خبراء لـ"الخليج الان": الرصيف العائم نقطة انطلاق لتهجير الغزيين إلى أوروبا

محمد الرخا - دبي - السبت 18 مايو 2024 03:03 مساءً - قال خبراء في الشأن الفلسطيني، إن الرصيف الأمريكي العائم على ساحل غزة، يأتي ضمن مخطط إسرائيلي ليكون نقطة لتهجير آلاف الغزيين إلى أوروبا.

Advertisements

وأنهى الجيش الأمريكي تركيز الرصيف العائم على شاطئ غزة، لاستخدامه كمرفأ مؤقت لتسريع تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع الواقع تحت القصف والحصار.

وتحركت، الجمعة، أولى الشاحنات نحو الرصيف الذي تولت البحرية الأمريكية تركيبه وإرساءه على شاطئ غزة، لكن هذه الخطوة تطرح تساؤلات كثيرة، إن كان عن جدواها أو حقيقة أهدافها.

نقطة للتهجير

وقال الخبير في الشأن الفلسطيني، رياض العيلة، إن "الميناء العائم الذي بناه الجيش الأمريكي على ساحل غزة، سيكون نقطة انطلاق لمخطط تهجير الفلسطينيين من القطاع، ودفعهم نحو أوروبا"، مشيراً إلى أن "واشنطن وتل أبيب تعملان على جعله بديلاً عن كافة المعابر التجارية والإنسانية بالقطاع".

وأضاف العيلة لـ"الخليج الان" أنه "بتقديري إسرائيل وبعد الموقف المصري الرافض لأي مقترحات لإعادة العمل بمعبر رفح دون تواجد الفلسطينيين، تعمل على استبداله بالميناء البحري، لكن هذا الأمر يحتاج بعض الوقت من أجل تحقيقه".

وأشار العيلة إلى أنه "في حال نجاح الولايات المتحدة وإسرائيل في تشغيل الميناء وتغطية حاجات السكان والنازحين، فإن ذلك سيدفعهم نحو تحويله بشكل تدريجي لبديل عن معبر رفح، خاصة ما يتعلق بتنقل الأفراد بالرغم من الرفض الفلسطيني والمصري".

الإنجاز الإسرائيلي الأهم

أما الخبير في الشأن الدولي، رائد نجم، فقال إن "الحرب التي تشنها اسرائيل على غزة، التي غلب عليها ارتكاب المجازر وعمليات الإبادة الجماعية يأتي في مقدمة أهدافها تهجير السكان، وذلك يظهر جلياً من خلال حجم الدمار الهائل الذي يرتكبه الجيش الإسرائيلي وانعدام سبل الحياة".

وأوضح نجم، لـ"الخليج الان"، أن "الحرب الإسرائيلية تهدف لفرض عملية التهجير القسري والطوعي للسكان، فالتفكير الإسرائيلي عقب هجوم السابع من أكتوبر كان يتحرك باتجاهين، الأول هو تهجير السكان بالقوة العسكرية المفرطة عبر ارتكاب المجازر، والاتجاه الثاني يتعلق بالميناء العائم".

ونوه بإنه "في حال تحقق ذلك سيكون بالنسبة لإسرائيل الإنجاز الأهم، لا سيما أنه سيؤدي إلى تفكيك القضية الفلسطينية وتصفيتها ومنع إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967".

وتابع أن "الميناء هوة مطلب إسرائيلي بحت، وسيؤدي لفتح الطريق أمام الفئات الهشة من المصابين والمرضى ومرافقيهم، ثم يتطور شيئًا فشيئًا ليتحول لمحطة لتهجير الفلسطينيين بهدف تقليص عدد السكان، الذي سيكون مصلحة اسرائيلية يساهم في حل مشاكل القطاع الناجمة عن الكثافة السكانية تحديدًا الاقتصادية".

وأكد أن "هناك مخاوف حقيقية من استخدام الميناء لتهجير السكان في إطار ترتيبات استراتيجية تتعلق بقطاع غزة، التي قد يتبعها مشاريع ضخمة وضخ استثمارات، وإعادة خلق واقع أمني وسياسي جديد من خلال تثبيت محوري نتساريم وفيلادلفيا".

وختم نجم أنه "لا يمكن التنبؤ بمدى تجاوب الإدارة الأمريكية الحالية مع سيناريوهات كهذا لا سيما في ظل تصريحات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الذي أعلن رفض إدارته تهجير الفلسطينيين أو إعادة احتلال غزة".

مسألة وقت

بدوره، قال الباحث في الشأن الفلسطيني، محمد دياب، إن "الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ أشهر وما نتج عنها من تدمير لمختلف مناحي ومقومات الحياة ستؤدي بشكل حتمي لتهجير الفلسطينيين من غزة كشكل من أشكال الإبادة الجماعية".

وأوضح لـ"الخليج الان"، أن "مسألة التهجير هي مسألة وقت ليس أكثر، أما من حيث المبدأ فالتهجير قد وقع فكل من يقطن في خيمة أو مركز إيواء فهو فعليا في المحطة الأولى لقطار التهجير الذي انطلق".

وأضاف أن "الميناء الأمريكي هو المنفذ الجديد الخالي من أي قيود كتلك التي كانت مفروضة على معبر رفح الخاضع للإرادة المصرية الرافضة بشكل معلن وواضح للتهجير"، منوها بأن "السؤال الأهم هو ما مدى استعداد أوروبا أو غيرها لاستقبال لاجئين فلسطينيين".

وأفاد دياب بأنه "في حال نجحت إسرائيل والولايات المتحدة بتوفير الدول المستعدة لاستقبال اللاجئين من حرب الإبادة فبلا شك أن الميناء سيكون محطة جديدة ورئيسة من أجل ذلك".