها موردًا اقتصاديًا شبيهًا بميناء الحديدة؛ إذ يقومون بنهب الأراضي وفرض رسوم وجبايات كثيرة على التجار، وغيرها من الممارسات، وذلك نابع من إدراكهم بأن الكثير من أبناء هذه المحافظة مغتربون في الخارج ولديهم أموال وتجارة.
وبحسب مصادر محلية، فإن أحد عناصر ميليشيا الحوثي، قُتل الاثنين الماضي، في مواجهة مسلحة مع عناصر أمنية تلقت بلاغًا من مواطنين عن استحداث مسلحين موقعًا عسكريًا أعلى جبل "نهرة" بمديرية حبيش، وسط المحافظة.
وذكرت المصادر لـ"الخليج الان"، أن المُبلّغ عنهم كانوا عناصر من أفراد "القوة الصاروخية" التابعة لميليشيا الحوثي، تمكنت من التسلل إلى الجبل، دون إبلاغ المواطنين وملاك الأراضي، وذلك بهدف إنشاء منصة صاروخية في قمة الجبل التي تبعد عن عمق مياه البحر الأحمر، بمسافة تصل إلى 135 كيلو مترا.
وأشار إلى أن المواطنين أبلغوا إدارة الأمن التي حضرت بدورها إلى الموقع واشتبكت مع عناصر "القوة الصاروخية" التابعة للحوثيين، ما تسبب بمقتل أحدهم، وهو الأمر الذي قابلته الميليشيا بحملة اعتقال شملت أفرادًا في إدارة الأمن وعددا من المواطنين.