السودانيون يعلقون آمالاً على مفاوضات "جدة" المرتقبة لإنهاء الحرب


محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 30 أبريل 2024 11:22 مساءً - تتوجه أنظار السودانيين إلى مدينة جدة السعودية التي ينتظر أن تستضيف جولة جديدة من المفاوضات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسط ترقب بأن تكون حاسمة في وضع حد لمعاناتهم التي تجاوزت العام.

Advertisements

يأتي ذلك في وقت تراجعت فيه حدة المعارك العسكرية على جبهات القتال الملتهبة، وسط تحذيرات دولية من اتساع دائرة الانتهاكات الإنسانية بحق المدنيين، ودعوات لطرفي الصراع بالعودة لطاولة التفاوض.

أجندة التفاوض

وقال مصدر بقوات الدعم السريع لـ"الخليج 365" إن الوفد المفاوض على استعداد للعودة بلا شروط إلى طاولة المفاوضات لأجل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار يمهد لتحقيق السلام الشامل.

وأشار إلى أن وفد قوات الدعم السريع ظل موجودًا بمدينة جدة منذ بداية المفاوضات الأولى على الرغم من الانسحاب المتكرر لوفد الجيش السوداني، كما التزمت بكل الهدن والمواثيق التي أنتجها منبر جدة.

وعلم موقع "الخليج 365" أن بعض أعضاء وفد التفاوض لقوات الدعم السريع عادوا هذه الأيام إلى السودان لأجل التشاور مع القيادة حول أجندة التفاوض في الجولة المقبلة.

وبحسب متابعات "الخليج 365"، فإن الجولة التي من المقرر أن تنطلق، في الأسبوع الأول من مايو/ أيار، ستبحث وقف إطلاق النار وتوصيل المساعدات الإنسانية للمتضررين بمناطق الصراع.

وبحسب تقارير أممية، فإن نحو 25 مليون سوداني بحاجة للغذاء لإنقاذهم من شبح المجاعة الذي بات يهددهم جراء استمرار القتال وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين.

سيناريو التقسيم

وحذّر الناطق باسم تنسيقية القوى الديمقراطية "تقدم" من سيناريو تقسيم السودان، حال لم تنعقد جولة المفاوضات المقبلة بين الجيش وقوات الدعم السريع أو فشلت بتحقيق وقف إطلاق النار.

وقال الناطق الرسمي باسم تنسقية "تقدم" بكري الجاك، لـ"الخليج 365" إن طرفي الصراع في السودان وافقا على العودة لمنبر جدة لاستئناف المفاوضات بينهما، في الأسبوع الأول من مايو/ أيار المقبل، موضحًا أن الجولة المقبلة ستشمل توسيع أطراف الوساطة.

وأكد أن تنسيقية "تقدم" طلبت مشاركة المدنيين في مفاوضات وقف إطلاق النار بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وقال الجاك إن رؤية "تقدم": "قيام عملية سياسية متزامنة مع مفاوضات الترتيبات العسكرية والأمنية لجهة أن الحرب في جوهرها قامت لأسباب سياسية".

وأضاف أنه "إذا لم تقم المفاوضات في موعدها أو فشلت بتحقيق وقف إطلاق النار، فإن البلاد مقبلة على صيف آخر من الجحيم، ستتوسع دائرة الحرب، وسيجوع الناس، وسيكون تقسيم البلاد أمرًا واقعًا".

هدوء المعارك

وعلى مستوى الميدان تشهد جبهات القتال في السودان هدوءًا حذرًا وسط تحذيرات دولية وإقليمية من اندلاع القتال في مدينة الفاشر شمال دارفور.

وتوقفت الاشتباكات في جبهة ولاية الجزيرة بعد معارك ضارية، خلال الفترة الماضية، في محاور "سنار والمناقل والفاو"، حيث كان الجيش يعتزم استعادة السيطرة على مدينة ودمدني بيد أن قوات الدعم السريع أعلنت تصدّيها لتلك الهجمات.

كما توقفت المعارك على جبهة منطقة الجيلي شمال الخرطوم بحري، حيث كانت قوات من الجيش السوداني والحركات المسلحة المتحالفة معه، تتقدم من ولاية نهر النيل المتاخمة من الجهة الشمالية لأجل السيطرة على المنطقة الإستراتيجية التي تؤمن الوقود لقوات الدعم السريع.

ويرى المحلل السياسي الدكتور عباس التجاني، أن تراجع العمليات العسكرية المفاجئ بعدما كانت الأجواء مشحونة ومرشحة لاندلاع قتال عنيف، يشير إلى أن الطرفين وصلا إلى قناعة العودة للتفاوض والبحث عن حلول سلمية للصراع.

وقال التجاني لـ"الخليج 365" إن قوات الدعم السريع كانت على وشك الهجوم على مدينة الفاشر شمال دارفور لأجل إحكام السيطرة عليها لكنها تراجعت في اللحظات الأخيرة، وذات الأمر ينطبق على الجيش والقوة المشتركة للحركات المسلحة التي توقفت عن التقدم باتجاه منطقة الجيلي شمال العاصمة الخرطوم.

ويفسر ذلك، بأن الطرفين ربما قدرا الكُلفة المادية والبشرية التي قد يتكبدانها حال المضي في اتجاه الحسم العسكري، مقرونًا ذلك بتحذيرات ووعود دولية انتهت بترجيح خيار العودة للتفاوض.

العودة إلى طاولة التفاوض بلا شروط

وأشار إلى أن زيارات نائب القائد العام للجيش السوداني الفريق شمس الدين كباشي للخطوط الأمامية لقواته هذه الأيام، مرتبطة بجولة المفاوضات المقبلة من خلال تنوير القيادات في الخطوط الأمامية بمتطلبات التفاوض والالتزام بما يسفر عنه من اتفاق وعدم خرقه، وفق قوله.

وبدأ نائب القائد العام للجيش السوداني شمس الدين كباشي، يوم الإثنين، زيارة إلى الخطوط الأمامية للجيش في مناطق الفاو بولاية القضارف وكوستي بالنيل الأبيض، كما وصل، اليوم الثلاثاء، إلى منطقة المناقل غرب ولاية الجزيرة.

وكان المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو أعلن، في وقت سابق، أن المحادثات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منبر جدة ستستأنف، في الأسبوع الأول من مايو/ أيار، وأضاف أن "الحرب على الشعب السوداني يجب أن تنتهي الآن".

وكان مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى السودان توم بيرييلو، أعلن، أواخر مارس/ آذار الماضي، أن المحادثات السودانية التي ستشارك السعودية في قيادتها قد تنطلق بحدود، 18 أبريل/ نيسان الجاري، بيد أن وسطاء أكدوا لاحقًا أن التأجيل إلى مايو جاء بناءً على طلب الجيش السوداني الذي بأن يعود إلى طاولة التفاوض بلا شروط.

وكانت المفاوضات بين طرفي الحرب في السودان قد توقفت، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بعد أن انسحب الجيش السوداني من منبر جدة السعودية.

وأكملت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عامها الأول، وسط تفاقم الأوضاع الإنسانية للمدنيين، حيث أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 13 ألف شخص، وتشريد نحو 8 ملايين، موزعين بين النزوح الداخلي، واللجوء إلى دول الجوار.