بعد فوز "قناع بلون السماء" بجائزة البوكر.. إليك أبرز روائع أدب السجون

محمد الرخا - دبي - الاثنين 29 أبريل 2024 12:03 مساءً - جاء تتويج رواية "قناع بلون السماء" للروائي والأسير الفلسطيني باسم خندقي بجائزة "البوكر" في دورتها الأخيرة أمس، ليؤكد أن الإبداع لا يعرف حدودا، وأن الكلمة الصادقة المكتوبة بحبر القلب لها أجنحة قادرة على التحليق في فضاءات بعيدة.

Advertisements

ورغم أنها تكاد تكون المرة الأولى عربيا التي يُتوج فيها نص إبداعي مكتوب داخل السجن بجائزة كبرى مرموقة، إلا أن المشهد الأدبي العالمي عرف تاريخيا ألوانا عدة من إبداعات شهيرة أنجزها أصحابها وهم قابعون وراء القضبان.

قناع بلون السماءمتداولة

ويعد الكاتب الفرنسي دوناتا ألفونس فرانسوا دي ساد، المعروف باسم "ماركيز دي ساد" أحد أشهر الأدباء الذين تعرضوا لمحنة السجن فترات كبيرة من حياته، رغم أنه ينحدر من أصول أرستقراطية أوروبية في القرن الثامن عشر. وكانت تهمه متنوعة تتمحور حول مخالفة التقاليد الاجتماعية.

واشتق من اسمه مصطلح "السادية" كانحراف سلوكي نفسي يتمثل في التلذذ بتعذيب الآخرين.

وقضى "ماركيز دي ساد" داخل سجن "الباستيل" الشهير نحو 10 سنوات، كتب خلالها مجموعة متنوعة من الأعمال أبرزها "أيام سادوم المائة والعشرون" التي أنجزها عام 1785، وتتناول الرواية قصة أربع شخصيات مريضة نفسيا تقتاد عددا من الضحايا إلى إحدى القلاع وتمارس عليهم مختلف أنواع التعذيب.

أيام سادوم المائة والعشرونمتداول

ويعد كتاب "من الأعماق" للشاعر والمسرحي الأيرلندي "أوسكار وايلد" أحد أشهر تجليات "أدب الرسائل" في العالم على الإطلاق وقد كتبه عام 1889 وهو يقضى عقوبة الحبس سنتين بتهمة المساس بالأخلاق العامة.

والكتاب موجه إلى أحد اصدقائه من أبناء الطبقة الراقية ويحمل تأملات فلسفية في معنى الوجود وما هو الإثم وكيفية الخلاص الروحي للإنسان.

من الأعماقمتداولة

وأنجز الكاتب الفرنسي "جان جينيه" روايته الشهيرة "سيدة الزهور" في واحدة من المرات العديدة التي دخل فيها السجن نتيجة ممارسته السرقة منذ الصغر، فضلا عن حياة التشرد والصعلكة التي عاشها داخل وخارج فرنسا. وتستلهم الرواية بلغة شديدة العذوبة الكثير من تفاصيل التجربة الحياتية الاستثنائية التي عاشها، وأحدثت الرواية ضجة في الأوساط الأدبية عند نشرها 1943. واللافت أنه كتبها على ورق مخصص لصناعة الأكياس في السجن.

سيدة الزهورمتداولة

والمدهش أن أحد أبرز نماذج أدب الرحلات في التاريخ وهو " رحلات ماركو بولو " الذي يحمل اسم الرحالة الإيطالي الشهير لم يكن ليظهر إلى الوجود لولا دخول "بولو" المولود عام 1254 السجن. حدث هذا حين عاد من رحلاته البعيدة إلى مدينته " فينسيا " ليجدها في حالة حرب مع نظيرتها الإيطالية " جنوة" ويتم القبض عليه ويودع السجن. وداخل محبسه، يروي الرحالة والمستكشف قصصا وحكايات مذهلة عن أسفاره حول العالم لأحد زملائه من السجناء، فيقرر الأخير تدوين ما سمعه ليصبح في النهاية علامة فارقة في هذا المجال.