مخاوف من سيطرة اليمين المتطرف على وسائل الإعلام الأفريقية

محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 14 مايو 2024 08:09 مساءً - قالت صحيفة "ميل اند غارديان" إنه من خلال حصة مسيطرة في شركة "فيفيندي" مالكة Canal+، يسعى فنسنت بولوريه إلى الاستحواذ على MultiChoice، أكبر مزود للقنوات الفضائية في أفريقيا الناطقة بالفرنسية، ما قد يمنح المجموعة تأثيرًا غير مسبوق على أكثر من 30 مليون شاشة تلفزيون أفريقية.

Advertisements

وارتبط الملياردير فنسنت بولوريه لفترة طويلة بالجدل، لا سيما في توسيعه لإمبراطورية الإعلام اليمينية.

انتهاكات أخلاقية

وحذّر النقاد، بما في ذلك منظمة مراسلون بلا حدود، من "نظام بولوريه"، مشيرين إلى ميله لخنق التحقيق الصحفي، والتلاعب بالروايات الإعلامية لتناسب مصالحه التجارية.

 وكشف تحقيق لصحيفة لوموند الفرنسية أنه رغم تقاعده رسميًا، إلا أن بولوريه لا يزال يتمتع بنفوذ كبير على أصوله الإعلامية.

 ويوضح تحول قناة سي نيوز إلى ما يطلق عليه البعض "فوكس نيوز فرنسا" مخاطر التأثير الإعلامي لبولوريه، إذ تتبنى القناة خطاب اليمين المتطرف، وتسهم في تعميم المشاعر المعادية للأجانب والمسلمين.

وأدانت عملية "أوقفوا بولوريه" هذا التحول الأيديولوجي، واصفة إياه بأنه غير مسبوق ومضر بحرية الصحافة والديمقراطية.

وفي خارج فرنسا، أثارت مشاريع بولوريه الإعلامية جدلا في غرب أفريقيا، فقد اتُهمت مجموعته بارتكاب انتهاكات أخلاقية، وتقديم تقارير متحيزة لكسب ود السلطات المحلية.

ويوضح التقرير أن حالات استغلال النفوذ المزعومة، مثل تصوير توغو في برامج قناة +، تسلط الضوء على التشابك بين مصالح بولوريه التجارية والإعلامية.

بدورهم، ينفي بولوريه ورفاقه، بشدة، المتورطون حاليًا في معارك قانونية، بما في ذلك اتهامات بالرشوة في توغو، ارتكاب أي مخالفات.

ورغم التأكيدات التي قدمتها شركتا Vivendi وCanal+ بأن الاستحواذ المقترح على MultiChoice لن يعرّض حرية الصحافة للخطر، إلا أن المخاوف لا تزال قائمة بشأن هيمنة المجموعة المطلقة على المشهد الإعلامي الأفريقي.

تعددية وسائل الإعلام

وتقوم لجنة المنافسة في جنوب أفريقيا بفحص الاندماج المقترح، الذي تبلغ قيمته 2.9 مليار دولار، وسط مناقشات بشأن مشهد البث المتطور والحاجة إلى تحقيق التوازن بين المنافسة في السوق والرقابة التنظيمية.

وتؤكد اللجنة أن عملية الاستحواذ ضرورية لقدرتها التنافسية ضد عمالقة البث المباشر مثل Netflix وDisney+.

وختمت الصحيفة بالقول إنه بينما ينتظر أصحاب المصلحة القرارات التنظيمية، فإن العواقب المترتبة على عرض فيفيندي لشراء شركة MultiChoice تمتد إلى ما هو أبعد من توحيد الشركات؛ ما يثير تساؤلات جوهرية بشأن تعددية وسائل الإعلام، والخطاب الديمقراطي، والتأثير غير الخاضع للرقابة للتكتلات، مثل مجموعة بولوريه، على النظام البيئي الإعلامي في أفريقيا.

أخبار متعلقة :