محمد الرخا - دبي - الخميس 16 مايو 2024 07:10 مساءً - تستعد كوريا الجنوبية لاستضافة قمة تجمع مسؤوليها مع رؤساء الدول والحكومات الأفريقية يومي 4 و5 يونيو/حزيران، ما يمثل "علامة بارزة في التزام سيول بتعزيز التعاون مع القارة"، بحسب صحيفة "جون أفريك".
وقالت الصحيفة، إن "الرئيس الكوري يون سوك يول وجّه دعوة حارة لزعماء أكثر من 20 دولة أفريقية، ما يشير إلى لحظة محورية في الدبلوماسية الدولية تحت إشراف إدارته".
وتعد هذه القمة، وهي الأولى من نوعها، بمثابة "منصة لتعزيز العلاقات طويلة الأمد والمفيدة للجانبين، الأمر الذي يعكس مشاعر الإدارات السابقة".
وبحسب الصحيفة، "تؤكد القمة الاستمرارية بنهج كوريا الجنوبية في تعزيز شراكات التنمية المستدامة في جميع أنحاء القارة".
مواجهة نفوذ بيونغ يانغ
وقبل بزوغ فجر "عام الصداقة مع أفريقيا" الذي أطلقته كوريا الجنوبية في عام 2006، كانت ديناميكيات الحرب الباردة تطغى على ارتباط سيول بالقارة الأفريقية، وكان شبح التنافس الأيديولوجي مع كوريا الشمالية يلوح في الأفق، وهو ما شكّل العلاقات والاستراتيجيات الدبلوماسية في أفريقيا.
وفي محاولة لمواجهة نفوذ بيونغ يانغ، بدأت سيول بعثات استكشافية في وقت مبكر من عام 1960 في ليبيا وتونس والسودان، ومع ذلك، فإن الانضمام التاريخي لكلا الكوريتين إلى الأمم المتحدة في عام 1991 كان بمثابة نقطة تحول، إيذانا بفترة من إعادة التقييم وإعادة المعايرة في المساعي الدبلوماسية والاقتصادية لكوريا الجنوبية في أفريقيا.
التنمية المستدامة
وتسعى كوريا الجنوبية من خلال الاستفادة من مسارها التنموي الخاص، إلى "إلهام الدول الأفريقية بقصة نجاحها، والانتقال من دولة متلقية للمساعدات إلى دولة مانحة للمساعدات الدولية في غضون عقود من الزمن"، وفقا للصحيفة.
وتابعت الصحيفة: "تجد جاذبية هذا السرد صدى لدى نظراء سيول في أفريقيا، ما يضع كوريا الجنوبية كشريك قيِّم في تبادل المعرفة والتبادل التكنولوجي عبر مختلف القطاعات".
إضفاء الطابع المؤسسي
منذ عام 2006 اتبعت كوريا الجنوبية استراتيجية تقوم على إضفاء الطابع المؤسسي على علاقاتها مع أفريقيا لتعميق المشاركة وتعزيز التعاون طويل الأمد.
وجاء ذلك، من خلال منتديات مثل المنتدى الكوري الأفريقي (Koaf) و(Koafec)، اللذين يركزان على التعاون الاقتصادي وتنمية الصناعة، لتعزيز وجود سيول في القارة.
ومع ذلك، لا تزال التحديات قائمة، ولا سيما في ترجمة التبادلات التجارية إلى تدفقات استثمارية مستدامة.
واعتبرت الصحيفة، أن "القمة المقبلة تمثل فرصة حاسمة لسيول لتبسيط آليات المساعدات الخاصة بها، والاستفادة من حسن نواياها في أفريقيا، ورسم الطريق نحو تنشيط الشراكات".
وخلصت إلى أنه "بينما تستعد كوريا الجنوبية لاستضافة الزعماء الأفارقة في هذه القمة التاريخية، فإن الساحة ممهدة لفصل جديد في العلاقات الثنائية، التي تتميز بالاحترام المتبادل، والرخاء المشترك، والتعاون الدائم".