محمد الرخا - دبي - الأربعاء 15 مايو 2024 04:10 مساءً - لا يزال الحمض النووي للدينيسوفان، المنقرضين في عصور ما قبل التاريخ، يفاجئ المجتمع العلمي بسبب تأثيره المستمر على الإنسان الحديث، وخاصة بين سكان بابوا غينيا الجديدة.
ويمتلك هؤلاء الأشخاص، الذين ظل تاريخهم الوراثي معزولًا إلى حد كبير لآلاف السنين، خصائص وراثية فريدة سمحت لهم بالتكيف والبقاء على قيد الحياة في واحدة من أكثر البيئات تحديًا على وجه الأرض.
ووفقًا لدراسة حديثة نُشرت في مجلة "ناتشر كومينيكايشن" يمتلك هؤلاء السكان ما يصل إلى 5% من الحمض النووي للدينيسوفان في جيناتهم، وهي نسبة عالية بشكل ملحوظ توضح البصمة العميقة التي تركها الأسلاف البعيدون على الحمض النووي البشري.
وأوضحت الدراسة كيف قامت الطفرات الجينية المختلفة بإعداد سكان المرتفعات والأراضي المنخفضة في بابوا غينيا الجديدة للتعامل مع بيئاتهم، إذ تؤدي الطفرات في الأراضي المنخفضة إلى زيادة عدد الخلايا المناعية في الدم، ما يسهم في مقاومتها ضد العدوى.
ووصف فرانسوا ريكو، المؤلف الرئيسي للدراسة وعالم الأنثروبولوجيا البيولوجية في المركز الفرنسي للبحث العلمي بابوا غينيا الجديدة بأنها "مزيج رائع" لدراسة التكيف الجيني.
وأوضح أن ذلك يرجع لتضاريسها الجبلية إلى حد كبير ومعدلاتها المرتفعة من الأمراض المعدية التي تمثل مجتمعة تحديا كبيرا لسكانها، مضيفا أن سكان غينيا الجديدة فريدون من نوعهم لأنهم معزولون منذ أن استقروا هناك قبل أكثر من 50 ألف عام".
ولفتت الدراسة إلى أن بعض مسببات الأمراض أثرت على التطور الجيني في الأراضي المنخفضة، وأن بعضها ذو أصل غير بشري، ما يكشف أن التفاعل بين الأنواع المختلفة من البشر أسهم في تشكيل تطورها بطرق لا تزال مرئية حتى اليوم.