وفاة أكثر من 50 مبدعًا عربيًّا في الربع الأول من 2024

محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 7 مايو 2024 05:17 مساءً - رقم كبير في رحيل المبدعين، سجّله الربع الأول من عام 2024، من بينهم كتّاب وممثلون ومسرحيون ومخرجون وشعراء وتشكيليون، تجاوز عددهم 50 مبدعًا، شكلوا خسارة للمشهد الثقافي العربي.

Advertisements

"مستعجلين على موتي ليه؟"

شكل رحيل الفنان المصري صلاح السعدني يوم الـ19 من أبريل 2024، صدمة للوسط الفني والشعبي. فالعمدة "سليمان غانم" في "ليالي الحلمية"، يُعتبر عمدة للدراما المصرية والعربية، وهو من الرواد الذين لن يكون تعويضهم بالأمر السهل.

وكان السعدني، اعتكف قبل رحيله بسنوات، وأثَّر فيه كثيرًا رحيل صديقه نور الشريف عام 2015. فساءت حالته الصحية ولاحقته إشاعات السوشال ميديا، فنُشر خبر وفاته أكثر من مرة، ما دعاه للقول: "مستعجلين على موتي ليه؟".

صلاح السعدنيElsayd Mahmoud El-Metwalli

دافعوا عن الحياة بالرسم والألوان

وقبل رحيل العمدة صلاح السعدني بأيام، سبقته في الغياب الفنانة التشكيلية السورية لجينة الأصيل "1946"، المعروفة برسوم الأطفال وتدريبهم على التلوين وتأليف الكتب وورشات العمل الخاصة بهم.

ولطالما تفاءلت الأصيل، بمواهب الأطفال الإبداعية في الرسم واستخدام الألوان، معتبرة ذلك دفاعًا عن الحياة ضد الموت. ورحلت لجين وفي جعبتها الكثير من المؤلفات لرسوم الأطفال تجاوزت سبعين كتابًا، و200 لوحة مقتناة في متاحف العالم.

لجينة الأصيل متداول

صانع الأعاصير في المسرح الخليجي

وفي بداية فبراير من هذا العام، رحل المسرحي البحريني عبد الله السعداوي، أحد أبرز صانعي الحراك المسرحي الخليجي. وقد عُرف بالابتكار والتجديد والانفتاح على التجارب العربية والعالمية.

وتنقل السعداوي بين البحرين والشارقة وقطر، واشتهر بتجربته الفريدة في التمثيل والإخراج. وتحدث طويلاً عن بداياته قبل اكتشاف المسرح كخشبة خلاص أنقذته من تفاصيل الحياة الهامشية، التي رآها تلتهم الناس بعبث لا جدوى منه.

وأخرج السعداوي الكثير من الأعمال مثل: "الرجال والبحر" لعوني كرومي 1986، و"الصديقان" لمحيي الدين زنكنة 1987، و"الجاثوم" ليوسف الحمدان 1989، و"الرهائن" لعصام محفوظ 1990، و"الكمامة" لألفونسو ساستري 1994، و"القربان" لصلاح عبد الصبور 1996.

عبد الله السعداويمتداول

النهايات ليست سعيدة

شهر فبراير 2024، كان قاسيًّا في الرحيل، فقد شهد غياب الشاعر والكاتب المسرحي التونسي حكيم مرزوقي مبكرًا عن عمر 58 عامًا. وترك مرزوقي خلال حياته القصيرة، الكثير من الأعمال التي نالت بضع جوائز وترجمت لأكثر من لغة.

قضى حكيم، جزءًا كبيرًا من حياته في دمشق، وقدَّم على مسارحها الكثير من الأعمال، قبل أن يعود إلى تونس قبيل رحيله بعدة أعوام. ونشر مقالًا قبل وفاته قال فيه: "الذين يتحدثون عن النهايات السعيدة، يخادعون أنفسهم. يكفي النهايات أنها نهايات حتى لا تكون سعيدة".

