تغامر بالتصعيد.. هل تتسبب ميليشيا حزب الله في حرب شاملة؟

محمد الرخا - دبي - الخميس 16 مايو 2024 09:03 مساءً - تاريخ النشر: 

16 مايو 2024, 5:36 م

Advertisements

يبدو أن ملامح الجبهة الشمالية لإسرائيل تغيّرت ولم تعد تقتصر على مناوشات بين الحين والآخر.. والتصعيد بات أمراً واقعاً يخالف التزام الأشهر الماضية لجبهة جنوب لبنان التي اعتمدها حزب الله كجبهة إسنادٍ للفصائل الفلسطينية في مواجهة إسرائيل..

بينما الغارات الإسرائيلية لم تتوقف عن استهداف مواقع وقيادات للحزب داخل الأراضي اللبنانية..

ومن الدفاع انتقل الحزب إلى الهجوم.. فما يُطلق اليوم من صواريخ ومسيرات على الشمال الإسرائيلي يختلف تماماً عما كان عليه طوال سبعة أشهر ..

ضرباتٌ غزيرة ونوعية أحدثها وليس آخرها إطلاق أكثر من 60 صاروخ كاتيوشا من الأراضي اللبنانية على مقر قيادة فرقة الجولان 210 واستهداف نقطة أمنية حساسة في الجليل الأسفل بمسيّرة انتحارية أدت لقتل وجرح من كان فيها وباعترافٍ إسرائيلي..

أما إسقاط هذا المنطاد التجسسي الإسرائيلي فوق بلدة رميش جنوبي لبنان بعد تحديد موقع إدارته واستهدافها أيضاً لم يكن من باب الصدفة..

يركز حزب الله في الاستهدافات الحالية على منع التجسس الإسرائيلي، بالتوازي مع عمليات استهداف للجنود الإسرائيليين بشكل مباشر.. على عكس ما شهدته الفترة الماضية.

فلماذا انتقل حزب الله من الدفاع إلى الهجوم؟

يرى خبراء أنه بات واضحاً أن ما قبل انطلاق العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح لن يكون إطلاقاً كما بعده، بما يرتبط بالوضع على جبهة جنوب لبنان.

فحزب الله ومن خلفه إيران، اضطّر لزيادة الضغط العسكري على إسرائيل في مسعى للحد من عملياتها في رفح، باعتبار أن سقوط المعقل الأخير لحركة حماس في غزة سيعني عملياً خسارة هذا المحور للحرب كما أنه سيمهد وفقاً للخبراء لعملية واسعة تشنها إسرائيل ضد حزب الله كما توعدت تل أبيب أكثر من مرة..

ومنذ إعلان تل أبيب السيطرة على معبر رفح وبدء عملياتها شرق المدينة، بالتزامن مع ترنح مفاوضات الهدنة، كثّف حزب الله بشكل غير مسبوق عملياته باتجاه شمال إسرائيل؛ بهدف إيقاع قتلى وجرحى في صفوف الجنود الإسرائيليين؛ ما يطرح علامات استفهام عمّا إذا كانت طهران وحلفاؤها سيعمدون لتوسيع القتال على الجبهات في مسعى استباقي لمنع سقوط رفح.

يرى محللون أن الوضع الميداني الجديد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية قد يؤدي إلى جر المنطقة ككل إلى الحرب الموسعة التي يريدها بنيامين نتنياهو ويسعى إليها منذ مدة.. فهل تتصاعد التوترات لتتحول إلى حرب شاملة في المنطقة؟.