بحضور 600 مشارك.. تنسيقية "تقدم" تستعد لمؤتمر يوقف الاقتتال في السودان

محمد الرخا - دبي - الخميس 16 مايو 2024 07:10 مساءً - تستعد تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية في السودان "تقدم"، لعقد مؤتمرها التأسيسي بحضور 600 مشارك يمثلون فئات مختلفة من الشعب السوداني، أواخر شهر مايو/ أيار الجاري، بهدف التوافق على بناء جبهة سودانية موحدة لإنهاء الحرب واستعادة الحكم المدني.

Advertisements

وقالت مصادر، في تصريح لـ"الخليج الان"، إن المؤتمر التأسيسي لتنسيقية "تقدم" سينعقد في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، حيث تنخرط اللجان التحضيرية، حاليًا، في الترتيبات النهائية، بعد أن قدمت الدعوات لأكثر من 600 مشارك".

وتضم تنسيقية "تقدم"، التي يقودها رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، قوى سياسية بارزة في المشهد السوداني، على رأسها تحالف قوى الحرية والتغيير، وتجمعات نقابية، ومجموعات من لجان المقاومة السودانية.

أخبار ذات صلة

خاص | "تقدم" ترد على استدعاء النيابة السودانية لـ "حمدوك"

فرض الوحدة

ووفق منشورات بعنوان "الطريق نحو المؤتمر التأسيسي"، نشرتها اللجنة الإعلامية للمؤتمر على منصاتها الرقمية، فإن "تقدم" تسعى إلى جعل المؤتمر محرابًا لأداء فرض الوحدة كمفتاح للتصدي لتحديات الوطن والمواطن المتعاظمة.

وأشارت إلى أن رؤية "تقدم" مبنية على سودانٍ موحد، تكون فيه المواطنة الأساس للحقوق والواجبات، والعمل على معالجة آثار الحرب ونتائجها الكارثية على المجتمع السوداني من خلال بدء حوارات مجتمعية وسياسية، والتأكيد على رد المظالم والحقوق، ورفض جميع أشكال الانتهاكات تجاه المدنيين.

وأوضحت أن المؤتمر يسعى أيضًا لمناهضة خطاب الكراهية والعنصرية والجهوية في السودان، كما سيعمل على بث روح التسامح والتسامي فوق الجراحات وسط السودانيين.

وأكدت اللجنة الإعلامية أن وحدة المدنيين الرافضين لحرب، 15 أبريل/ نيسان العام 2023، تمثل الفرض الحاضر نظريًا والغائب عمليًا، والذي من شأنه استحضار الفعالية المطلوبة لإيقاف نزيف الدم السوداني الطاهر.

وقالت إن توحيد القوى المدنية والسياسية الساعية إلى ايقاف الحرب واستعادة الحياة الطبيعية والديمقراطية تمثل أولوية لـ "تقدم"، التي ستعمل على التنسيق والتشبيك المستمر مع المدنيين الداعين للسلام.

وأشارت إلى أن الخلافات في وجهات النظر بين المدنيين قضية ثانوية تسعى "تقدم" لتجاوزها بالحوار والنقاش الذي يجمع الصوت المدني الديمقراطي مقابل صوت الحرب والدمار.

سودانيون ينزحون من ويلات الحربغيتي

آليات وقف الحرب

وأوضح الناطق الرسمي باسم حزب التجمع الاتحادي، والقيادي في قوى الحرية والتغيير، محمد عبد الحكم، أن مؤتمر تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية المزمع عقده في أديس أبابا يشكل فرصة كبيرة لتوحيد الجهود المدنية المبذولة لوقف الحرب، واستعادة مسار التحول المدني.

وأكد عبد الحكم، في تصريح لـ"الخليج الان"، مشاركة أكثر من 600 شخص في المؤتمر، يمثلون قوى سياسية ونقابات وأجسام مهنية ومنظمات مجتمع مدني وقيادات دينية وإدارات أهلية.

وقال إن المؤتمر سيشكل دفعة قوية للصوت المدني وسط محاولات مستمرة لطرفي النزاع لعسكرة الحياة السياسية والمدنية.

وأضاف أنه "من المنتظر أن يطور المؤتمرون الرؤية السياسية لـ"تقدم"، مع اختيار هياكل جديدة للتنسيقية وفق رؤى المؤتمرين، علاوة على وضع تصورات واضحة لآليات وقف الحرب، ووضع لبنات أساسية لمسار العملية السياسية التي ينتظر أن تعقب اتفاق وقف إطلاق النار بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع".

وأعرب عبد الحكم عن أمله في أن يخرج المؤتمر بالترتيبات اللازمة لوضع خريطة مستقبل السودان السياسي عقب وقف إطلاق النار، وإعادة الإعمار، وجبر الضرر الناتج عن تداعيات الحرب.

رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك والقيادي في تنسيقية "تقدم" خالد عمرتنسيقية "تقدم"

بناء أكبر جبهة مدنية

بدوره، قال عضو الهيئة القيادية والمكتب التنفيذي لـ"تقدم" عن فئة لجان المقاومة، زعلان تية، إن المؤتمر المنتظر سيجاوب على قضايا وقف الحرب من خلال بناء أكبر جبهة مدنية لمناهضتها، واستعادة التحول المدني الديمقراطي، مشيرًا إلى أن السودان يمر بوقت عصيب يشهد فيه انقسامات اجتماعية وسياسية وأمنية وسط مخاوف من انهيار الدولة السودانية.

وأكد تية، في تصريح صحفي، أن "تقدم" تسعى من خلال المؤتمر لتشكيل أكبر جبهة مدنية تخاطب مخاوف السودانيين لإيقاف الحرب، واستعادة أمنهم، وعودتهم لديارهم، وممارسة حياتهم الطبيعية.

وذكر أن التنسيقية تعد من أكبر الجبهات المدنية التي تضم طيفًا واسعًا من السودانيين، مشيرًا إلى مشاركة كثير من الفاعلين السياسيين والإدارات الأهلية والطرق الصوفية في المؤتمر، لبحث إحلال السلام وإيقاف الحرب.

واعتبر تية المؤتمر التأسيسي بداية لتوحيد القوى المدنية في السودان، ووحدة الأصوات الداعية لوقف الحرب.

ووفق قول المتحدث باسم "تقدم"، بكري الجاك، في تصريح سابق لـ"الخليج الان"، طرحت التنسيقية رؤية لإنهاء أزمة الدولة السودانية، تبدأ بـ"خروج العسكريين من الحياة السياسية، وقيام شرعية توافقية تضع لبنات التأسيس، والانتقال بالوصول إلى مشروع وطني جامع أساسه المواطنة المتساوية، ومن ثم برنامج شامل للعدالة الانتقالية لمخاطبة آثار الحرب، تعقبه عملية صناعة الدستور، إلى حين قيام انتخابات حرة ونزيهة وفقًا للمعايير الدولية".

وتؤكد تنسيقية "تقدم" أنها "تسعى إلى إنهاء معاناة السودانيين من ويلات الحروب والنزاعات الأهلية القبلية ونتائجها من نهب وسلب، واغتصاب، ونزوح ولجوء، وفقدان للموارد الخاصة والعامة".