نوع من الألياف الشائعة مرتبط بالتهاب الأمعاء

محمد الرخا - دبي - السبت 4 مايو 2024 06:03 مساءً - كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في كلية طب "وايل كورنيل" عن وجود علاقة مفاجئة بين الإينولين، وهو نوع شائع من الألياف الموجودة في العديد من الأطعمة والمكملات الغذائية النباتية، وتفاقم مرض التهاب الأمعاء (IBD) في نموذج ما قبل السريري.

Advertisements

وبحسب تقرير نشره موقع "medicalxpress"، سلّطت الدراسة الضوء على الدور المحتمل للإينولين في التسبب في التهاب الأمعاء، مقدمة رؤى يمكن أن تعيد تشكيل الأساليب العلاجية لتخفيف الأعراض وتعزيز صحة الأمعاء.

يعتبر الإينولين عنصرًا غذائيًا أساسيًا لتعزيز صحة الجهاز الهضمي، وهو موجود بكثرة في الأطعمة، مثل: الثوم، والكراث، والسنشوك، وكذلك في العديد من مكملات الألياف والمنتجات الغذائية المدعمة. ومع ذلك، أعرب الباحثون عن دهشتهم من نتائج الدراسة، مؤكدين أنه في البداية كان من المتوقع أن تظهر خصائص وقائية للإينولين ضد أمراض الأمعاء الالتهابية، إلا أنه أظهر تأثيرًا معاكسًا.

وأوضحت الدراسة كيف يحفز الأنسولين ميكروبات الأمعاء على إطلاق الأحماض الصفراوية، وبالتالي تحفيز إنتاج الجزيئات التي تغذي الالتهاب المعوي. كما أن البروتين المعروف باسم IL-33 يؤدي إلى استجابة مناعية مفرطة تشبه رد الفعل التحسسي، يتم تنشيطه بواسطة خلايا مناعية تسمّى المجموعة 2 من الخلايا اللمفاوية الفطرية (ILC2s). وفي نموذج حيواني لمرض التهاب الأمعاء (IBD)، تؤدي هذه الاستجابة المناعية المفرطة النشاط إلى تفاقم تلف الأمعاء والأعراض.

وفي حين أن الألياف الغذائية، بما في ذلك الإينولين، معروفة تقليديًا بدورها في تعزيز صحة الأمعاء من خلال تنشيط الخلايا التائية التنظيمية، فقد أكدت الدراسة أنه من خلال تعزيز إنتاج أحماض صفراوية معينة وبروتينات التهابية، يعطل الإينولين التوازن الدقيق لميكروبات الأمعاء، مما يعجّل بسلسلة من الاستجابات المناعية التي تؤدي إلى تفاقم التهاب الأمعاء وتلف الأنسجة.

وبترجمة النتائج التي توصلوا إليها، قام الباحثون بتحليل عينات الأنسجة والدم والبراز من المرضى الذين يعانون من مرض التهاب الأمعاء، مما أكد ملاحظاتهم قبل السريرية، إذ أظهر المرضى مستويات مرتفعة من الأحماض الصفراوية والحمضات، بما يتماشى مع سلسلة الالتهابات التي لوحظت في النموذج الحيواني.

وتمتد الآثار المترتبة على هذه النتائج غير المتوقعة إلى ما هو أبعد من توضيح الآليات الكامنة وراء تفاقم مرض التهاب الأمعاء، حيث بينت الدراسة التفاعلات الدقيقة بين المكونات الغذائية، والميكروبات الحيوية، والوظيفة المناعية، وبالتالي إعادة تقييم التدخلات الغذائية العلاجية المصممة خصيصًا للمرضى الأفراد.

وأكد الباحثون أهمية تمييز التأثيرات المتنوعة للألياف الغذائية على الكائنات الحية الدقيقة والجهاز المناعي، داعين إلى إستراتيجيات تغذية دقيقة مخصصة للأعراض الفريدة للمرضى، وتكوين الكائنات الحية الدقيقة، والمتطلبات الغذائية.

وفي ضوء الانتشار المتزايد لحالات التهاب الأمعاء والقيود المفروضة على الطرائق العلاجية الحالية، توفر هذه النتائج وسيلة واعدة لتطوير التدخلات الغذائية المستهدفة لتخفيف الأعراض، وتخفيف تلف الأمعاء لدى الأفراد المصابين.

ومع استمرار الأبحاث في كشف التفاعل المعقد بين النظام الغذائي، وصحة الأمعاء، ووظيفة المناعة، فإن التغذية الدقيقة تقف على أهبة الاستعداد لإحداث ثورة في إدارة أمراض الأمعاء الالتهابية، والاضطرابات ذات الصلة.