محمد الرخا - دبي - الاثنين 6 مايو 2024 05:13 مساءً - قال تقرير لمنظمة "يوروستات"، إن 23.1% فقط من الأجانب المقيمين في إسبانيا في سن العمل حاصلون على الشهادات الجامعية؛ ما يمثل تحديًا ديموغرافيًّا كبيرًا، وآخر للإنتاجية والنمو الاقتصادي في البلاد.
وبحسب التقرير، في عام 2004، كان 24.1% من السكان المهاجرين يحملون شهادات جامعية؛ وفي عام 2014، كانت النسبة 23% ما يدل على أن تدفقات الهجرة التي تستقبلها إسبانيا سنويًّا تمثل التوزيع ذاته.
وبالتالي فإن إسبانيا بعيدة جدًّا عن دول أخرى، مثل أيرلندا، حيث حصل 60.5% من السكان المهاجرين على تعليم عالٍ، وليتوانيا (60.4%)، ولوكسمبورغ (53.3%)، وبولندا (48.8%)، وسلوفاكيا (45.6%).
وأشار التقرير إلى أن تداعيات معدل التأهيل المنخفض هذا بين الأجانب المقيمين في إسبانيا عميقة، وهو ما حذر منه بنك إسبانيا في تقريره السنوي: "إذا لم تكن هناك تغييرات كبيرة في تدفقات الهجرة، فستكون هناك اختلالات لن يكون من الممكن حلها".
وبحسب صحيفة "إل موندو" الإسبانية، ففي عام 2023، كان 80% من المهاجرين الذين وصلوا إلى إسبانيا دون شهادات جامعية، و70% منهم لا يحملون شهادات جامعية ويعملون في وظائف لا تتطلب مهارات.
وفي السياق، أكد المدير العام للاقتصاد والإحصاء في هيئة الرقابة المصرفية أنجيل جافيلان، أن التدفقات مهمة جدًّا للتخفيف من ظاهرة الشيخوخة. لكنها لا تحل المشكلة عند التفكير في التحول الرقمي والبيئي الذي يتطلب مؤهلات عالية.
وبذلك، تحتاج إسبانيا إلى استقبال عدد أكبر من السكان الأجانب عما تتوقعه، وتحسين متوسط التدريب لديها؛ إذ إن عدد المهاجرين الحاصلين على تعليم عالٍ في إسبانيا منخفض نسبيًّا مقارنة بمعظم دول الاتحاد الأوروبي.
علاوة على ذلك، لم تتمكن إسبانيا من تحسين المستوى التعليمي للمهاجرين في العقود الأخيرة، حيث يتعارض هذا النقص في التقدم مع الدعوة الأخيرة التي وجهتها المفوضية الأوروبية إلى ضرورة جذب المهاجرين المؤهلين.
كما لفت التقرير إلى أن إسبانيا تصدر رأس المال البشري المؤهل، إذ إن 60% من الإسبان الحاصلين على دراسات جامعية يهاجرون للخارج.
ويؤدي هذا إلى تفاقم الصعوبات التي تواجهها الشركات في ملء الوظائف الشاغرة التي تتطلب مستويات عالية من التدريب، ويقلل من متوسط إنتاجية الاقتصاد.