في ظل الخلاف حولها مع واشنطن.. ما بدائل إسرائيل عن عملية رفح؟

محمد الرخا - دبي - الخميس 2 مايو 2024 05:09 مساءً - كشفت وسائل إعلام عبرية أن الحكومة الإسرائيلية بدأت البحث عن بدائل عوضا عن شن عملية عسكرية واسعة بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، الأمر الذي أثار تساؤلات حول البدائل الإسرائيلية الممكنة لتجنب اجتياح المدينة برًا.

Advertisements

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن "المؤسسة الأمنية في إسرائيل تدرس بدائل عن شن عملية عسكرية واسعة النطاق في رفح"، الأمر الذي يأتي في ظل الخلافات العميقة بين تل أبيب وواشنطن بشأن العملية المرتقبة بالمدينة.

مقترح بديل

ونقل موقع "أكسيوس" الأمريكي، عن مصادر وصفها بـ"المطلعة"، قولها إن "الولايات المتحدة قدمت مقترحًا بديلًا للعملية العسكرية الإسرائيلية المزمعة في رفح"، مبينين أن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين بحثوا مقترحات مرتبطة بإجلاء النازحين من المدينة.

وبحسب المصادر، فإن "المقترح البديل يتضمن عزل رفح عن بقية قطاع غزة، وتأمين الحدود بينها وبين مصر، والتركيز على استهداف قادة حركة حماس بالمدينة، وتنفيذ غارات جوية بناءً على معلومات استخباراتية".

ويبحث الأمريكيون، وفق المصادر، عن حل وسط للعملية العسكرية، خاصة أن عملية إجلاء النازحين من المدينة ستستغرق أربعة أشهر، وهو التقدير الذي يرفضه الإسرائيليون، كما أن الأزمة الإنسانية المتدهورة بالقطاع لا تترك مجالًا للثقة في قدرة إسرائيل على تنفيذ عملية إجلاء منظمة وفعالة للمدنيين.

مخيم للنازحين في رفح جنوبي قطاع غزة رويترز

خيارات محدودة

ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، مصطفى قبها، أن خيارات الجيش الإسرائيلي بشأن العملية العسكرية في مدينة رفح محدودة للغاية، مبينًا أن إسرائيل تسعى لتجنب فكرة اجتياح المدينة بالكامل وتدميرها على غرار ما حدث في خان يونس.

وقال قبها، في حديث لـ"الخليج الان"، إن "الجيش الإسرائيلي يريد إلحاق الأذى بالبنية التحتية للجناح المسلح لحركة حماس في رفح؛ لكن دون أن يستغرق ذلك وقتًا طويلًا، مع مراعاة الانتقادات الدولية بشأن سلامة مئات الآلاف من النازحين".

وأوضح قبها أن "الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو لا يمكن لها أن توقف الحرب دون تنفيذ عملية عسكرية في رفح، وأن تنازلها عن ذلك سيؤدي بالتأكيد إلى انهيارها"، مؤكدًا أن ذلك يدفع القادة السياسيين والعسكريين للبحث عن بدائل أخرى.

وأضاف أن "من البدائل المقترحة، أن تنفذ عمليات عسكرية محدودة النطاق شرقي وشمالي رفح، بالتزامن مع قصف عنيف للمناطق الغربية والجنوبية"، مبينًا أن ذلك سيحدث أضرارًا ربما تكون مقبولة من حلفاء إسرائيل.

وتابع قبها: "أما البديل الآخر فهو تنفيذ العملية العسكرية في رفح على عدة مراحل، وفي مربعات سكنية محددة، بحيث يدفع الجيش الإسرائيلي السكان والنازحين لإخلاء بعض المناطق، ثم ينسحب منها وينفذ عمليات عسكرية بمناطق أخرى بذات الطريقة".

وأشار إلى أن "مثل هذا الخيار سيقلل من المخاطر التي تواجه النازحين، وربما يكون مقبولًا من حلفاء إسرائيل؛ إلا أنه سيحصر مئات الآلاف في بقعة جغرافية صغيرة للغاية، وهو ما ستكون له آثار سلبية على مختلف المستويات".

أخبار ذات صلة

بلينكن: اقترحنا على إسرائيل "حلولا أفضل" لتجنب هجوم رفح

3 بدائل

من جانبه، يرى الخبير في الشأن العسكري، اللواء يوسف الشرقاوي، أن "لدى الجيش الإسرائيلي ثلاثة بدائل رئيسة عن الاجتياح الكامل لرفح"، مشيرًا إلى أنه دون موافقة أمريكية على الخطط الهجومية، فإنه من الصعب على إسرائيل دخول المدينة.

وقال الشرقاوي، في حديث لـ"الخليج الان"، إن "البديل الأول للعملية واسعة النطاق في رفح يتمثل في اجتياح الأجزاء الشرقية من المدينة، والعمل على إنشاء منطقة أمنية عازلة"، مبينًا أن ذلك سيؤدي إلى تمركز إسرائيل بمناطق واسعة جدًا من المدينة.

وأوضح أنه "في هذه الحالة سيقوم الجيش الإسرائيلي بإخلاء مناطق واسعة معظمها زراعية، كما أنه سيقطع طريق الفلسطينيين لمعبري رفح وكرم أبو سالم المخصصين لإدخال المساعدات الإنسانية وخروج الجرحى".

وبين الشرقاوي أن "هذا الخيار يحتاج لبحث إسرائيل مع المنظمات الإغاثية والمجتمع الدولي عن بدائل لإدخال المساعدات إلى غزة وخروج المصابين"، مؤكدًا أن التحرك العسكري شرقي رفح سيحقق أهداف حكومة نتنياهو السياسية والعسكرية.

أما البديل الثاني، وفق الشرقاوي، فيتمثل في شن ضربات جوية مكثفة على مختلف مناطق المدينة، بهدف إلحاق أكبر ضرر ممكن بالبنية التحتية لحماس، وهو الأمر الذي سيخفف من الضغوط الدولية على إسرائيل بشأن أوضاع النازحين في المدينة.

وتابع: "البديل الثالث يتمثل في إحكام السيطرة على المدينة وعزلها عن باقي مناطق القطاع، وتنفيذ ضربات جوية، مع اجتياح بري محدود للغاية وبتوقيت زمني محدد"، لافتًا إلى أن هذا المقترح سيكون مقبولًا أمريكيًا.

وختم الشرقاوي قائلًا: "بتقديري اجتياح رفح سيكون مرحلة خطيرة في الحرب على غزة، وسيؤدي إلى تغييرات جوهرية من الناحية العسكرية والسياسية على مسار الحرب"، مرجحًا أن يتسبب بانهيار أي مفاوضات للتهدئة بين طرفي النزاع.