محمد الرخا - دبي - السبت 18 مايو 2024 07:10 مساءً - وصفت وكالة "بلومبيرغ" رفض جيبوتي الانضمام إلى التحالف الذي شكلته الولايات المتحدة وحلفاؤها في البحر الأحمر لحماية السفن التجارية من هجمات ميليشيا الحوثي، بأنه "تحدٍ لواشنطن".
ورغم أن الدولة الواقعة في شرق أفريقيا تستضيف قواعد بحرية صينية وفرنسية وأمريكية، إلا أنها حذرت واشنطن من استخدام أراضيها لمواجهة المتشددين الذين يهاجمون التجارة العالمية.
وقال رئيس وزراء جيبوتي عبد القادر كامل محمد: "بعد بدء الهجمات الصاروخية الحوثية في أكتوبر/تشرين الأول، طلبت الولايات المتحدة الإذن بإجراء عمليات ضد الجماعة من داخل قاعدتها البحرية في جيبوتي؛ وكان جواب الحكومة لا".
وأضاف عبد القادر: "كان الأمر واضحًا جدًا منذ البداية؛ لا نريد أن ندخل في حرب".
وأكد أن جيبوتي "ستبقى على علاقة جيدة مع الولايات المتحدة، وأنها تعيد التفاوض بشأن معاهدة للتعاون الدفاعي مع فرنسا، والتي تتضمن التزام القوة الاستعمارية السابقة بتقديم المساعدة العسكرية إذا احتاجت جيبوتي إليها".
وأشار الموقع، إلى أن "جيبوتي (الدولة الصغيرة) سمحت للولايات المتحدة بتركيب نظام دفاع مضاد للصواريخ في البلاد لحماية قاعدتها؛ لكن وفي المقابل، لم يُسمح لها بإطلاق طائرات استطلاع دون طيار لمراقبة الحوثيين من جيبوتي، أو إطلاق الصواريخ".
وبشكل منفصل، طلبت الصين من حكومة جيبوتي عدم السماح للطائرات الأمريكية بالتحليق على ارتفاع منخفض للغاية فوق قاعدتها البحرية، حسبما يقول دبلوماسيون؛ ما يسلط الضوء على التوازن الدقيق الذي يتعين على السلطات القيام به.
ولفت إلى أن موقع الدولة الصغيرة الواقعة في شرق أفريقيا، عند نقطة التقاء البحر الأحمر بخليج عدن، جعل من جيبوتي ـ وهي دولة ذات أغلبية إسلامية ـ أولوية استراتيجية للقوى الكبرى.
وجيبوتي موطن للقواعد العسكرية الصينية، والفرنسية، والإيطالية، واليابانية، والأمريكية، وترغب ألمانيا في إنشاء قاعدة بحرية خاصة بها في البلاد أيضًا، وفقًا لدبلوماسيين في المنطقة.
وخلُص الموقع إلى أن جيبوتي نجحت في وضع نفسها بنجاح على مدى العقدين الماضيين كأصل لا غنى عنه في المنطقة.
وهذا يمنحها بعض النفوذ، لكنها ستحتاج إلى السير على "حبل دبلوماسي مشدود" للحفاظ على حيادها الذي يتعرض لضغوط منذ اندلاع أزمة البحر الأحمر، بحسب "بلومبيرغ".