محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 7 مايو 2024 02:17 مساءً - كان من المفاجئ، أن يطعن شابٌ في ريف طرطوس السورية، يبلغ من العمر 17 عامًا، عمّه، 47 عامًا، بسكين في رقبته عدة مرات، ليفارق الحياة على الفور. والسبب هو قيام العمّ بضرب وطرد طائر "إوز" يملكه ابن أخيه، من أرضه بسبب تخريبه الزرع!.
وسبق تلك الجريمة، قيام شخص بإلقاء قنبلة يدوية في شارع إحدى بلدات ريف حماه، هربًا من ملاحقة عدة شبان ضبطوه وهو يحاول سرقة دراجة نارية، والنتيجة إصابة 5 أشخاص بجروح خطيرة.
وخلال سنوات الحرب، تكررت الجرائم المرتكبة لأسباب تافهة، كان بالإمكان تلافيها دون إزهاق الأرواح.
وقد فسّر المختصون كثرة هذا النوع من الجرائم، بظروف الحرب وتداعياتها النفسية والاقتصادية.
السبب تافه.. لكن الجريمة كبيرة
ومن الأسباب التافهة التي أدت إلى جرائم، شجار سائقي حافلات النقل الداخلي، في أحد كراجات دمشق، الذي أدى إلى اقتلاع عين أحد السائقين، وانغراس مفك براغ كبير في رأس آخر، ووقوع العديد من الجرحى، والسبب هو الخلاف على تنظيم دور الحافلات في الانطلاق.
وفي الإطار نفسه، لم يتردد أبو صلاح، بتناول سكين المطبخ وطعن زوجته بضربات أودت بحياتها، لأنها لم تقم بإعداد طعام الغداء.
أما في الأرياف، فسيكون الوضع أصعب، إذا تشاجر أبناء العمّ واستخدموا السلاح بسبب خلاف على قطعة أرض، والنتيجة عدة قتلى وجرحى.
ومن الجرائم المروعة التي حصلت مؤخرًا، قيام الزوج بإطلاق النار على زوجته وعائلتها؛ لأنها تركت المنزل وطلبت الطلاق، ما أدى إلى مقتل معظم أفراد الأسرة.
اضطراب نفسي وسلوكي
وتقول الباحثة الاجتماعية أليسار فندي لـ"الخليج الان" "تؤثر الحالة النفسية والحالة الاقتصادية ومستوى الوعي والثقافة، في ارتفاع نسبة الجرائم المدرجة تحت بند فورة الغضب".
وتضيف "يلاحظ أن معظم مرتكبي هذا النوع من الجرائم، غير متعلمين ولا يمتلكون درجة وعي تؤهلهم ليكونوا حكماء في التصرف، وهذا أمر طبيعي يعتبر من تداعيات الحرب وظروفها الصعبة".
وفي أبريل الماضي، قتل رجل زوجة شقيقه وابنته، بسكين حادة، بسبب خلافات شخصية ومن أجل السرقة. وتفاجأ أن كامل ثروة الزوجة المغدورة عبارة عن سلسال صغير من الذهب لا يستحق قتل شخصين من أجله.
وتضيف الباحثة فندي: "إن هذا النوع من الجرائم يحدث بلحظة غفلة عن العقل، ولو فكر المجرم قليلاً، أو حصل أي طارئ يؤخر جريمته، لما تورط فيها. ففي الغالب ترتكب هذه الجرائم في ثورات الغضب الشديد".
ومن أغرب الجرائم التي ارتكبت في الفترة الماضية، قيام شخص بقتل صديقه الذي يسكن معه في المنزل، بطلقة في الرأس، لأن المنزل صغير لا يتسع لاثنين.
وفي السنوات الماضية، نشطت مراكز التوعية الاجتماعية الرسمية والأهلية، وتشكلت لجان في الأحياء، بهدف حل الخلافات بين الأشخاص قبل استفحالها. إضافة إلى محاولة تقديم المساعدات العينية لتلافي وقوع الجرائم بسبب الفقر.