مذيعو الذكاء الاصطناعي.. طريقة الصين الجديدة لترويج سياساتها

محمد الرخا - دبي - الأحد 19 مايو 2024 09:03 مساءً - قال تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية، إنّ الصين تستخدم مذيعي أخبار الذكاء الاصطناعي للترويج لسياساتها، وإنها نشرت دعاية وصفتها بـ"الخرقاء" عبر مذيع الذكاء الاصطناعي. 

Advertisements

جاء ذلك، في مقطع مصور بهدف التأثير على الانتخابات الرئاسية التايوانية، وجعل الناخبين يشككون في السياسيين المؤيدين لسيادة تايوان التي تعتبرها الصين جزءًا من أراضيها.

وأضافت الصحيفة أن مثل هذه الصور الرمزية والمقاطع المصورة التي يتم توليدها باستخدام الذكاء الاصطناعي تنتشر كالنار في الهشيم على شبكات التواصل الاجتماعي، وهي دعاية مدعومة من الدولة. 

ويؤكد خبراء أن هذا النوع من مقاطع الفيديو سيستمر في الانتشار مع إتاحة الوصول إلى التكنولوجيا على نطاق أوسع.

ونقلت الصحيفة على لسان تايلر ويليامز، مدير التحقيقات في شركة "غرافيكا" لأبحاث المعلومات المضللة، قوله: "ليس من الضروري أن تكون هذه الدعايات مثالية، فكل ما على المستخدم فعله هو فقط تمرير هذه المقاطع عبر موقع 'إكس' أو 'تيك توك' دون التمييز بين الفروق الدقيقة بينها على شاشة أصغر".

وأفادت الصحيفة بأن الصين قامت بالفعل بتجربة مذيعي الأخبار الذين يتم إنشاؤهم بواسطة الذكاء الاصطناعي. وفي عام 2018، كشفت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) النقاب عن تشيو هاو، مذيع الأخبار الرقمي، الذي وعد بتزويد المشاهدين بالأخبار "24 ساعة في اليوم، 365 يومًا في السنة".

 وعلى الرغم من أن الجمهور الصيني متحمس عمومًا لاستخدام الصور الرمزية الرقمية في وسائل الإعلام، إلا أن تشيو هاو فشل في تحقيق شعبية كبيرة على نطاق أوسع، وفقًا للصحيفة.

"روبوت" بشخصية مذيع وهمي

وأضافت "الغارديان" أن الصين تأتي في طليعة استخدام مذيعي الذكاء الاصطناعي للتضليل الإعلامي، مبينة أن حسابات الروبوت المؤيدة للصين نشرت العام الماضي على موقعي "فيسبوك" و"إكس" مقاطع فيديو مزيفة تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي لمذيعي أخبار "روبوت" بشخصية مذيع وهمي يحمل اسم "وولف نيوز".

ولفتت الصحيفة إلى أن مذيع الذكاء الاصطناعي هذا اتهم الحكومة الأمريكية في أحد المقاطع بالفشل في التعامل مع العنف المسلح، في حين سلط مقطع آخر الضوء على دور الصين في قمة دولية.

وفي نيسان/ أبريل الماضي، قال تقرير صادر عن شركة "مايكروسوفت" إن مجموعات سيبرانية مدعومة من الدولة الصينية استهدفت الانتخابات التايوانية بمحتوى معلومات مضللة تم إنشاؤه باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك استخدام مذيعي أخبار مزيفين أو مقدمي عروض تلفزيونية. 

وفي أحد المقاطع التي استشهدت بها "مايكروسوفت"، قدم المذيع الذي أنشأه الذكاء الاصطناعي ادعاءات لا أساس لها حول الحياة الخاصة لمرشح تايواني مؤيد لاستقلال تايوان يدعى لاي تشينغ تي، زاعمًا أنه أنجب أطفالًا خارج الزواج للتأثير على عملية انتخابه.

ويفيد التقرير بأن الصين شنت حملة موسعة لنشر المحتوى المضلل المولد بالذكاء الاصطناعي خلال انتخابات الرئاسة التايوانية، وذلك في مطلع كانون الثاني/ يناير لسنة 2024، مشيرًا إلى أن دعم دولة ما بشكل رسمي لهذا النوع من الحملات المضللة التي تهدف للتأثير الخارجي على انتخابات دول أخرى هو سابقة. 

ونقلت الصحيفة عن كلينت واتس، المدير العام لمركز تحليل التهديدات التابع لشركة "مايكروسوفت"، قوله إن الصين استخدمت رسميًا مذيعي أخبار تم توليدهم باستخدام الذكاء الاصطناعي في سوق وسائل الإعلام المحلية، وهو ما سمح للدولة أيضًا بتحسين هذا التنسيق حيث أصبحت الآن أداة للتضليل، على الرغم من أنه لم يكن هناك تأثير ملحوظ حتى الآن. 

وأضاف واتس: "يركز الصينيون بشكل أكبر على محاولة إدخال الذكاء الاصطناعي في أنظمتهم - الدعاية والمعلومات المضللة - وقد انتقلوا إلى هناك بسرعة كبيرة. إنهم يحاولون كل شيء لكنها لا تزال غير فعالة بشكل خاص".

وتقول الصحيفة إن التأثير العام لهذه المقاطع باستخدام مذيعي الذكاء الاصطناعي أبعد ما يكون عن الإقناع على الرغم من المظهر الواقعي لمقدم الأخبار.

ويشير تقرير لموقع "نيوز غارد" المتخصص في تتبع الأخبار الزائفة إلى أن مقاطع الفيديو المنتشرة باستخدام الذكاء الاصطناعي كانت جزءًا من شبكة مؤيدة للصين وكانت "تتوسع" قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية. 

وأشارت إلى وجود 167 حسابًا تم إنشاؤها منذ العام الماضي وكانت مرتبطة بما يسمى "Spamoflage"، وهي تقنية يستخدمها القراصنة لاستبدال حروف كلمات ما بأرقام للتحايل على خوارزميات البريد الإلكتروني وبالتالي منع وصول رسائلهم إلى "صندوق المهملات".