13 مايو 2024, 5:06 م
الجرائم لا تموت حتى وإن مات صاحبها ودفن معه أسرارها، لكن ما تبقى من الحقيقة يفسح الطريق أمام كلمة الحق لتقال بصوت عالٍ، حتى وإن كانت في مسقط رأس الجنرال الجلاد..
في مدينة تول الواقعة شمالي شرق فرنسا، لم يرغب المعارضون لمشروع إقامة تمثال لتكريم مسيرة عسكرية للجنرال مارسيل بيجار في تصديق حوارات النفي وشعارات البراءة التي ظل يرفعها حتى وفاته في عام 2010.
الحقيقة تقول إن الجنرال الذي كان أحد أبرز ضباط الجيش الفرنسي خلال الحرب العالمية الثانية وحرب الجزائر، نفذ أقسى أساليب التعذيب بحق الجزائريين، وكان يقول: "إن ذلك شر لا بد منه".
التمثال، الذي من المقرر أن يوضع في مسقط رأس بيجار، خلق حالة من الرفض في الأوساط الفرنسية التي اعتبر بعضها أنه مشروع مستفز يمثل إهانة لضحايا حرب الجزائر، مستذكرين أعمال التعذيب التي ارتكبها، لا سيما عمليات الإعدام غرقا، إضافة إلى عمليات إلقاء رجال المقاومة الجزائريين في البحر..
"إن الجنرال لم يتعرض للإدانة بأية تهمة"، رد ككل الردود التي يصدّع الغرب رؤوس العالم بها، جاء على لسان بلدية المدينة التي لم تمول المشروع، لكنها وافقت على موقعه، في الوقت الذي سيظل فيه تاريخ التدشين سريا لتجنب أي احتجاجات، لكن بعض المصادر الفرنسية ترجّح أن يكون في 18 يوليو؛ أي في ذكرى وفاته، بينما ينظم المعارضون للمشروع مظاهرة لمحاولة منع إحياء ذكرى الجنرال الجلاد..