محمد الرخا - دبي - الأربعاء 15 مايو 2024 05:25 مساءً - كشف تحقيق استقصائي لصحيفة "الإندبندنت" عن الأخطاء والفرص الضائعة والخيارات السياسية التي اتخذتها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وسمحت للمجاعة بالسيطرة على شمالي غزة.
ووفق التحقيق الذي نشرته الصحيفة البريطانية، فعلى الرغم من التحذيرات، فشلت الولايات المتحدة في الضغط على إسرائيل للسماح بدخول المساعدات الإنسانية الحيوية إلى المنطقة، بل إنها حمت إسرائيل دبلوماسيًّا، وأوقفت الجهود الدولية لوقف إطلاق النار أو الإغاثة في الأزمة.
ويواجه بايدن وإدارته مزاعم بالتسبب في مجاعة في غزة، وبالفعل توفي أكثر من 30 شخصًا، من بينهم 28 طفلًا، بسبب سوء التغذية والجفاف، مع تدهور الوضع.
أخبار ذات صلة
"الأغذية العالمي": شمال غزة يعاني "مجاعة شاملة" تتمدد جنوبا
ويرسم التحقيق صورة قاتمة لكارثة كان من الممكن تفاديها بالكامل، من خلال الاطلاع على وثائق مسربة، وشهادات مسؤولين حاليين وسابقين وأصوات من غزة.
وقد وُجهت الانتقادات إلى إدارة بايدن لعدم ربطها تقديم المساعدات العسكرية لإسرائيل بتقديم المساعدات إلى غزة. وبدلاً من اتخاذ إجراءات حاسمة، تم اتباع تدابير غير فعالة مثل الإنزال الجوي والرصيف العائم.
وبحسب "الإندبندنت"، كشفت مذكرات المعارضة داخل الوكالة الأمريكية المسؤولة عن المساعدات الخارجية والإغاثة عن 19 حالة من حالات الاعتراض على الدعم الأمريكي للحرب على غزة.
ويوثق التحقيق إخفاقات إدارة بايدن المتكررة في معالجة المجاعة التي تلوح في الأفق؛ "فالأطفال الذين يعانون من سوء التغذية ويفتقرون إلى القوت المناسب هم الأكثر عرضة للخطر. وقد أدى القصف إلى تدمير البنية التحتية الحيوية لإنتاج الغذاء، كما أعاقت القيود التي تفرضها إسرائيل والصراع الدائر توزيع المساعدات بشكل كبير".
وصدرت تحذيرات بشأن المجاعة الوشيكة في ديسمبر، لكن إدارة بايدن لم تستجب بشكل كافٍ. وقد سلط البيت الأبيض الضوء بشكل دفاعي على الزيادات المؤقتة في تسليم شاحنات المساعدات إلى غزة، لكنه لم يتطرق إلى حجم الأزمة.
أخبار ذات صلة
بلينكن: إسرائيل بحاجة إلى خطة واضحة لمستقبل غزة.. لحظة بلحظة
ولم يتم استخدام وسائل الضغط، مثل التهديد بفرض شروط على المساعدات العسكرية لإسرائيل، إلا أن إدارة بايدن تصر على أنها كانت تقود الجهود الرامية إلى تقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة، مع التأكيد على الحاجة الملحة لمزيد من المساعدات نظرًا للظروف القاسية على الأرض.
ويشعر موظفو الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بالإحباط من بطء الاستجابة وعدم إلحاح قادتهم المعينين سياسيًّا. وتظهر الوثائق الداخلية استند عليها التحقيق، أن الموظفين أثاروا مخاوفهم بشأن عدم اتخاذ إجراءات حول المجاعة الوشيكة في غزة، ولكن غالبًا ما تم تجاهل مناشداتهم.
وكانت وكالات الإغاثة على الأرض في غزة تطلب بشدة وقف إطلاق النار الإنساني لإيصال الإمدادات الغذائية، حيث كان 378 ألف شخص يواجهون جوعًا كارثيًا، ويواجه 2.2 مليون شخص انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي.
ومع ذلك، كان البيت الأبيض يركز على دعم إسرائيل في صراعها مع حركة حماس، ما أدى إلى تعليق تمويل المساعدات من قبل الولايات المتحدة. وكان لذلك تأثير شديد على إيصال المساعدات وتدهورت الظروف الأمنية لعمال الإغاثة، بحسب التحقيق.
وأضاف أن الولايات المتحدة عرقلت مرارًا وتكرارًا محاولات التوسط لوقف إطلاق النار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، على الرغم من نداءات العاملين في المجال الإنساني على الأرض.
أخبار ذات صلة
الأمم المتحدة: 60% من القتلى في غزة نساء وأطفال
وتم إطلاق عمليات إنزال إمدادات المساعدات جوًا بعد أن رفضت إسرائيل السماح بمرور المزيد من المساعدات عبر المعابر البرية، ولكن ذلك شكل مخاطر على من يقومون بتوصيل الإمدادات.
وازداد الوضع سوءًا عندما قُتل عمال الإغاثة في غارات إسرائيلية بطائرات دون طيار، ما أدى إلى بعض التقدم في إيصال المساعدات، ولكن لم يدم ذلك طويلًا.
وتحذر الأمم المتحدة من أن آلاف الوفيات يمكن تفاديها بالتدخل في الوقت المناسب، لكن الوضع لا يزال مزريًا في غزة. ومع مواجهة أكثر من نصف السكان انعدام أمن غذائي كارثي وإعلان المجاعة في الجزء الشمالي من غزة، من المتوقع أن تتصاعد الكارثة الإنسانية مع تخطيط إسرائيل لاجتياح آخر مدينة للاجئين.
وتمتلك الولايات المتحدة القدرة على التأثير على تصرفات إسرائيل ولكن تأثيرها كان محدودًا.