تخشى البعد العسكري.. واشنطن قلقة من تقدم الصين في ارتياد الفضاء

محمد الرخا - دبي - الأحد 5 مايو 2024 07:10 مساءً - سلطت صحيفة "الغارديان" البريطانية الضوء على التنافس المتصاعد بين الولايات المتحدة والصين في مجال استكشاف الفضاء.

Advertisements

وركزت الصحيفة في تقريرها بشكل خاص على المهمات الفضائية الناجحة التي قامت بها الصين أخيرا، بما في ذلك مهمة "تشانغ آه-6" إلى الجانب البعيد المظلم من القمر، وإطلاق سفينة الفضاء المأهولة "شنتشو-18" إلى محطة "تيانغونغ" الفضائية.

وقالت إن "هذه الإنجازات أثارت مخاوف المسؤولين الأمريكيين الذين عبّروا عن قلقهم حيال التقدم السريع الذي حققته الصين، وما إذا كانت وراءه دوافع جيوسياسية محتملة، لا سيما أن بكين قطعت بالفعل خطوات كبيرة في برنامجها الفضائي، وأظهرت براعة تكنولوجية من خلال المهمات الناجحة والخطط الطموحة التي وضعتها لاستكشاف القمر".

أخبار ذات صلة

الصين تطلق أول مهمة في العالم لاستكشاف جانب القمر البعيد

وأخيرًا، أطلقت الصين مهمة " تشانغ آه-6"؛ بهدف جمع عينات من الجانب البعيد للقمر؛ ما أثار دهشة واشنطن.

وقالت الصحيفة إن طموحات بكين الفضائية تجلت على نحو أكبر بعد إطلاقها للمركبة الفضائية المأهولة Shenzhou-18 إلى محطة "تيانغونغ"، التي تم تطويرها بعد استبعاد الصين من محطة الفضاء الدولية.

في الأثناء، دق تطوير الصين لأسلحة مضادة للفضاء، وتوسيع اتصالاتها الساتلية، ناقوس الخطر في واشنطن.

وأعرب المسؤولون الأمريكيون، بمن فيهم رئيس وكالة "ناسا" بيل نيلسون، عن مخاوفهم بشأن التقدم الصيني، مشيرين إلى أنه قد تكون لدى بكين أهداف عسكرية متخفية وراء ما تقول إنه برنامج فضاء مدني.

ووفق "الغارديان"، أدى العدد المتزايد من أقمار التجسس الصينية، وتطوير الصين تقنيات قادرة على التلاعب بالأقمار الصناعية في المدار، إلى تصعيد التوترات بين البلدين، في وقت يؤكد فيه رئيس وكالة ناسا أن الولايات المتحدة والصين تخوضان سباقا للعودة إلى القمر.

أخبار ذات صلة

ما مدى واقعية استثمار الصين لمصدر جديد للطاقة النووية على القمر؟

في موازاة ذلك، هناك أيضا مخاوف بشأن تطوير الصين لأسلحة مضادة للفضاء، بما في ذلك الصواريخ التي يمكنها استهداف الأقمار الصناعية، والمركبات الفضائية التي يمكنها سحب الأقمار الصناعية خارج المدار.

وبيّنت الصحيفة أن المنافسة بين الولايات المتحدة والصين تتجاوز مجرد الوصول إلى القمر؛ إذ يقول البروفيسور "كازوتو سوزوكي"، من جامعة طوكيو، إن الولايات المتحدة والصين في سباق بالفعل، ولكن ليس من أجل وضع قدميهما على القمر كما كان الحال إبان الحرب الباردة، بل لإيجاد الموارد والتحكم فيها، لا سيما المياه.

وأضافت: "في حين تمنع الاتفاقيات الدولية، مثل معاهدة الفضاء الخارجي، الدول من المطالبة بملكية الموارد القمرية، إلا أن التقدم التكنولوجي السريع للصين في استكشاف الفضاء يثير مخاوف من أنها قد تكتسب الهيمنة الفعلية في استغلال هذه الموارد؛ ما قد يغيّر ميزان القوى في استكشاف الفضاء".

وتابعت أن "الولايات المتحدة والصين تقودان تطوير برامج محطة فضائية منفصلة للقمر؛ إذ يهدف برنامج "ارتميس" بقيادة الولايات المتحدة إلى إنشاء بوابة قمرية تكون بمثابة مركز اتصال ومختبر علمي".

ونقلت عن البروفيسور كازوتو سوزوكي قوله إن الأمريكيين ليسوا مهتمين بامتلاك القمر؛ لأنهم كانوا هناك سابقا، ويعلمون أنه ليس مكانًا صالحًا للسكن.

وأضاف سوزوكي: "هم مهتمون أكثر بالمريخ. وبالنسبة لهم، فإن البوابة القمرية ليست أكثر من محطة وقود للرحلة إلى المريخ؛ إذ ينظر الأمريكيون إلى القمر كمصدر محتمل للموارد، بما في ذلك المياه التي يمكن تحويلها إلى وقود صاروخي".

أخبار ذات صلة

هل ستستولي الصين على القمر؟

في المقابل، أعلنت الصين وروسيا عن خطط للتعاون في بناء محطة أبحاث القمر الدولية (ILRS) على سطح القمر.

والمقصود بهذه المحطة أن تكون مفتوحة للمشاركة الدولية، على غرار محطة بحوث في أنتاركتيكا.

ومع ذلك، ستنشأ مخاوف إذا أصبحت المحطة وسيلة للصين وروسيا لتقديم مطالبات إقليمية، الأمر الذي من شأنه أن ينتهك معاهدات الفضاء الدولية، وفق "الغارديان".

وأشارت إلى أنه "على وقع المنافسة المحتدمة بينهما، تبحث كل من الولايات المتحدة والصين عن حلفاء لتعزيز مواقفهما في سباق الفضاء".

وأقامت الولايات المتحدة شراكات مع اليابان، وتعهدت بإرسال رواد فضاء يابانيين في مهام برنامج "أرتميس" التابع لناسا إلى الفضاء في عامي 2028 و 2032.

أخبار ذات صلة

ناسا تطلق مشروع "كلب آلي" لاستكشاف سطح القمر

وفي الوقت نفسه، أقامت الصين شراكات وحصصًا مالية في مشاريع في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية، كما اجتذبت أعضاء دوليين لمبادرتها ILRS.

وخلصت "الغارديان" إلى القول إن المنافسة بين الولايات المتحدة والصين في الفضاء ليست سباقًا مباشرًا، ولكنها ديناميكية معقدة ومتطورة مع العديد من الجهات الفاعلة والمبادرات، في وقت تخوض فيه البلدان تنافسا ليس فقط من أجل الإنجازات المهمة، بل أيضاً من أجل تأسيس وجود مستدام في الفضاء..

واستطردت: "رغم ذلك، هناك أمل في التعاون، لا سيما في ظل امتناع الولايات المتحدة والصين عن وضع تدابير إقصائية حتى الآن؛ ما يشير إلى الاستعداد للمشاركة مع دول أخرى في جهود استكشاف الفضاء".