باستهداف محور "نتساريم".. هل عادت حماس إلى خطة الهجمات المباغتة؟

محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 30 أبريل 2024 10:10 صباحاً - أكد محللون ومختصون في الشأن العسكري، أن استهداف حركة حماس، للموقع العسكري الرئيس "نتساريم" الذي يفصل غزة عن وسط وجنوب القطاع، يشير إلى عودة الحركة لاستراتيجيتها السابقة بالمواجهة مع إسرائيل.

Advertisements

وقبل الانسحاب الإسرائيلي من القطاع عام 2005، اعتمد الجناح المسلح لحماس على استراتيجية الهجمات المفاجئة للمواقع العسكرية للجيش الإسرائيلي، خاصة تلك التي يستخدمها كحواجز عسكرية لفصل مدن القطاع بعضها عن بعض.

ويفصل الجيش الإسرائيلي منذ أشهر غزة وشمالها عن وسط وجنوب القطاع بمحور أمني يبدأ من منطقة الحدود الشرقية لغزة ويمر بمنطقة نتساريم، ويمتد حتى شارع الرشيد الواقع على البحر الأبيض المتوسط غرباً.

وحسب تقارير عبرية، فإن ثلاثة جنود إسرائيليين قتلوا فيما أصيب 11 آخرون، في عملية نفذتها عناصر من حماس بأهم موقع عسكري للجيش الإسرائيلي بمحور نتساريم جنوب غزة، فيما قصفت فصائل مسلحة الموقع العسكري بصواريخ محلية الصنع.

استراتيجية متجددة

ويرى المختص بالشأن العسكري، اللواء يوسف الشرقاوي، "أن العملية العسكرية لحماس بمحور نتساريم تمثل مؤشراً على عودة الحركة لاستراتيجيتها السابقة بالمواجهة مع إسرائيل، تتعلق بشكل رئيس بتنفيذ عمليات مباغتة لمواقع الجيش الإسرائيلي بالقطاع".

وأوضح الشرقاوي، في حديث لـ"الخليج 365"، أن "حماس باستهدافها لأكثر المواقع العسكرية تحصيناً بالنسبة للجيش الإسرائيلي بغزة، تبعث رسالة للقادة السياسيين والعسكريين في إسرائيل أن بقاء جنودهم في غزة سيكلفهم الكثير".

وأشار إلى أن "الجناح المسلح لحماس يؤكد باستهدافه لمحور نتساريم على استعداده للعودة للقتال بالوسائل التقليدية القديمة، ما يعني أن الحرب لم تفقد الحركة قدراتها العسكرية، وأنها يمكن أن تبني تلك القدرات مجدداً".

وأضاف: "مثل هذه الاستراتيجية تنذر بمواجهة مفتوحة بين حماس وإسرائيل، كما أنها ستعرض الأخيرة لخسائر بشرية وعسكرية كبيرة، وقد يجبرها على إعادة التفكير ببقاء قواتها داخل القطاع، إضافة لتغيير الخطط المتعلقة بالقضاء على القوة المسلحة لحماس".

ووفق الخبير العسكري، فإن "توقيت الهجوم والذي يسبق بدء المفاوضات بشأن التهدئة بين الجانبين، يؤكد أن حماس تضغط من أجل إجبار إسرائيل على سحب جيشها من غزة، وتشير إلى أن الحركة مستعدة لجميع السيناريوهات".

وبين الشرقاوي، "أن العملية ستزيد من الضغوط على حكومة بنيامين نتنياهو من أجل سحب الجيش الإسرائيلي من غزة، وأن المفاوضات ستتضمن اتفاقاً على انسحاب تدريجي للجيش، وهو ما تريده حماس وجناحها المسلح"، حسب تعبيره.

هدف استراتيجي

ويرى المحلل العسكري، اللواء واصف عريقات، أن "استهداف محور نتساريم يمثل رسالة من حماس أن هدفها الاستراتيجي في أي مرحلة جديدة من مراحل الحرب مع إسرائيل سيكون مواقع تمركزه داخل القطاع".

وأوضح عريقات، لـ"الخليج 365"، "أن طبيعة العملية تشير إلى أن حماس مستعدة للعمل عسكرياً ضد إسرائيل وفق الاستراتيجية العسكرية البدائية، والمتمثلة في الهجوم المسلح بالوسائل العسكرية البدائية على مواقع الجيش الإسرائيلي".

وأضاف: "ربما يمثل ذلك مؤشراً على عدم نجاح إسرائيل في القضاء على جميع القدرات العسكرية للجناح المسلح لحماس، وأن الحركة قادرة على إعادة بنائه بالأسلوب القديم ذاته، وأن تدمير قدراتها الصاروخية لا يمكن أن ينهي عملها العسكري ضد الجيش الإسرائيلي".

وبين أن "الجناح المسلح لحماس يحاول التكيف مع الوضع الراهن، والمتعلق بعدم قدرته على إطلاق الصواريخ تجاه البلدات والمدن الإسرائيلية، بحيث يرى في المواقع العسكرية داخل القطاع صيدا ثميناً يمكنه من إلحاق أضرار فادحة بالجيش الإسرائيلي".

وختم: "في حال فشل مفاوضات التهدئة، فإن المواجهة بين حماس والجيش الإسرائيلي ستدخل مرحلة جديدة تكون بمثابة حرب شوارع بين الجانبين، وستكون إسرائيل مضطرة لزيادة تحصيناتها بمحور نتساريم وغيره من مواقع تمركز جيشها بالقطاع".