بذخائر محلية.. جدل إسرائيلي حول قدرة الجيش على مواصلة عملياته في رفح

محمد الرخا - دبي - الجمعة 10 مايو 2024 04:06 مساءً - تعيش المؤسستان العسكرية والسياسية في إسرائيل، حالة من الجدل حول مدى قدرة الجيش على مواصلة عملياته العسكرية المكثفة في رفح، اعتمادًا على الذخائر التي تنتجها الشركات المحلية، وسط احتمالية تعطيل تسليمه ذخائر وأسلحة أمريكية.

Advertisements

وشهدت الساعات الماضية تصريحات حادة من قبل وزراء ونواب في الكنيست، قللوا فيها من شأن القرار الأمريكي المحتمل بإرجاء تسليم أنواع محددة من القنابل الأمريكية، زاعمين أن الجيش الإسرائيلي سيعمل في رفح بكل الأحوال.

وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال الساعات القليلة الماضية، بأن الجيش الإسرائيلي مستعد للقتال بـ"أظافره" ردًّا على تهديدات الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن وقف شحنات الأسلحة الأمريكية حال اجتياح رفح.

الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب عقب هجوم 7 أكتوبرالأناضول

مواءمة جديدة

ونقلت قناة "أخبار 12" عن مصادر عسكرية إسرائيلية، لم تكشف هويتها، قولها إن عمليات رفح ستُنفَّذ في كل الأحوال، إلا أنها أشارت إلى ضرورة إحداث مواءمة بين الموقف الأمريكي وبين الخطط الأصلية للعمليات بالمدينة الواقعة جنوبي قطاع غزة.

وأردفت أن هناك إجماع داخل المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن السياسي "الكابينت"، بأنه من دون تفاهمات كاملة مع البيت الأبيض سيكون من الصعب تنفيذ الخطط الأصلية.

ونبَّهت القناة إلى أن الاجتماع الأخير الذي عقده "الكابينت"، يوم أمس الخميس، بمشاركة مسؤولي المؤسسة العسكرية، شهد طرح ملف الأزمة مع البيت الأبيض وانعكاساتها على عملية رفح.

وأضافت أن التوجه الأمريكي يحتم إعادة تقييم الموقف، وما إذا كان الجيش الإسرائيلي يعتزم احتلال رفح بالكامل أم بشكل جزئي، أم يكتفي بحصار المدينة والقيام بعمليات مُستهدفة ضد بؤر بعينها.

جنود وآليات عسكرية إسرائيلية تابعة للفرقة 162 في رفح الجيش الإسرائيلي

ما بعد رفح

وكان رئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، قد صادق أخيرًا على خطط العمليات العسكرية في رفح، دون تسريب الكثير من تفاصيلها للإعلام.

إلا أن الجيش الإسرائيلي استهل العمليات بإخلاء الأحياء الشرقية للمدينة، قبل أن يعلن سيطرته على معبر رفح، وسط تحذيرات أمريكية وإقليمية متواصلة من تداعيات العملية.

ومن بين النقاط العالقة بين واشنطن وتل أبيب، بغض النظر عن قرار بايدن بشأن الذخائر، والذي يهدف بالأساس إلى دفع تل أبيب لتنسيق المواقف، ما يتعلق بسؤال: "ماذا سيحدث في أعقاب نهاية العمليات في رفح؟".

ولم تقدم إسرائيل إجابات للأمريكيين على هذا السؤال، في وقت قالت فيه القناة إنه يتعين أن تحدد إسرائيل خطتها للتسوية السياسية عقب عمليات رفح، وتوضح للأمريكيين ماذا تنوي بشأن الحكم ووضع المدنيين.

وحتى الآن تتمسك إسرائيل بموقفها الذي يلوم الأمريكيين على التلويح بتعليق الذخائر بشكل علني، وتعاتبها لأن هذا الموقف خدم مصلحة حركة حماس، وبدأت تُحمل بايدن مسؤولية فشل المفاوضات، وفق نغمة الحديث السائدة.

أخبار ذات صلة

هل يصبح الميناء الأمريكي العائم بديلا عن معبر رفح؟

السلطة الفلسطينية والمعبر

في السياق ذاته، وفي إطار المواءمات المحتملة، وإمكانية اضطرار إسرائيل لتغيير خططها للعمليات في رفح، وما بعدها، ذكر موقع "واللا"، اليوم الجمعة، أن تل أبيب ستجد نفسها مضطرة لقبول وجود السلطة الفلسطينية في معبر رفح.

ونقل الموقع عن مصادر أمنية، فضلت عدم كشف هويتها، القول إن واشنطن تضغط بشدة من أجل فرض قرار على إسرائيل في هذا الاتجاه.

ورغم حديث سابق عن استعانة إسرائيل بشركة حراسات أمريكية خاصة لإدارة معبر رفح، إلا أن الموقع أكد أن حسم الملف لم يحدث بعد.

وأوضح أن القرار الأخير سيصدر قريبًا، وسط توقعات بأن يفرض الأمريكيون على إسرائيل الاستعانة بالسلطة الفلسطينية لإدارة المعبر، الأمر الذي لم يكن ضمن مخططات إسرائيل الأصلية.