محلول بركاني ملحي قد يحتوي على كنوز من المعادن المهمة

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 8 مايو 2024 10:14 مساءً - قال تقرير لصحيفة "فاينانشال تايمز" إن ما يُعرف بـ"المحلول الملحي المنصهر" هو مادة بركانية غنية بالمعادن تتجمع تحت البراكين النشطة والخاملة، وقد تكون مصدراً غنياً بالليثيوم والنحاس والكوبالت المذاب.

Advertisements

ويعتقد الجيولوجيون أنه يمكن استخراج هذه المواد بالطاقة الحرارية الأرضية؛ ما دفع بعض العلماء إلى تسميتها "التعدين الأخضر".

وبيّن التقرير أن حفر البراكين قد يشكل تحدياً من الناحية التقنية، لكن من الممكن أيضاً أن يشكل تعدين المياه المالحة تحت البراكين أهمية جيوسياسية استراتيجية، من خلال توسيع المعروض من المعادن المهمة وكسر القبضة الخانقة التي تتمتع بها الصين.

وتُطلق البراكين غازات غنية بالمعادن ترتفع نحو سطح الأرض، وينخفض الضغط مع ارتفاعها، ثم تنفصل الغازات إلى بخار ومحلول ملحي، ويخرج البخار من البركان فيما يتجمع المحلول الملحي، الذي يحتفظ بمعظم المعادن، في الصخور.

وتميل هذه "العدسات الملحية المنصهرة"، التي يطلق عليها هذا الاسم بسبب شكلها المميز، إلى الاستقرار على مسافة تتراوح بين كيلومترين إلى أربعة كيلومترات تحت سطح الأرض.

ويعتقد عالم الأرض جون بلوندي، من جامعة أكسفورد، أن هذه عدسة واحدة من هذا "السائل الخام"، التي تشكلت على مدى 10,000 عام قد تحتوي على 1.4 ميجا طن من النحاس.

وأضاف أخيرا أنّ التوازن الدقيق للمعادن الثمينة والمعادن الأساسية والليثيوم والمعادن الأرضية النادرة الذائبة داخل البركان يعتمد على موقع ونوع البركان، وفق التقرير.

وبيّن أنه يمكن أن تشير عينات الأبخرة البركانية التي تم جمعها بواسطة الطائرات المسيّرة، والتدفقات أو الرواسب السطحية البركانية، إلى المعادن التي من المحتمل أن تكون موجودة تحتها.

وأضاف التقرير أنّ وجود المعادن في المحلول يجعلها أقل حاجة للمعالجة وإنتاجاً للنفايات، مقارنة بالمعادن المستخرجة من باطن الأرض.

وذكر التقرير أن تعدين النحاس التقليدي يترك 99% من الصخور المسحوقة إلى نفايات.

كما أن المحاليل الملحية الضحلة في حقول النفط، التي يتم إنتاجها عن طريق التنقيب عن النفط، تجتذب الاهتمام التجاري أيضًا.

ويكمن التحدي الهندسي في الوصول للمعادن في البراكين عن طريق حفر آبار تصل أعماقها إلى 4 كيلومترات في صخور تبلغ حرارتها 400 درجة مئوية، كما يجب حماية الآبار من الانهيار والتآكل نتيجة السوائل شديدة الحموضة، بالإضافة للمحافظة على المعادن من الترسيب قبل أوان استخراجها.

كما أن المحلول الملحي هذا قد يحتوي على مواد سامة كالزئبق، بحسب التقرير، الذي أشار إلى أن الخطة بأكملها جريئة ومحفوفة بالمخاطر، لكن مردودها المادي قد يكون هائلاً، نظراً لانخفاض المعادن المهمة في عملية تحول الطاقة حول العالم.