"سيدة الموت"... من هي "حسناء أوكرانيا" التي قنصت 309 رجال؟

محمد الرخا - دبي - السبت 11 مايو 2024 08:09 صباحاً - تاريخ النشر: 

11 مايو 2024, 4:47 ص

Advertisements

هي قصّةُ فتاةٍ أثبتت للعالم أن "الانتصارات الكبرى" يمكن أن تصنعها "امرأة".. لكن عليها أولاً أن تكون "ليودميلا بافيلتشينكو".

القنّاصة الأشهر في الحرب العالمية الثانية.. والتي صنّفت واحدةٌ من أفضل 5 قناصين على مر العصور، بعد قنصها 309 جنود نازيين..

في بلدة صغيرة بأوكرانيا عام 1916، ولدت ليودميلا.. التي زاحمت الصبية بفنون القوة، وكان تفاخُر أحدِهم ببطولاته في الرماية، حافزها لإثبات أن "الفتاة تستطيع القيام بذلك أيضاً".. فانضمت إلى منظمة متخصصة بتعليم مهارات استخدام الأسلحة، وفقاً لـ"الإندبندنت".

عام 1941، دق الألمان طبول الحرب بعد أن توترت علاقات هتلر بستالين، ودخلت القوات الألمانية إلى الاتحاد السوفياتي.. فحاولت بافيلتشينكو الانضمام للجيش الأحمر، لكن حال دون تحقيق أمنيتها أنها "فتاة".

المسؤولون في الجيش حثوها على العمل "ممرضة" كغيرها، لكن ليودميلا لم تيأس.. إلى أن منحها الجيش الأحمر "تجربة أداء".

وأصابت الضباط بالذهول من سهولة وسلاسة أدائها لمهمة قتل اثنين من الجواسيس الرومانيين الذين عملوا مع الألمان.. فانخرطت في صفوف الجيش الأحمر كواحدة من بين 2000 قناصة

في رقبتها 309 من الجنود النازيين وقيل أكثر بكثير.. ما حوّلها إلى مصدر رعبٍ لجنود الجيش النازي، فحاول الألمان رشوتها مراراً لكن عبثاً يحاولون.. وعمدوا إلى مخاطبتها بالمكبرات، وهدّدوها بتمزيق جسدها إلى 300 قطعة.. لكنهم لم يتمكنوا من ذلك.. ولقبوها "سيدة الموت"

لم تكن حياة ليودميلا على الجبهة مزينة بالورود، بل تطلّب الأمر ساعات طويلة من الاختباء للتربص بأعدائها لقنصهم..

أما تجربتها الأصعب فكانت مراوغةٌ بينها وبين قناص نازي، استمرت 3 أيام وصفتها ليودميلا باللحظات "الأكثر توتراً في حياتها"، إلا أنها تفوقت في امتحان الصبر وقنصته بعد حركةٍ مكنتها من تحديد مكانه

أصيبت مراراً لكنها لم تستسلم حتى تلقت شظية في وجهها، فقرر السوفييت استخدام شهرتها للدعاية للجيش الأحمر، وكانت أول جندي سوفياتي يزور البيت الأبيض ويلتقي بالرئيس الأمريكي روزفلت وزوجته....

لكن خيبتها كانت كبيرة لتركيز الصحفيين الأمريكيين على مظهرها وحياتها الشخصية أكثر من بطولاتها الميدانية ضد النازيين..

فكان ردّها الشهير: "أيها السادة.. أنا في الـ 25 واستطعت القضاء على 309 نازيين.. ألا يبدو لكم أنكم ولمدة طويلة تختبئون خلف ظهري؟"

بعد انتهاء الحرب، عادت ليودميلا إلى أوكرانيا، لإكمال دراسة الماجستير في جامعة كييف، وتوفيت بعمر 58 إثر سكتةٍ دماغية.