ما قصة "خلية التنسيق" التي تتهمها باريس بإثارة اضطرابات كاليدونيا؟

محمد الرخا - دبي - الأحد 19 مايو 2024 11:13 مساءً - تاريخ النشر: 

19 مايو 2024, 7:54 م

Advertisements

أصابع الاتهام الفرنسية تتجه نحو "خلية تنسيق العمل الميداني"؛ لدورها بتأجيج نيران التمرد في إقليم كاليدونيا الجديدة.

هذه المنظمة الغامضة التي ظهرت مؤخرًا تتهمها الحكومة الفرنسية بإثارة الاحتجاجات والشغب في الإقليم.. فما قصة هذه الخلية؟.

تم إنشاء خلية تنسيق العمل الميداني في نهاية عام 2023 للتعبئة ضد تعديل النظام الانتخابي الذي يقع اليوم في قلب العاصفة، ويخضع نشطاء فيها تم القبض عليهم للتحقيق.

وزير الداخلية وأقاليم ما وراء البحار الفرنسي جيرالد دارمانين، شكك بشدة في هذا التنظيم، ووصفه بـ"المافيا"، ويشتبه في أنهم "قادة" أعمال العنف التي أشعلت كاليدونيا الجديدة منذ الـ13 من مايو..

تمثل هذه الخلية موضوع انتقادات لاذعة، وتقع ضمن التوازنات المعقدة لحركة استقلال كاليدونيا الجديدة، وهي أبعد ما تكون عن التجانس، بين المتطرفين والمعتدلين.

نقطة الالتقاء هي الرغبة في تحقيق الوحدة، وهو الخيار الوحيد الذي يعتبر ممكنا للتأثير على المفاوضات للخروج من اتفاق نوميا الثاني، المبرم في عام 1998، في مواجهة حكومة اتهمها الانفصاليون آنذاك باختيار أسلوب "المرور بالقوة".

وفي مناسبات عديدة طُرحت على الطاولة مسألة انفتاح جبهة التحرير الوطني للكاناك، وهو تجمع من أجل الاستقلال، على المنظمات الأخرى، دون أن تتمكن على الإطلاق من التوصل إلى توافق.

وتضم هذه الجبهة أربعة أحزاب رئيسة، وهي اتحاد كاليدونيا وحزب تحرير الكاناك، والتجمع الديمقراطي الأوقيانوسي، والاتحاد التقدمي لميلانيزيا، لكنها تستبعد بقية المكونات السياسية والنقابية أو الدينية التي تمثل مع ذلك نسبة مهمة من الأصوات الداعية إلى استقلال الأرخبيل.

وبحسب صحيفة "لوموند" الفرنسية فقد تم مناقشة دمج كل هذه الحركات المؤيدة للاستقلال في منظمة واحدة، وهو جهد اصطدم بمماطلة "حزب تحرير الكاناك" وفق قولها، لكن اتحاد كاليدونيا تمكن في النهاية من التغلب على هذه العقبة وأعلن في منتصف نوفمبر الماضي عن إنشاء "خلية تنسيق العمل الميداني".

وتلتقي مكونات الخلية عند فكرة بسيطة هي الاجتماع على أوسع نطاق ممكن لمعارضة الإصلاح الدستوري الذي يهدف إلى فتح المجال أمام الناخبين للانتخابات الإقليمية.