السودان.. نزوح جماعي واشتباكات ضارية في الفاشر

محمد الرخا - دبي - الأحد 12 مايو 2024 06:03 مساءً - تجددت الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني ضد قوات "الدعم السريع"، الأحد، في مدينة الفاشر، شمالي دارفور، وسط موجة نزوح للمدنيين، وفق شهود عيان.

Advertisements

وأكد الشهود، لـ"الخليج الان"، أن القتال بدأ بقصف مدفعي بين الطرفين، كل من مواقع تمركزاته، قبل أن يتطور إلى اشتباكات مباشرة في أحياء "الوحدة والسلام والتيمانات"، وسط تصاعد أعمدة الدخان.

وتزامنت الاشتباكات مع غارات جوية للطيران الحربي للجيش السوداني على الأحياء الشرقية والشمالية للفاشر، الواقعة تحت سيطرة "الدعم السريع"؛ ما أدى لتدمير عشرات المنازل في حي المصانع والمعهد.

وأكد شهود عيان أن الطيران استهدف مدينة "كبكابية" غرب الفاشر، إذ أسقط عدة براميل متفجرة في الناحية الغربية، دون التحقق مما إذا كان قد خلّف ضحايا وسط المدنيين أم لا.

ومن جهتها، أكدت غرفة طوارئ الفاشر مقتل طفلين ورجل؛ جراء القصف الجوي الذي تعرض له مستشفى الأطفال "مركز بابكر نهار " في حي التيمانات بالفاشر.

وقالت الغرفة، في بيان تلقى "الخليج الان" نسخة منه، إن القصف الجوي تسبب بموجة نزوح واسعة من تلك المناطق، وسط مخاوف من خروج المستشفى الجنوبي الوحيد عن الخدمة.

وأكدت غرفة طوارئ الفاشر أن اشتباكات يوم الجمعة، أسفرت عن 38 حالة وفاة، بينهم أطفال، و189 جريحا؛ بسبب القصف العشوائي على أحياء المواطنين في الاتجاه الجنوبي الشرقي للمدينة.

كما تسببت الاشتباكات بنزوح عدد من المواطنين من أحياء "الوفاق - الصفا - الوحدة شرق - الوحدة غرب".

وتقف مدينة الفاشر منذ أسابيع على حافة الانفجار؛ جراء تأهب أطراف الصراع هناك إلى خوض معركة قد تكون حاسمة في إقليم دارفور.

صراع أهلي

ورأى الكاتب الصحفي المهتم بالأوضاع في دارفور، علاء الدين بابكر، أن "الجيش السوداني يعمل على تحويل الأوضاع في الفاشر من صراع بين قوتين عسكريتين إلى صراع أهلي وعشائري، أسوة بما فعله في بقية أنحاء دارفور، موضحًا أن الجيش متخصص في خلق الصراعات القبلية وإدارتها من خلف ستار.

وقال بابكر، لـ"الخليج الان"، إنه "من المتوقع أن يحدث قتل على أساس الهوية حتى يُتخذ سببًا في تحويل الصراع إلى قبلي".

وكشف بابكر أن "هناك قوات تتمركز داخل معسكر أبو شوك للنازحين، وتطلق القذائف المدفعية من داخل المعسكر تجاه تمركزات قوات الدعم السريع".

وأوضح أن "ذلك فخ للدعم السريع، فإذا دخلت المعسكر سيتم تجريمها بالانتهاكات، وإذا لم تدخل ستحصدها المدفعية الثقيلة التي تنطلق من داخل المعسكر، وهو عمل غير أخلاقي أن تتخذ المدنيين دروعًا بشرية، وتستخدمهم فخا عسكريا لعدوك"، وفق قوله.

وتحتضن مدينة الفاشر مقر قيادة الفرقة السادسة التابعة للجيش السوداني، وهي الوحيدة المتبقية له من أصل خمس فرق عسكرية في إقليم دارفور، بعد أن سقطت الأربع الأخريات بيد قوات الدعم السريع، عقب معارك ضارية في "نيالا، وزالنجي، والجنينة، والضعين".

أخبار متعلقة :