محمد الرخا - دبي - الاثنين 29 أبريل 2024 11:13 صباحاً - قال خبراء بالشأن السوداني، إن حكومة عبدالفتاح البرهان تحاول تجنب فتح تحقيق دولي بشأن جرائم حرب ارتكبها الجيش السوداني بحق المدنيين باستخدام أسلحة إيرانية، عبر توجيه مندوبها الدائم بالأمم المتحدة، اتهامات لدول مجاورة وعربية أبرزها الإمارات، بالتدخل في الحرب الدائرة وتزويد قوات الدعم السريع بالسلاح.
وتقدم المندوب السوداني في الأمم المتحدة، الأحد، بطلب لعقد جلسة طارئة في مجلس الأمن، هدفها الرئيس اتهام الإمارات بالتدخل في الحرب وتزويد أحد الأطراف بالسلاح، وجاء ذلك ردًّا على مذكرة لوزارة الخارجية الإماراتية ناشدت خلالها باتخاذ كل ما يلزم لإنهاء النزاع ووصول المساعدات لكل السودانيين، معربة عن قلقها العميق إزاء تصاعد العنف شمال دارفور.
حملة تشويه
قال المحلل السياسي السوداني، الغالي شقيفات، المقيم في نيويورك، إن هناك حملة تقودها حكومة عبدالفتاح البرهان بمساعدة حلفائه من جماعة الإخوان وإيران، ضد دول الجوار والبلدان العربية الصديقة للشعب السوداني ومنها الإمارات، موضحًا أن هذه الحملة لها أهداف وإستراتيجيات غرضها صرف الأنظار عن الكارثة التي تقع بحق السودانيين، وتحميل مسؤولية الأزمة السودانية إلى آخرين ليسوا طرفًا بها.
وأضاف شقيفات في تصريحات أدلى بها لـ"الخليج 365" إن حملة التشويه هذه يقودها كلٌّ من النظام والمؤتمر الوطني والإخوان مع الحليف الإيراني، في ظل جرائم تتعلق باستمرارية إشعال الحرب وتشريد المواطنين وقتلهم والتي أخذت شكلًا آخر مع تدخل إيران بمسيّراتها الجوية.
وأكد شقيفات أن هذه الحملة تستهدف للأسف، دولًا لم تتدخل عسكريًّا بالأزمة، بل كان جهدها منصبًّا على تقديم المساعدات الإنسانية والدعوة لوقف إطلاق النار وتجنيب الشعب السوداني مآسي الحرب، في الوقت الذي استمرت فيه المسيّرات الإيرانية باستهداف المدنيين العزل.
حكومة "الأمر الواقع"
يرى مراقبون سودانيون، أن مساعي حكومة البرهان في مجلس الأمن، محاولة فاشلة لفك العزلة الدولية عنها، خاصة بعد ظهور حقيقة التحالف العسكري بين الجيش السوداني وإيران.
ودلل السياسيون على ما ذهبوا إليه عندما لم تتم دعوة حكومة البرهان إلى مؤتمر باريس قبل نحو أسبوعين، لبحث حل للأزمة السودانية.
يقول الخبير في فض النزاعات الدولية، د.زهير بشار، إن الذهاب إلى مجلس الأمن، محاولة لفك العزلة عن "البرهان" وحلفائه، وهي العزلة التي ظهرت في مؤتمر باريس بخصوص أزمة السودان مؤخرًا.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، صراحة، إنه لم تتم دعوة حكومة البرهان إلى مؤتمر باريس؛ لأن العالم لا يعترف بها سواء الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي.
وأكد بشار في تصريحات أدلى بها لـ "الخليج 365" إن مساعي حكومة البرهان الحثيثة لكسب اعتراف دولي تأتي لصرف الأنظار عما يجري بالداخل السوداني من جرائم ناتجة عن دعم إيراني.
موطِئ قدم
وأشار الخبير الدولي، إلى أن تقدم حكومة "الأمر الواقع" في السودان، بشكوى ضد الإمارات في مجلس الأمن بمزاعم التدخل في حرب السودان، هدفه إبعاد الأنظار عن التدخل الإيراني في السودان.
وعن أهداف هذا التدخل، أوضح الخبير الدولي أن إيران تهدف من خلال علاقتها بالبرهان والتدخل المباشر بالشأن السوداني، إلى إيجاد موطِئ قدم في غرب البحر الأحمر عبر السودان، بعد أن وجدت ذلك في الشرق من خلال ميليشيا الحوثيين، موضحًا أن وجود إيران في غرب البحر الأحمر عبر السودان، سيكون له أثر قوي في أوراق اللعبة والضغط على أمريكا وأوروبا وإسرائيل، نظرًا لأهمية هذا الممر البحري الدولي للتجارة العالمية للغرب ولسلامة وأمن دول المنطقة.