لُقب حكيم بعاشق دمشق، وقدم إليها في الثمانينيات، فأسس فرقة "مسرح الرصيف" مع المخرجة رولا الفتال، وألَّف أول مونودراما بعنوان "عيشة"، فلاقت نجاحًا كبيرًا على المستوى العربي والعالمي.

من أعماله أيضًا مسرحية "إسماعيل هاملت" التي حصدت جائزة مهرجان قرطاج عام 1997.

حكيم مرزوقيمتداول

"وامشي وأقول وصلت.. والقنطرة بعيدة"

شهر أبريل 2024، كان ثقيلاً هو الآخر، ففي اليوم الثاني منه، رحل الموسيقار العراقي كوكب حمزة، في مشفى ناءٍ بالدنمارك، وإثر ترحال صعب، بدأ في السبعينيات عندما غادر العراق.

اشتهر حمزة بتلحين الكثير من القصائد والأغنيات، مثل "الكنطرة بعيدة" كلمات ذياب كزار، وغناء سعدون جابر. وعُرف بمكتشف النجوم والمواهب، ومنهم حسين نعمة، وستار جبار، وسعدون جابر، وعلي رشيد. والمغربية أسما لمنور، التي لحن لها "دموع إيزيس" من كلمات أحمد فؤاد نجم.

لحّن كوكب، لأصالة نصري في بدايتها، وللمغني الكويتي عبد الله الرويشد، إلى جانب مائدة نزهت وسعدون جابر، وفؤاد سالم وحسين نعمة وفاضل عواد، وغيرهم.

من المقطوعات الموسيقية التي عبرت عن تجربته "وداعا بابل" عام 1992، و"الجراد يغزو بابل".

كوكب حمزةمتداول

المسرح حياة.. نحلم بها دائمًا

من أحزان فبراير 2024 أيضًا، رحيل الفنانة السورية ثناء دبسي 1941، المعروفة برائدة المسرح، فهي من مؤسسي المسرح القومي مع نهاد قلعي وعبد اللطيف فتحي ورفيق الصبان.. وكان المسرح هو الحياة الحالمة عند ثراء.

ارتبط اسمها بدور "الأم الحنون"، وكانت تحاول الخلاص من هذه النمطية والاتجاه إلى الكوميديا التي تحب. 

أدت الكثير من العروض المسرحية العالمية، منها: شخصية ريجينا في مسرحية "الأشباح" لهنريك إبسن مع الفنان رفيق السبيعي، و"رجل القدر" لبرنارد شو، و"مروحة الليدي وندرمير" لأوسكار وايلد، و"أنتيغون" لجان أنوه، و"الإخوة كارامازوف" لديستويفسكي. 

شاركت ثناء في إذاعة دمشق مع مؤسسي الدراما الإذاعية. وانطلقت من "المسرح التلفزيوني" وفي السبعينيات عملت مع علاء الدين كوكش في "الأميرة الخضراء"، و"حارة القصر". ومع غسان جبري في "الفندق". وشاركت في أعمال درامية عربية، مثل: مسلسل "المتنبي" مع أمينة رزق وأحمد مرعي.

من أعمالها أيضًا: "سيرة آل الجلالي"، و"ذكريات الزمن القادم" للمخرج هيثم حقي، و"عصيُّ الدمع" للمخرج حاتم علي، و"غزلان في غابة الذئاب" و"زمن العار" و"بنات العيلة" للمخرجة رشا شربتجي.

ثناء دبسيمتداول

حصيلة رحيل فادحة

حصيلة قاسية من رحيل المبدعين، في الربع الأول من عام 2024، من الصعب إعطاء جميع الأسماء حقها، في هذه العجالة، فالقائمة تطول وتتجاوز 50 مبدعًا في مختلف أنواع الفنون. منهم: الفنانة شيرين سيف النصر، والملحن حلمي بكر، والباحث محمد قجة، والفنان ياسر الشرقاوي، والفنان جميل برسوم، والفنان محمود الشاذلي، والفنان حميد نجاح، والمسرحي عبد الله أحمد عبد الله، والفنان عبد العزيز الهزاع، والكاتب أسامة الشاذلي وآخرون.