كيف تؤثر وضعية النوم على الصحة وطول العمر؟

محمد الرخا - دبي - الأحد 5 مايو 2024 05:13 مساءً - كثير من الناس لا يراقبون وضعية نومهم جيدا، وغالبًا ما يلتزمون بالوضعية المفضلة لديهم من دون النظر في العواقب المحتملة. ومع ذلك، يمكن أن تؤثر وضعية النوم بشكل كبير على جودة النوم والصحة العامة على المدى الطويل.

Advertisements

وفي حين أن الأبحاث بشأن هذا الموضوع محدودة، وتميل إلى التركيز على الأوجاع والآلام، تشير الأدلة إلى أن وضعية النوم يمكن أن تكون لها آثار عميقة على الحالات الصحية المختلفة، مثل الارتجاع الحمضي وأمراض القلب والخرف وصحة الدماغ، بحسب تقرير لصحيفة "تلغراف" البريطانية.

ووفق صحيفة "التلغراف"، يرى سام مارجو، أخصائي العلاج الطبيعي وخبير النوم ومؤلف كتاب "دليل النوم الجيد"، أن وضعيات النوم لها تأثير كبير على الصحة العامة والراحة ونوعية النوم، موضحا أن فهم إيجابيات وسلبيات تلك الوضعيات يمكنه مساعدة الأفراد على إجراء تعديلات من أجل نوم وصحة أفضل.

أما الدكتورة كيت ليدرلي، وهي عالمة في مجال النوم ومؤلفة كتاب "سليب سينس"، فتشير إلى أن عوامل نمط الحياة خلال النهار، لا سيما نمط الحياة المستقر، يمكن أن تساهم في الشعور بالألم والانزعاج الذي يحدث عند النوم في وضعيات معينة أثناء الليل. ومن هنا تبرز الحاجة إلى الحركة المنتظمة وتجنب فترات الخمول وعدم النشاط طوال اليوم، لتقليل الانزعاج والوصول إلى وضعية نوم أفضل في أثناء الليل.

النوم على الجانب

يُنصح بالنوم على الجانب الأيسر للنساء الحوامل، والأشخاص الذين يعانون من ارتجاع الحمض أو ارتجاع المريء، والذين يعانون من مشاكل في الأمعاء؛ لأنه يساعد على منع عودة حمض المعدة إلى المريء.

وقد يوصى بالنوم على الجانب الأيمن للأفراد الذين يعانون من أمراض القلب؛ لأن هذه الوضعية يمكنها أن تخفف الضغط على القلب، وتقلل من التغيرات في نشاطه الكهربائي.

ومن المحتمل أن يكون للنوم على الجانب تأثير على صحة الدماغ؛ إذ إن الجهاز الغليمفاوي، المسؤول عن إزالة السموم من الدماغ، قد يعمل بكفاءة أكبر عند النوم على الجانب الأيمن.

ويمكن أن يساهم النوم الجانبي في ظهور التجاعيد وترهل الثدي؛ بسبب ضغط جلد الوجه على الفراش وتأثير الجاذبية على أنسجة الثدي.

يأتي ذلك بينما تشير الدراسات إلى أن الذين ينامون على الجانب من دون اضطرابات في النوم يميلون إلى التمتع بجودة نوم أفضل مقارنة بمن ينامون على الظهر، كما أن التقلب المتكرر في أثناء النوم يمكنه تقليل جودة النوم..

وفي دراسة أجريت أخيرا بشأن العلاقة بين وضعية النوم وآلام الظهر ونوعية النوم، تبين أن الأوضاع التي يكون فيها العمود الفقري ملتويًا يمكن أن تسبب تلفًا جزئيًا في الأنسجة وتشنجات عضلية، رغم أنه من غير الواضح ما إذا كانت وضعية النوم هي عامل خطر مباشر لآلام الظهر.

وللتخفيف من المشكلات المرتبطة بالنوم الجانبي، يوصى باستخدام وسادة سميكة للحفاظ على محاذاة الرأس والرقبة مع العمود الفقري، ووضع وسادة بين الركبتين لدعم الوركين، وتقليل الضغط على أسفل الظهر.

النوم على الظهر

يمكن أن يرتبط النوم على الظهر بمشاكل صحية مثل انقطاع التنفس أثناء النوم، الذي يمكن أن يعطل نوعية النوم ويؤدي إلى التعب وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض مثل السمنة والسكري وأمراض القلب، غير أن النوم في وضع مرتفع يمكن أن يساعد في تخفيف أعراض انقطاع التنفس في أثناء النوم.

ومع ذلك، بالنسبة للأفراد الذين يعانون من آلام الظهر والرقبة، غالبًا ما يوصى بالنوم على الظهر مع وسادة تحت الركبتين للحصول على محاذاة مثالية للعمود الفقري وتقليل الانزعاج.

علاوة على ذلك، يمكن أن يساعد النوم على الظهر في الحفاظ على صحة العمود الفقري، وتقليل التجاعيد، وقد يكون مفيدًا لأولئك الذين لا يعانون من انقطاع التنفس في أثناء النوم؛ ما يساعد على منع ظهور آلام الظهر مع التقدم في العمر.

وضعية النوم الأمامي

النوم على البطن يمكن أن يقلل من الشخير عن طريق إبقاء مجاري الهواء مفتوحة أكثر من النوم على الظهر.

ومع ذلك، من المرجح أن يؤدي النوم على البطن إلى زيادة آلام الرقبة والظهر، فيمكن أن يؤدي التواء الرقبة إلى الجانب في وضعية النوم على البطن إلى إجهادها.

أيضا، يمكن أن يؤدي النوم على البطن إلى تقويس العمود الفقري، والضغط المباشر على الوجه في أثناء النوم الأمامي؛ ما قد يسهم في ظهور التجاعيد مع مرور الوقت.

وللتخفيف من الألم الوضعي، يُنصح الأشخاص الذين ينامون على البطن أو النوم الأمامي، باستخدام وسادة رفيعة أو عدم استخدام وسادة إطلاقا؛ للحفاظ على الرقبة في وضع أكثر حيادية، في حين يمكن أن يساعد وضع وسادة تحت الحوض في توفير الدعم لأسفل الظهر في أثناء هذه الوضعية من النوم.

كيف تغيّر وضعية نومك؟

الحركة في أثناء النوم ليلا شيء طبيعي، ولا تشير دائمًا إلى مشكلة في النوم. وفي حال أردت تغيير وضعية نومك المعتادة، فعليك تدريب نفسك تدريجيًا. على سبيل المثال، إذا كنت تريد التحول من وضعية النوم على الظهر إلى وضعية النوم الجانبي، يجب الاستلقاء على الجانب المفضل لمدة خمس دقائق في الليلة الأولى، ثم الاستلقاء على الظهر. وفي الليلة التالية تزيد المدة إلى ست دقائق، ثم سبع، وهكذا.. إلى أن يعتاد الجسم على الوضعية المطلوبة.