محمد الرخا - دبي - الخميس 16 مايو 2024 06:03 مساءً - أثار تعرض رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيكو، لمحاولة اغتيال، أمس الأربعاء، مخاوف من انزلاق السياسة الأوروبية المستقطبة إلى العنف، وفق ما أوردته صحيفة "نيويورك تايمز".
ولفتت الصحيفة إلى أن فيكو، حليف كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، تعرض لإطلاق نار من مسافة قريبة من قبل شاعر يبلغ من العمر 71 عامًا، وذلك في بلدة هاندلوفا، الواقعة في وسط سلوفاكيا، بينما كان فيكو يحيي حشدًا صغيرًا.
ونُقل فيكو إلى المستشفى، ثم نُقل جوًا لإجراء عملية جراحية طارئة، وفق الصحيفة.
ونقلت عن نائب رئيس الوزراء، توماس تارابا، قوله إن حالة فيكو لم تعد تهدد حياته.
وألقى رجال الأمن السلوفاكي القبض على الجاني على الفور.
وكشف وزير الداخلية، ماتوس سوتاج إستوك، أن فيكو أصيب بخمس طلقات نارية، وأن الأدلة تشير إلى وجود دافع سياسي.
وأكدت "نيويورك تايمز" أن محاولة الاغتيال هذه أثارت مخاوف بشأن تصاعد العنف في المناخ السياسي المستقطب في أوروبا.
ولفتت إلى أن مسيرة فيكو السياسية امتدت على مدى ثلاثة عقود، انتقل خلالها من موقف يساري إلى موقف يميني.
أخبار ذات صلة
من هو رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو؟
وشغل فيكو منصب رئيس الوزراء خلال الأعوام 2006 - 2010، ومن 2012 - 2018، وأعيد انتخابه العام الماضي.
وقالت الصحيفة إن فيكو غالبًا ما وجد نفسه على خلاف مع التيار الأوروبي السائد، بسبب معارضته للدعم العسكري لأوكرانيا، وعلاقاته الوثيقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مثلما يعرف أيضًا بانتقاده للاتحاد الأوروبي إلى جانب رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان.
وينظر الكثيرون إلى فيكو باعتباره مناضلًا من أجل الإنسان العادي، ومعارضًا قويًا للنخب الليبرالية والهجرة، خاصة من الدول الإسلامية غير الأوروبية، وفق الصحيفة.
ونقلت عن المنتقدين لفيكو قولهم إنه قوّض استقلالية وسائل الإعلام، وقيّد التمويل الأجنبي للمنظمات المدنية، وشكّل تهديدًا للديمقراطية.
ورغم إقالته السابقة في عام 2018، استعاد فيكو الدعم من خلال الترويج لمواقفه المناهضة للمثليين والمثليات ومعارضة نفوذ الاتحاد الأوروبي والدعوة إلى معارضة توريد الأسلحة إلى أوكرانيا، على حد قول الصحيفة.
ولفتت إلى تصوير عملية إطلاق النار على فيكو في مقطع فيديو، ظهر فيه وهو يسقط إلى الوراء بعد إطلاق النار عليه من على بعد بضعة أقدام، وسرعان ما نقله ضباط الأمن إلى سيارة، ووُصفت حالته في البداية بأنها مهددة للحياة.
أفراد أمن يحملون رئيس وزراء سلوفاكيا عقب محاولة الاغتيالمتداولة
وأشارت إلى إدانة قادة العالم، بمن فيهم الرئيسان الأمريكي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين، الهجوم، فيما وصفته رئيسة سلوفاكيا، زوزانا كابوتوفا، بأنه هجوم على الفرد والديمقراطية على حد سواء.
أما بعض حلفاء فيكو، فقد أشاروا إلى أن المعارضة الليبرالية خلقت جوًا أدى إلى إطلاق النار، ومع ذلك، حذّر ميشال سيميكا من حزب المعارضة السلوفاكي التقدمي من نشر معلومات كاذبة عن المعتدي.
وكان فيكو قد استقال من منصبه كرئيس للوزراء عام 2018 في أعقاب مظاهرات حاشدة على خلفية مقتل صحفي وخطيبته، وكلاهما كان يحقق في فساد الحكومة، بحسب الصحيفة.
واتهم المتظاهرون الحكومة بعدم الاهتمام بحل الجريمتين، وأدين العديد من الأفراد في وقت لاحق، رغم تبرئة العقل المدبر المزعوم.