لوموند: موقف جورجيا من روسيا معضلة أمام الاتحاد الأوروبي

محمد الرخا - دبي - الاثنين 6 مايو 2024 06:03 مساءً - يشكل موقف الحكومة الجورجية المؤيد صراحةً لروسيا معضلة للاتحاد الأوروبي، وفقًا لصحيفة "لوموند" الفرنسية.

Advertisements

وقالت الصحيفة، إنه بعد مرور أربعة أشهر فقط على منح جورجيا وضع المرشح الرسمي للانضمام إلى الاتحاد، في كانون الأول 2023، أصابت الزعماء الأوروبيين الحيرة وهم يشهدون إعادة تقديم مشروع قانون مثير للجدل في جورجيا.

ويتعلق مشروع القانون المقدم للبرلمان بـ"النفوذ الأجنبي" في الجمهورية السوفيتية السابقة الواقعة في جنوب القوقاز.

مشروع قانون النفوذ الأجنبي غير متوافق مع القيم الديمقراطية والأوروبية.

لوموند

وأكدت الصحيفة أن مشروع القانون، الذي تمت صياغته على غرار القانون الروسي لعام 2012 الذي يهدف إلى إسكات المجتمع المدني ووسائل الإعلام المستقلة، يعتبر غير متوافق مع القيم الديمقراطية والأوروبية.

وأشارت أن تبنيه الوشيك بحلول يونيو/ حزيران من شأنه أن يعرض للخطر التقارب بين جورجيا والاتحاد الأوروبي، الذي يكرسه الدستور الجورجي ويرغب فيه 80% من السكان.

وفي تبليسي، ظل آلاف الأشخاص يحتجون يوميًا لمدة ثلاثة أسابيع، مطالبين بسحب مشروع القانون وسط "قمع متزايد"، وفقًا للصحيفة.

 ومع ذلك، على عكس ما حدث في مارس/ آذار 2023، عندما تم تقديم مشروع القانون لأول مرة إلى البرلمان قبل أن يتم التخلي عنه تحت الضغط، تبدو الحكومة اليوم "صماء" تجاه الاحتجاجات والإدانات الدولية.

وفي أعقاب "حملة القمع" في شوارع العاصمة الجورجية، أصدرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بيانا في الأول من مايو/ أيار، أدانت فيه "العنف في شوارع تبليسي"، معربة عن "مخاوفها بشأن قانون النفوذ الأجنبي".

وبحسب الصحيفة، شعر أعضاء الاتحاد بقدر أكبر من الانزعاج بعد أن ألقى بيدزينا إيفانيشفيلي، رجل جورجيا القوي، الملياردير ومؤسس الحزب الحاكم، خطابًا مناهضًا للغرب في التاسع والعشرين من أبريل/ نيسان، وهو الخطاب الذي يردد أسلوب الكرملين.

وفي خطابه "العنيف والتآمري"، وفق وصف الصحيفة، ساوى إيفانيشفيلي بين الغربيين والمعارضة، وبين المجتمع المدني الجورجي والأعداء، واتهمهم بالتحريض على ثورة للإطاحة بالحكومة وزعزعة استقرار البلاد.

كما أعلن صاحب "الشخصية المتكتمة"، والذي حصل على الجنسية الفرنسية عام 2010 ومنحته فرنسا وسام جوقة الشرف عام 2021، عن قمع أي معارضة للحكومة بعد الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

واختتم كلامه بتأكيد أنه "في عام 2030، ستنضم جورجيا إلى الاتحاد الأوروبي".

وبدوره، أعرب وزير الخارجية الليتواني غابرييليوس لاندسبيرجيس على وسائل التواصل الاجتماعي عن حزنه الشديد لسماع رؤية إيفانيشفيلي لمستقبل جورجيا.

وقال "نشعر بالصدمة عندما نرى الجورجيين ينقادون نحو عدم الحرية من قبل أولئك الذين يخشون الحرية أكثر من غيرهم""، بحسب تعبيره.

وأشارت الصحيفة أن حزب الحلم الجورجي الحاكم يستخدم "خطابًا مزدوجًا"، حيث يدعي أنه يريد الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بينما يفعل كل شيء من أجل "تخريب" العملية، وفقًا لما تقوله المعارضة والمجتمع المدني.

 ومن خلال تبني موقف مؤيد لروسيا بشكل علني، تكسر السلطات الجورجية هذا الغموض وتفرض تحديًا على القمة السابعة والعشرين.

وتساءلت الصحيفة في ختام تقريرها: كيف يمكن الرد لمنع البلاد من الانحراف عن مسارها الأوروبي؟  وما النفوذ الذي يمكن استخدامه لإخضاع السلطات دون دفع البلاد إلى أحضان موسكو أو معاقبة السكان؟.