هل تنجح واشنطن بدفع أطراف الحرب السودانية إلى التفاوض؟

محمد الرخا - دبي - السبت 18 مايو 2024 02:09 صباحاً - بدأ المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيريلو، جولة جديدة على عدد من الدول للقاء السودانيين في المنفى والاستماع إلى مطالبهم، وكشف خبراء مطلعون على الزيارة أن بيريلو، خلال زيارته، ألمح بوجود تواصل بين قوات الدعم السريع، والجيش السوداني حول وقف الحرب بعد تسلمهما دعوة من الرياض لاستئناف عملية التفاوض.

Advertisements

وشملت الجولة حتى الآن دولتي أوغندا وكينيا حيث التقى في "كمبالا ونيروبي" عدد من الفاعلين السودانيين من القوى السياسية والنقابية ومنظمات المجتمع المدني، وبحث معهما كيفية وقف الحرب واستعادة الانتقال عبر الحكم المدني.

وقال توم بيريلو في سلسلة تغريدات على صفحته بمنصة "إكس" عقب لقائه سودانيين في العاصمة الأوغندية كمبالا إنه "استمع لأكثر من 100 مدني سوداني، حيث كان إحساسهم بالحاجة الملحة للسلام، والوصول الفوري إلى الغذاء والدواء، وحماية المدنيين".

وأضاف أنه "يشاركهم دعوتهم لجميع الأطراف المتحاربة في السودان إلى الالتزام بما تم التوصل إليه في منبر جدة بالتحول الديمقراطي الشامل".

كسر الجمود

يقول الناشط الحقوقي عز الدين أرباب، الذي التقى المبعوث الأمريكي مع آخرين في العاصمة الأوغندية كمبالا، إن جولة توم بيريلو الحالية قد تفلح في كسر جمود الأزمة السودانية لجهة أن ما طرحه من رؤى خلال النقاشات مع السودانيين يدل على أن هناك تفاهمات بين أطراف الصراع السوداني بشأن وقف الحرب.

وقال أرباب لـ"الخليج الان" إن بيريلو ألمح إلى أن هنالك تواصلا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حول وقف الحرب، حيث أكد أن "كل الأطراف السودانية تسلمت دعوةً من المملكة العربية السعودية لاستئناف التفاوض، ونحن نعمل يوميًا للتأكد من قبول الأطراف للدعوة وحضورهم".

وأضاف أن المبعوث الأمريكي قال: "ينبغي أن تأخذوا بعض الأمل بأن جزءا من النقاشات مع الأطراف حاليا هو ليس فقط ضمان ظهورهم في جدة للمحادثات بل الاستعداد لتوقيع اتفاق يعيد السلام في السودان".

وذكر أن المبعوث الأمريكي أكد أنهم "يعملون بجد في السر والعلن لضمان أن الأطراف التي تزكي الحرب مستعدة ليكونوا شركاء سلام في السودان"، مؤكدًا أنهم أحرزوا تقدمًا في ذلك.

عودة الأطرف إلى التفاوض

وأوضح أرباب أن جولة المبعوث الأمريكي الحالية قد تكون من أجل وضع ترتيبات ما قبل التوقيع على وقف إطلاق النار، متوقعًا عودة طرفي الحرب إلى جدة للتفاوض.

وأشار إلى أن توقيع مجموعة من القوى السياسية في العاصمة المصرية القاهرة على اتفاق سياسي في الـ8 من مايو/أيار الجاري، وما سيسفر عنه في مؤتمر تنسيقية "تقدم" أواخر الشهر الجاري، ليس منفصلًا عن جولة المبعوث الأمريكي الحالية.

وتستعد تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم" برئاسة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، لعقد مؤتمرها التأسيسي بحضور 600 مشارك يمثلون فئات مختلفة من الشعب السوداني، أواخر شهر مايو/ أيار الجاري، بهدف التوافق على بناء جبهة سودانية موحدة لإنهاء الحرب واستعادة الحكم المدني.

الضغط على أطراف الحرب

تعليقا على ذلك، يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة النيلين بالسودان، مصعب محمد علي، في حديث لـ"الخليج الان" أن "جولة المبعوث الأمريكي الحالية تأتي في سياق الضغط على أطراف الحرب من أجل العودة للتفاوض في منبر جدة، على الرغم من تصريحه بأن الطرفين يرغبان في حسم الحرب عسكريا".

وقال مصعب إنه "يتوقع عودة أطراف الصراع إلى طاولة التفاوض بعد مرور أكثر من عام على الحرب"، بيد أنه أشار إلى أن جولة المبعوث الأمريكي إذا لم تشتمل على لقاءات مع قادة الجيش السوداني وقوات الدعم السريع فلن يكون لها أثر كبير"، وفق قوله.

وذكر مصعب أن اللقاءات التي أجراها المبعوث الأمريكي مع القوى السياسية والمدنية يمكنها أن تشكل تأثيرًا من خلال الضغط لأجل العودة للتفاوض.

ودخلت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عامها الثاني، وسط تفاقم الأوضاع الإنسانية للمدنيين، إذ أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 13 ألف شخص، وتشريد نحو 8 ملايين، بين نازح ولاجئ في دول الجوار، بحسب بيانات أممية.