رئاسة الاتحاد الإفريقي.. 4 مرشحين لخلافة موسى فقيه محمد

محمد الرخا - دبي - الجمعة 17 مايو 2024 12:03 صباحاً - تقدمت 4 دول حتى الآن بطلب رسمي لتعبئة منصب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي عوضا عن التشادي موسى فقيه محمد الذي يترك موقعه في فبراير/شباط 2025، ورُشحت شخصيات من بينها امرأة صومالية لتعبئة المنصب الدبلوماسي الرفيع، من المفترض أن يكون القوة الدافعة وراء التوجهات الرئيسة للقارة.

Advertisements

وطلبات الترشيح ستقدم لحين موعد 6 أغسطس/آب المقبل، في حين سيأتي المرشحون جميعا، من شرق إفريقيا، بموجب مبدأ التناوب الذي يريده إصلاح مؤسسات الاتحاد الإفريقي، وسيسمح هذا الأمر، لمواطن من هذه المنطقة برئاسة المفوضية حتى عام 2029.

ورئيس الاتحاد الإفريقي والممثل التنفيذي والقانوني للمنظمة، من المفترض أن يكون القوة الدافعة وراء التوجهات الرئيسة للقارة، خاصة فيما يتعلق بحل الأزمات الأمنية وملف التكامل الاقتصادي في المستقبل، حيث تقدمت 4 دول بطلب رسمي حتى الآن لشغر الموقع، هي جيبوتي وكينيا وجزر القمر والصومال.

الكيني رايلا أودينجا

وخلال الانتخابات الأخيرة، في عام 2017، لم تنل كينيا هذا المنصب بسبب فارق ضئيل، إلا أن هذه المرة تعتزم نيروبي فرض مرشحها، والمنافس التاريخي رايلا أودينجا، الذي هُزم خمس مرات في الانتخابات الرئاسية.

وفي مساعٍ لضمان الفوز، حصل الرئيس ويليام روتو على دعم رئيس من أوغندا ورواندا، لكن هذا الترشيح يتوقع أن يسبب القلق في القارة، حيث نادرا ما تحقق الدول الكبيرة والشخصيات القوية ــ بل والمثيرة للانقسام ــ الإجماع عند انتخاب رئيس المنظمة الإفريقية.

من جانبه، قال الباحث السياسي الصومالي عبد الواحد عبد الله في تصريحات لـ"الخليج الان": "إن ترشيح رايلا أودينجا يُنظر إليه جزئياً في أروقة الاتحاد الإفريقي باعتباره وسيلة يستخدمها ويليام روتو لإزاحة خصمه الرئيس من المشهد الكيني بدلاً من إعطاء الأولوية لمصالح المنظمة الإفريقية".

وفي 4 مايو/أيار، اعترف الرجل البالغ من العمر 79 عاماً بأنه لا يريد التخلي عن دوره السياسي في كينيا إذا أصبح رئيساً للاتحاد الإفريقي، وقال: "سأكون قادراً على ركوب رحلة جوية والعمل في أديس أبابا من الإثنين إلى الجمعة.. وأعود إلى كينيا في عطلة نهاية الأسبوع للاهتمام بالشؤون الجارية".

الجيبوتي محمود علي يوسف

وبعد عشرين عاماً على رأس الدبلوماسية الجيبوتية، يبدو أن محمود علي يوسف هو المنافس الرئيس لرايلا أودينجا.

وتعول جيبوتي على هذا الوزير ذي الخبرة الواسعة "لإعادة تأكيد دوره المركزي في الدبلوماسية الإقليمية والإفريقية"، وفقًا لبيان صحفي صادر عن الرئاسة.

ومن خلال مشاركتها في مفاوضات بين الصومال وإثيوبيا لتخفيف التوترات بينهما، لعبت جيبوتي في كثير من الأحيان دور الوسيط في القرن الإفريقي، وهي منطقة مضطربة لا تزال الدولة الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها مليون نسمة هي الوحيدة التي تظهر ذلك الاستقرار النسبي، بحسب صحيفة "لوموند" الفرنسية.

اللعب بورقة الفرانكوفونية

وقال دبلوماسي شرق إفريقي في الاتحاد الإفريقي، فضّل عدم الكشف عن هويته في تصريح لـ"الخليج الان"، إن محمود علي يوسف يمكنه أن يلعب بورقة الفرانكوفونية والورقة العربية لكي يتم انتخابه.

لكن بحسب مصادر داخل حكومة جيبوتي، فإن تعليق عضوية 5 دول ناطقة بالفرنسية في الاتحاد الإفريقي والسودان -بسبب انقلابات- قد يحبط طموحات الدولة الصغيرة الواقعة في القرن الإفريقي، والتي ستحتاج إلى ثلثي أصوات القارة.

غزالي عثماني

وستكون جزر القمر، الدولة الناطقة بالفرنسية ويقل عدد سكانها عن مليون نسمة، واحدة من الدول التي ترغب في شغل منصب رئيس المفوضية، وذلك بعد أشهر قليلة فقط من قيادتها للاتحاد الإفريقي في إطار الرئاسة الدورية التي يضمنها زعيم جزر القمر في عام 2023 غزالي عثماني.

وفي سياق تكاثر مراكز الأزمات في القارة، يستفيد الدبلوماسي عثماني البالغ من العمر 61 عامًا من ملف شخصي يركز على القضايا المتعلقة بالسلام والأمن.

وكان عثماني في الماضي على رأس "يوناميد" (بعثة مختلطة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي في دارفور) وبعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي (بعثة الأمم المتحدة في مالي).

من جهته، قال الباحث السياسي التشادي أليو سال في تصريحات لـ"الخليج الان"، إن "أولوية القارة ستكون تهدئة القرن الإفريقي؛ لأن الوضع في البحر الأحمر يعرض الأمن العالمي للخطر"، مضيفا: "لا تزال الشكوك قائمة في أروقة الاتحاد الإفريقي حول قدرة جزر القمر على قيادة حملة قارية من أجل التصويت".

فوزية يوسف آدم

أما عن المرأة الوحيدة التي تواجه هؤلاء القادة في تلك الانتخابات فهي الصومالية فوزية يوسف آدم والتي عملت في وزارة خارجية بلادها قبل عشر سنوات، ولديها فرصة ضئيلة للنجاح، وفق ما ذكرت تقارير.