عقب الموقف المصري.. جنرالان إسرائيليان يحذران من "كارثة" رفح

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 15 مايو 2024 02:13 مساءً - حذر اثنان من جنرالات الجيش الإسرائيلي المتقاعدين، من "أخطاء كارثية" ترتكبها القيادة السياسية والعسكرية للبلاد في رفح.

Advertisements

وقالا إن العمليات بالمدينة الواقعة جنوبي القطاع، "تعد بمثابة منح إنجاز هائل لحركة حماس وزعيمها بالقطاع يحيى السنوار".

وذكر المنسق الأسبق لشعبة الأمن السياسي بوزارة الدفاع الإسرائيلية اللواء احتياط عاموس جلعاد، أن قرار بدء عملية رفح وانعكاسه على العلاقات مع مصر "خلق وضعًا خطيرًا يهدد اتفاقية السلام، ما يعني انعكاسات هائلة على الأمن القومي الإسرائيلي".

إنجاز هائل للسنوار

وانتقد جلعاد في تصريح لصحيفة "معاريف" الأربعاء، اتخاذ قرار بدء عمليات رفح دون التحسب للموقف المصري، والظن بأن القاهرة لن ترد، داعيًا تل أبيب للعمل على حفظ معاهدة السلام، "التي أسهمت في منع عمليات تهريب السلاح إلى غزة".

واستنكر عدم امتلاك سياسات بشأن اليوم التالي للعمليات العسكرية أو سياسات يمكنها أن تحفظ ما تحقق من إنجازات عسكرية.

وأضاف أن ضرب العلاقات مع مصر "سيعد من وجهة نظر السنوار إنجازًا هائلًا"، محذرًا من أنه "قد يسهل تفكيك الشراكة الإستراتيجية مع القاهرة، ولكنه سيكون من الصعب للغاية بناؤها من جديد".

إسرائيل تخسر

وشن جلعاد، هجومًا على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقال إنه على قناعة بأن رئيس الوزراء يمنع حسم قضية الأسرى الإسرائيليين وقضايا اليوم التالي للحرب لدواع سياسية.

وفي هذه الأثناء، انتقد اللواء احتياط يتسحاق بريك، القادة السياسيين والعسكريين في إسرائيل، وقال وفق "معاريف" الأربعاء، إنهم "يقودون البلاد نحو كارثة، وإن إسرائيل تواصل الخسارة لصالح حماس، وبدأت تفقد مصر أيضًا بسبب هؤلاء القادة".

وكان بريك، من معارضي العمليات البرية في غزة في مستهلها، وأحد من اجتمع معهم نتنياهو خلال الحرب لمعرفة وجهة نظره.

ورأى أن 5 مسؤولين إسرائيليين، هم نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، وعضو مجلس الحرب بيني غانتس، وزميله غادي أيزنكوت، يوجهون الدفة نحو "كارثة".

وقدَّر أنهم يتحملون مسؤولية هجوم 7 أكتوبر، وحملهم أيضًا مسؤولية ما قال إنها "الخسارة لصالح حماس في حرب غزة"، مضيفًا: "الأسوأ من ذلك قادم".

والجنرال السابق على قناعة بأن القيادة الإسرائيلية "تتخذ قرارات تدمر مستوطنات الشمال والجنوب والجيش والاقتصاد والعلاقات مع العالم، وتدمر المجتمع والدولة"، لافتًا إلى أنه لم يعهد تناقضًا أكبر من الذي تعيشه إسرائيل حاليًا منذ إقامتها.

وبيّن أن قرارًا صدر بتوسيع الحرب إلى رفح، على الرغم من أن قرارات سابقة بشأن العمليات العسكرية أدت إلى مئات القتلى من الجنود الإسرائيليين وآلاف الإصابات؛ من أجل احتلال 80% من قطاع غزة عدا عن رفح.

أكبر الجيوش بالمنطقة

وأردف بريك: "بعدها سُحِبَت القوات من القطاع وعادت حماس للسيطرة على الأرض، كما أن العمليات المستهدفة ضد تلك البؤر لن تقضي على حماس، بل ستضيف المزيد من قتلى الجيش الإسرائيلي".

وحذَّر من أن القاهرة جادة في تهديداتها بشأن العلاقات بين البلدين، وأن الأجواء العامة في مصر تنذر حتى بإلغاء معاهدة السلام، كما أعلنت مصر أنها بصدد الانضمام لدعوى جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي ردًّا على عملية رفح.

ولفت بريك، إلى أن مصر "تمتلك اليوم أكبر جيوش الشرق الأوسط، وأنها طوال سنوات عدَّت دولة سلام، دون أن تبني إسرائيل قوة عسكرية تمكنها من مواجهتها".

وذهب إلى أن إلغاء معاهدة السلام بشكل محتمل "سيعد كارثة أمنية لإسرائيل من جميع المفاهيم".

واعتبر بريك، أنه لو حدث ذلك "لن يكون هناك طريق أمام إسرائيل سوى الصلاة، وكل ذلك نتيجة أفعال زمرة من الأغبياء الذين يديرون الحرب داخل مجلس الحرب المصغر".