تمثيل بالجثث.. فيديو جديد يفجّر غضب السودانيين إزاء جرائم الجيش

محمد الرخا - دبي - الأحد 5 مايو 2024 07:10 مساءً - مرة أخرى يُصدم السودانيون بمحتوى فيديو يُظهر مجموعة من عناصر الجيش السوداني وهم يحتفون بمشاهد بشعة تظهر التمثيل الشنيع بجثة وسط نشوة الفاعلين.

Advertisements

ويأتي هذا السلوك امتدادًا لأفعال مشابهة وقعت، خلال الفترة الماضية، لجنود وضباط الجيش السوداني كان ضحاياها مواطنون أبرياء، جرى إعدامهم بقطع الرؤوس والحرق والتمثيل بالجثث، وذلك للاشتباه في تبعيتهم لقوات الدعم السريع.

"أفعال إرهابية"

ووجدت الحادثة الجديدة استنكارًا واسعًا من القيادات السياسية والحقوقية، التي اعتبرتها أفعالًا إرهابية تكشف المدى الذي وصلت إليه الجماعات المتطرفة من بشاعة وفظاعة.

وقال نائب حزب المؤتمر السوداني، خالد عمر يوسف، إن "التسجيلات المصورة الوحشية التي توثق لمنسوبين للجيش السوداني يتلذذون بسلخ الناس وتمزيق أحشائهم خرجت من كونها ممارسات فردية لتصبح أفعالاً متكررة ترسخ لنسق إرهابي يمزق البلاد ويقودها إلى دوامة لن تخرج منها ابدًا".

وأضاف على منصة "إكس" أن "هذه الأفعال الإرهابية التي لا تمت للإنسانية بصلة مدانة بأشد عبارات الإدانة، ويجب أن يُحاسب مرتكبوها وألا يُسمح لهم بالإفلات من العقاب".

وأوضح أن استمرار هذه الحرب سيرمي بالسودان في هاوية سحيقة، ما يتطلب العمل لإيقافها، الآن، والتصدي لمن يعملون على استمرارها، ومن يمارسون فيها البشاعات بكافة أشكالها، وفق قوله.

من جهته، قال المستشار السياسي لقائد قوات الدعم السريع، يوسف عزت، إن الفيديو المنشور يكشف المدى الذي وصلت إليه الجماعات الإرهابية المتطرفة من بشاعة وفظاعة بعد فشلها في تحقيق انتصارات في الميدان العسكري.

وأوضح على منصة "إكس" أن المسؤولية الجماعية تستدعي الانتباه للمستقبل الذي ينتظر الشعب السوداني إذا ما انتصر هذا الإرهاب البشع، وفق قوله.

وأشار إلى أن الحرب كشفت طبيعة المؤسسات العسكرية والأمنية المختطفة خلال الثلاثين عامًا الماضية، بعد سيطرة من وصفهم بـ"الدواعش" على الجيش ونشر فظائعهم".

بدوره، كتب عضو مجلس السيادة السوداني السابق، محمد حسن التعايشي، على منصة "إكس": "ما كنت لأعلق على صورة الجنود الدواعش العسكريين، الذين يتبعون للجيش السوداني، وهم يتناهشون أحشاءً لجثمانِ مواطن سوداني بصورة بهائمية صادمة، لولا أنها تعيد إلى ذاكرتي، كل الجرائم البشعة والوحشية، التي ارتكبتها القوات المسلحة السودانية كجزء من العنف، الذي مارسته الدولة تجاه المدنيين السودانيين على مرّ العقود والحقب".

وأكد أن "الإسلاميين الدواعش" دخلوا في صلب هذه المعركة، ودخلها معهم آخرون كثر من المثقفين السودانيين ممن تماهوا مع الوحشية والبربرية، مضيفًا: "في حقيقة الأمر، هذه الممارسات التي يسكت عنها مدافعو الدولة هي ذاتها ممارسات الدولة ومؤسساتها الأمنية، وليس الدواعش فقط".

