محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 30 أبريل 2024 12:03 مساءً - من خلال فهم العلاقة الحاسمة بين عادات الصباح والراحة أثناء الليل، يؤكد خبراء النوم على الدور المحوري لإنشاء روتين صباحي قوي لتعزيز النوم الجيد. ومع التركيز الشديد على الحفاظ على إيقاع الساعة البيولوجية للجسم، يدعو خبراء النوم إلى اتخاذ إجراءات متعمدة لتعزيز اليقظة أثناء النهار والنوم المريح في الليل، بحسب تقرير نشره موقع huffpost.
ويوضح الدكتور تشستر وو، الطبيب النفسي المتخصص في طب النوم، أهمية مواءمة السلوكيات الصباحية مع دورة النوم والاستيقاظ الطبيعية في الجسم. ويؤكد التأثير العميق لإيقاع الساعة البيولوجية، الذي تحكمه دورة مدتها 24 ساعة، والتي تنظم اليقظة والنعاس في المقام الأول استجابة للتعرض للضوء.
ومن الأمور الأساسية في هذا الخطاب تجنب الممارسات التخريبية التي تقوض التوازن الدقيق بين إيقاع الساعة البيولوجية وضغط النوم، حيث يسلط الدكتور الضوء على الآثار الضارة لأنماط النوم غير المنتظمة، والتعرض لفترات طويلة لضوء المساء، وأنماط الحياة الخاملة، على جودة النوم بشكل عام.
وفي إجماع بين خبراء النوم، ظهرت ممارسة صباحية ملحوظة: وهي الامتناع عن البقاء في السرير بعد الاستيقاظ. وتأكيدًا على أهمية النهوض من السرير سريعًا، يدعو الخبراء إلى إقامة علاقة قوية بين غرفة النوم والنوم المريح، ويشيرون إلى أن هذا الإجراء المتعمد يعزز إدراك الدماغ لغرفة النوم فقط كمساحة للنوم، وبالتالي تحسين نوعيته.
علاوة على ذلك، فإن الالتزام بأوقات استيقاظ ثابتة يؤكد دور الانتظام في مزامنة الوظائف الفسيولوجية مع إيقاع الساعة البيولوجية. لذا، يحذر خبراء النوم من إغراء النوم العرضي، وهو البقاء في السرير عندما يكون هناك فرصة للنوم بعد الاستيقاظ، مشددين على آثاره الضارة على دورات النوم اللاحقة.
وعلى النقيض من العادات التي يجب تجنبها، يقدم أطباء النوم رؤى حول الممارسات الصباحية البناءة التي تساعد على النوم الأمثل. وأهم هذه العوامل هو التعرض المبكر لأشعة الشمس الطبيعية، التي اعترفوا بها كمنظم قوي لإيقاعات الساعة البيولوجية واستقرار الحالة المزاجية. بالإضافة إلى ذلك، فإن دمج النشاط البدني في روتين الصباح بمثابة إشارة قوية للدماغ، تشير إلى بداية اليوم وتعزيز اليقظة أثناء النهار.
كما أكد الخبراء الأهمية الرمزية لترتيب سرير الشخص كرادع ضد قيلولة منتصف النهار، ما يعزز الالتزام بالحفاظ على جدول نوم ثابت.
ورغم التركيز على الروتين الصباحي المتوازن، يمتنع خبراء النوم بشكل خاص عن وصف قيود غذائية صارمة، وبالتالي ضمان عدم تأثر التفضيلات الفردية، مثل استهلاك القهوة، على جودة النوم.
وبهذا، تسلط الأفكار المستمدة من خبراء النوم الضوء على الدور المحوري للعادات الصباحية في تشكيل جودة النوم بشكل عام. ومن خلال تبني الممارسات التي تحترم إيقاعات الجسم الطبيعية وتعزز الاتساق في الروتين اليومي، يمكن للأفراد تمهيد الطريق للنوم الجيد وتعزيز صحتهم الجسدية والنفسية.