05 مايو 2024, 8:21 م
"جنون مستقبلي" هكذا يمكن وصف التجربة الجديدة التي أجرتها القوات الجوية الأمريكية، فهي تمزج بين الابتكار التكنولوجي والتحدي الاستراتيجي.. فماذا لو كانت الطائرات الحربية ك "إف-16" و"إف-35" تستطيع الطيران والقتال دون طيار؟ هذا هو السؤال الذي تحاول القوات الجوية الأمريكية الإجابة عنه من خلال مشروع "فيستا".
في مشهد مليء بالمغامرة، وزير القوات الجوية الأمريكي فرانك كيندال، يجلس في قمرة قيادة "أف-16"، لكنه ليس وحده في القمرة، بل إلى جانبه يجلس "العقل الاصطناعي". هذه التجربة تمت بمشاركة مختصين عسكريين ومهندسين في قاعدة إدوارد الجوية الصحراوية، والتي تضم أجهزة محاكاة سرية ومبانٍ محمية، يتم تدريب جيل جديد من الطيارين فيها، الذي يتحكمون بالطائرات عن بعد. فيما كانت الطائرة المعنية، التي تمت تسميتها بـ "فيستا"، تحلق بسرعات فائقة تجاوزت 550 ميلاً في الساعة، مما يبرز قدراتها الهائلة والمثيرة.
كيندال في نهاية رحلته التي استمرت نحو ساعة أكد أنه "رأى ما يكفي لدرجة أن يثق في قدرة الذكاء الاصطناعي الذي لا يزال في طور التعلم والتطوير، من أجل تحديد ما "إذا كانت هذه التكنولوجيا ستستخدم في إطلاق الأسلحة في الحرب من عدمه".
تحاول القوات الجوية الأمريكية إدخال الذكاء الاصطناعي في مجال الطيران العسكري، إذ تم ادخالها في تقنيات التخفي منذ أوائل التسعينيات، ولكن وضعت خططا لإضافة أسطول يضم أكثر من ألف طائرة مقاتلة حربية من دون الحاجة لوجود طيارين حربيين فيها، بحلول 2028، وفقاً لما ذكرته وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.
تبدو الفكرة وكأنها خطوة جديدة نحو مستقبل الحروب، حيث تصبح الطائرات الحربية بمفردها كفيلة بتنفيذ المهام المعقدة دون وجود طيارين على متنها، هذا التحول الثوري يجعل الولايات المتحدة تتجاوز التحديات والمخاطر المرتبطة بحياة الطيارين في المعارك.
ومع ذلك، فإن هذا التطور ليس دون تكلفة، فالمشروعات العسكرية الضخمة مثل "إف-35" تستنزف الموارد المالية، وتطيل مدة الإنتاج. لكن، يظل المشغلون مصرون على أن "فيستا" يمثل تقدماً كبيراً، حيث يتم تدريب الذكاء الاصطناعي على الملايين من البيانات، واختبار قدراته في الظروف الواقعية.
وبينما تواصل الولايات المتحدة التقدم نحو مستقبل الحروب الذكية، فإن الأسئلة تتزايد حول مدى استعداد الدول الأخرى لهذا التحول.