من جهته، قال الأمين السياسي للحزب الاتحادي الأصل، إبراهيم الميرغني، إنه "في كل يوم جديد تطل الحرب بمشاهد قبيحة تؤكد تمدد النهج والسلوك والفكر المتطرف والعنصري الذي يقطع الطريق أمام أي فرصة للسلام، ويجعل من عودة الحياة في السودان ضربًا من المستحيل".

من جانبه، نصح القيادي في حزب الأمة القومي، عروة الصادق، بوقف الحرب فورًا حتى تنتهى معها الانتهاكات لأنه في حال استمرار الحرب سنمضي إلى طريق لا عودة منه إلى وطن معافى وسليم الفطرة والوجدان.

وأكد عروة على منصة "إكس" أن "هذه المشاهد ستتكرر بصورة أكثر فظاعة ودموية ووحشية لأن القائمين على أمرها كلما اقتربت سانحة لإنهاء الحرب اقترفوها بصورة صادمة تسعّر نيران الكراهية، والعنصرية، والبغضاء، في نفوس السودانيين غايتهم استمرار الحرب".

وقبل نحو أسبوعين من الآن صُدم السودانيون بمحتوى فيديو يُظهر مجموعة من جنود وضباط الجيش السوداني وهم يحتفون بقتل عدد من الأشخاص بزي مدني، وسط تأكيدات مجموعات حقوقية وقيادات سياسية بأن الضحايا هم مواطنون جرى إنزالهم من عربة سفر قبل إعدامهم للاشتباه في تبعيتهم لقوات الدعم السريع.

وفي فبراير/ شباط الماضي، وقعت جريمة مشابهة في ذات مدينة الأبيض، عُرفت بجريمة "جز الرؤوس"، حيث جرى توثيقها هي الأخرى في مقطع فيديو يُظهر مجموعة من جنود الجيش السوداني وهم يرفعون رؤوس أشخاص قالوا إنهم يتبعون لقوات الدعم السريع قبل أن يتضح لاحقًا أنهم شباب مدنيون تم القبض عليهم حينما كانوا في طريقهم إلى مناطقهم وسط السودان.

وتتزايد المخاوف في السودان من ظهور جماعات إرهابية تجرّ البلاد إلى مستنقع الأعمال الانتقامية، بعد الفيديوهات الصادمة التي تُظهر عمليات القتل والتمثيل بالجثث.

أخبار ذات صلة

تلاحقها الاتهامات.. ما سرُّ العلاقة بين كتيبة "البراء بن مالك" والجيش السوداني؟

وكان المرصد الوطني لحقوق الإنسان في السودان، أكد وجود جماعات متطرفة تقاتل، جنبًا إلى جنب، مع الجيش السوداني، لكنها تمارس أعمالًا انتقامية، تشمل: التعذيب، والقتل، والتمثيل، بالجثث، محذرًا من خطر هذه الجماعات المتشددة على البلاد ونسيجها الاجتماعي.

وتُشير أصابع الاتهام على نطاق واسع في السودان، إلى مجموعة مسلحة تتبع حزب المؤتمر الوطني المنحل، وتقاتل حاليًّا إلى جانب الجيش تُسمّى "كتيبة البراء".

و"البراء" هي ميليشا جديدة تتشكّل من مجموعة مقاتلين ينتمون لـ"الأمن الشعبي"، وهو جهاز الأمن السري للحركة الإسلامية الحاكمة في عهد الرئيس السابق عمر البشير.

ومنذ اندلاع الحرب في السودان، في 15 أبريل/ نيسان العام الماضي، أعلنت هذه المجموعات انخراطها في صفوف القتال إلى جانب الجيش السوداني ضد قوات الدعم السريع.

ودخلت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عامها الثاني، وسط تفاقم الأوضاع الإنسانية للمدنيين، إذ أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 13 ألف شخص، وتشريد نحو 8 ملايين، بين نازح ولاجئ في دول الجوار.