محمد الرخا - دبي - الاثنين 29 أبريل 2024 04:06 مساءً - "جيل رومانسي" حسب تسميته الصينية، و"أسرى المد والجزر" Caught by the Tides بحسب ترجمته الإنكليزية، هو فيلم صيني للمخرج "جيا تشانغكي" كتبه بالشراكة مع "وان جياهوان"، وسينافس على السعفة الذهبية في مهرجان كان في دورته السابعة والسبعين الذي تقام فعالياته في أيار المقبل.
ويحكي الفيلم قصة عن زوجين "تشياو تشياو" و"غواو بن" يتشاركان الحياة والحب طيلة عشرين عاماً من أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لكن عاطفة الحب باتت هشة، وعندما يختفي غواو بن ليجرب حظه في مقاطعة أخرى، تقرر تشياو تشياو البحث عنه، فتعيش صامتةً مع نفسها، وفي الوقت ذاته تحتفي بالعصر الجميل المزدهر بالأغاني والرقص.
ومن خلال متابعة المصير الرومانسي لبطلته طوال حياتها، يقدم لنا "جيا تشانغكي" ملحمة سينمائية فريدة تعتبر تكثيفاً لجميع أفلامه السابقة، وأيضاً فيها استعراض لـ25 عامًا من تاريخ الصين في خضم التغييرات الحاصلة مع تطورات الحياة المعاصرة.
والعمل من بطولة زوجة المخرج الممثلة "تشاو تاو"، ويشاركها في تجسيد الشخصيات كل من لي زوبين، وبان جيانلين، وتشو لان، ولان تشو، وغيرهم.
ويتضمن الفيلم لقطات صوَّرها "تشانغكي" منذ عام 2001، وأتاح له وباء كورونا الفرصة لمراجعتها؛ لذلك فإنه وصف فيلمه الجديد لمجلة فاريتي بأنه "تركيز لخبرة 20 عامًا، إذ يمزج اللقطات الملتقطة بمعدات تتراوح من فيلم 16 ملم إلى كاميرات البعد الخامس (5D)، وحتى استخدام تجارب مع الذكاء الاصطناعي".
وقال المخرج الصيني: "لقد استخدمت كل ما هو متاح، ولن أنتظر حتى تصبح الظروف مواتية لصنع فيلم. يمكنني صنع فيلم باستخدام أي معدات رقمية أو غيرها، حتى أنني استخدمت الذكاء الاصطناعي. يسعدني أن أحتضن جميع التقنيات: يجب على الفنانين أن يبذلوا محاولات، يمكننا أن نتقبلها أو نرفضها، ولكن يجب أن نتعرف على هذه التكنولوجيا أولاً".
ويعد "جيا تشانغكي" واحدًا من أبرز أعضاء مخرجي "الجيل السادس" المثيرين للجدل سياسيًّا في الصين، وسبق أن فاز بجائزة الأسد الذهبي في البندقية عن فيلم "الحياة الصامتة" عام 2006، كما تم ترشيحه ما لا يقل عن ست مرات في مسابقات مهرجان كان، وحصل على جائزة أفضل سيناريو في عام 2013 عن فيلم "لمسة الخطيئة" A Touch of Sin.
ويشتهر تشانغكي بما يسمى "السينما البطيئة"، والتي تتضمن لقطات طويلة وثابتة يتم تصويرها من مسافة متوسطة إلى طويلة، وفي إحدى لقاءاته نقل جيا عن الناقد السينمائي الفرنسي أندريه بازين: "أنا أحب اللقطات الطويلة لأنها تسمح لي بنقل شكل ديمقراطي للسينما. أستطيع أن أفهم بازان: الفيلم المعاصر يترك مساحات فارغة، وبهذه المساحات الفارغة بالتحديد يكتمل الفيلم؛ لأن الجمهور يمكنه أن يملأها بمشاعره الخاصة".