لماذا عادت إسرائيل لإعلان عملية عسكرية على حي الزيتون؟

محمد الرخا - دبي - الجمعة 10 مايو 2024 10:06 مساءً - بدأ الجيش الإسرائيلي، فجر أمس الخميس، عملية عسكرية جديدة في حي الزيتون شرق مدينة غزة، بعد فترة طويلة من الهدوء النسبي، وإثر مرور فترة زمنية على آخر عملية عسكرية قام بها الجيش هناك.

Advertisements

وتزامنت العملية العسكرية على حي الزيتون شمال وادي غزة، مع العملية العسكرية على مدينة رفح جنوب وادي غزة.

ويرى خبراء أن هذه العمليات تأتي في إطار زيادة الضغط العسكري على حماس، بالإضافة إلى تحسين موقع نتنياهو التفاوضي.

المقابر الجماعية

وقال الخبير في الشؤون الأمنية والعسكرية رائد موسى، إن الجيش الإسرائيلي استخدم سياسة الكر والفر مع عدة مناطق فلسطينية، لاسيما شمال غزة خلال الحرب الإسرائيلية، حيث اعتاد العودة إلى مناطق غادرها بشكل مفاجئ وبكثافة نارية أكبر.

وأضاف موسى في حديث لـ"الخليج الان": "كان مشهد العودة إلى محيط مجمع الشفاء الطبي واقتحامه هو العودة الأعنف على الإطلاق، حيث أعيد حصار واقتحام مجمع الشفاء بشكل مفاجئ بعد فترة طويلة من الهدوء واستئناف حماس للنشاط الأمني بداخله؛ ما أدى إلى استخدام كثافة نارية مفرطة ارتكب خلالها مجازر بشرية وعمليات إبادة جماعية بحق مئات النازحين والمرضى والكوادر الطبية".

وتابع: "ما زالت طواقم الدفاع المدني تكتشف المقابر الجماعية في ساحة المشفى، حيث وجدت الطواقم حتى اللحظة قرابة 500 جثمان من القتلى الذين قام الجيش الإسرائيلي بإعدامهم، وادّعى حينها بأنه استطاع أن يعتقل العشرات من عناصر حماس والجهاد الإسلامي".

وأكمل موسى، أنه ادّعى أيضًا أنه قضى على عشرات آخرين تبادلوا معهم إطلاق النار وعلى رأسهم مسؤول عمليات الأمن الداخلي التابع للشرطة بقطاع غزة، والذي كان مسؤولًا عن عقد اتفاقات مع العشائر والأمم المتحدة لتأمين دخول الطحين إلى شمال غزة.

ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي مدعومًا بجهاز الشاباك صاحب المعلومات الدقيقة يسعى بكل جهد أن يوفر للجيش معلومات ذهبية حول المنطقة، التي انسحب منها حول أماكن المسلحين وكيفية انتشارهم والأماكن التي يرتادونها.

وأوضح الخبير في الشؤون الأمنية والعسكرية، أنه وبعد إعطاء فترة من الارتخاء من قبل الفصائل الفلسطينية وعلى رأسهم حماس ينفذ الجيش الإسرائيلي العملية العسكرية بشكل مباغت؛ محاولًا ضرب الأهداف التي كان قد حددها مسبقًا؛ ما يقلل من التواجد الأمني والعسكري في تلك المنطقة إلى جانب تفكيك الكتائب والمقاتلين ما يصعب عملية البناء من جديد.

وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن الجيش الإسرائيلي استند في عمليته العسكرية على حي الزيتون على معلومات مؤكدة وحديثة جدًا من الشاباك عن أماكن المقاتلين وأعدادهم، بالإضافة إلى معلومات حول عودة البناء العسكري من جديد.

اشتباكات عسكرية

وأكد موسى أن تزامن العملية العسكرية في رفح وفي حي الزيتون يشير إلى أن إسرائيل تضغط بقوة كبيرة على الوسطاء وعلى حركة حماس من أجل الحصول على أفضل صيغة تفاوضية لنتنياهو، تمكنه من إقناع الائتلاف الحكومي بأنه يفعل الأفضل لإسرائيل.

وأشار إلى أن كتيبة الزيتون التابعة للذراع العسكري لحماس تعد من أقوى كتائب شرق القطاع؛ نظرًا لجيوغرافية المكان الحدودية التي أتاحت لهم فرصة المواجهة مع الجيش الإسرائيلي عدة مرات في جولات قتالية سابقة؛ ما يجعلها قادرة أكثر على فهم طبيعة العقل الإسرائيلي في الميدان واستنزاف قدرته بشكل أكبر.

وأكمل، أن هذا ما يفسر أنه وبعد حوالي 7 أشهر من الحرب الإسرائيلية على القطاع إلا أن حي الزيتون ما زال يشهد اشتباكات عسكرية، بالإضافة إلى كمائن بغرض الاستنزاف لا أكثر.

يعد حي الزيتون من أكبر أحياء شرق مدينة غزة على الإطلاق ويكتظ بالمدنيين، حيث يصل تعداد سكانه إلى ما يزيد على 100 ألف نسمة وقد لجأ إليه عشرات الآلاف من النازحين في الفترة الماضية، فأصبح مكانًا للحياة والحركة.