صحيفة: المواجهة الأخيرة مع إسرائيل تدفع إيران لمراجعة نهجها النووي

محمد الرخا - دبي - الأحد 28 أبريل 2024 06:03 مساءً - قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن قرار إيران إطلاق أكثر من 300 صاروخ وطائرة مسيرة في أول هجوم مباشر لها على إسرائيل، في وقت سابق من هذا الشهر، يعيد التركيز مجددًا على البرنامج النووي الإيراني، وما إذا كانت طهران ستواصل فعلًا الامتناع عن تطوير قنبلة نووية، أم ستغير نهجها النووي.

Advertisements

ويذهب مراقبون إلى أن "كبار المسؤولين الإيرانيين يعتقدون أن التكلفة المترتبة على بناء قنبلة نووية تفوق الفوائد المرجوة".

لكن الصحيفة رأت أن هذه الفرضية اهتزت هذا العام، وتحديدًا بعد تصاعد التوترات مع إسرائيل، وإدلاء كبار المسؤولين الإيرانيين سلسلة تصريحات فحواها اقتراب طهران من إتقان جوانب صنع قنبلة نووية.

وقبل ساعات من الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني، صرح ضابط كبير في الحرس الثوري الإيراني أن طهران قد تتراجع عن سياسة ضبط النفس تجاه تصنيع قنبلة نووية، إذا قصفت إسرائيل منشآتها النووية.

ومن جهته، يقول كبير الباحثين في معهد دراسات الأمن القومي راز زيمت، للصحيفة، إن "التصعيد بين إيران وإسرائيل ربما يعزز الدعوات الإيرانية نحو المزيد من التسلح".

ويستطرد: "رغم أن المخاطر المترتبة على مثل هذه الخطوة تفوق المزايا، من المرجح أن تعيد القيادة الإيرانية النظر في نهجها النووي أكثر من السابق".

ويؤكد زيمت أن "فشل إيران في إلحاق الضرر بالمواقع العسكرية الإسرائيلية خلال هجمات هذا الشهر، قد يقنعها بالسعي للحصول على رادع أكثر قوة".

ويضيف: "في ظل التحديات التي يواجهها الإيرانيون في السيطرة على شبكة الوكلاء التي لا تتوافق مصالحها دائمًا مع مصالح طهران، تصبح الحاجة أكبر للحصول على قنبلة نووية".

وقبل الضربة المباشرة هذا الشهر، اعتادت إيران مواجهة إسرائيل عبر شبكة من الوكلاء الإقليميين، لاسيما حزب الله في لبنان؛ إذ استخدمت الوكلاء كأدوات ردع ضد أي عمل عدواني من جانب إسرائيل.

ولكن يعتقد محللون أن تبادل الهجمات أخيرًا بين إيران وإسرائيل جعلهما في حالة منافسة أكثر خطورة مع ترسيخ قواعد اشتباك جديدة.

ورغم اعتقاد أجهزة المخابرات الأمريكية، في مارس الماضي، بأن إيران لم تستأنف برنامج الأسلحة النووية الذي يُعتقد أنها اتبعته في عقد التسعينات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين، إلا أنها أحرزت تقدما على جبهات أخرى ضرورية لتطوير قنبلة نووية، بما في ذلك الدراسات والأنشطة التي يزعم الإيرانيون أنها أعمال مدنية.

أما "ديفيد أولبرايت"، رئيس معهد العلوم والأمن الدولي، وهو مركز أبحاث، فيعتقد أن الأمر سيستغرق ستة أشهر فقط حتى تتمكن إيران من تصنيع عدد قليل من القنابل الأساسية، التي يمكن حملها بواسطة الشاحنات أو السفن.

ولفتت الصحيفة أن البرنامج النووي الإيراني أكثر تقدمًا بكثير مما كان عليه عندما تم التوصل إلى الاتفاق النووي عام 2015. وبموجبه قبلت طهران القيود المفروضة على تخصيب اليورانيوم.

ولكن عقب انسحاب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق عام 2018، قام الإيرانيون بتركيب أكثر من 1000 جهاز طرد مركزي متقدم يعمل بشكل أسرع من المعدات السابقة على تخصيب اليورانيوم لدرجات نقاء أعلى، كما زادت طهران مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%؛ ما يجعلها قريبة من درجة صنع الأسلحة النووية.

وترى الصحيفة أن عواقب محاولة صنع قنبلة قد تكون وخيمة، فقد تعهد الرئيس بايدن بمنع طهران من إنتاج أسلحة نووية، في حين أكد مسؤولون إسرائيليون أنهم سيتحركون عسكريًا لمنع إيران من تصنيع قنبلة نووية.

ومن المرجح أن يؤدي تطوير إيران للأسلحة النووية الأساسية - أو حتى ظهور دليل على إجرائها تجارب نووية ناجحة تحت الأرض - إلى حدوث أزمة دولية وتعقيد الرد العسكري.

يشار إلى أن إيران تعكف على تطوير شبكة من الأنفاق العميقة تحت الأرض في منشأة التخصيب في "نطنز" والمزودة بحماية قوية من الهجوم. أما منشأة التخصيب الأخرى، فتقع في منطقة "فوردو"، وهي مدفونة في أعماق أحد الجبال هناك.

وفي نهاية المطاف، سيكون قرار المضي قدمًا في صنع القنبلة النووية قرارًا سياسيًا. ولعل السؤال الأهم يكمن في الدروس التي تعلمتها إيران من المواجهة المباشرة الأخيرة مع إسرائيل؛ فالتوترات الأخيرة ربما تدفعها للاستنتاج بأن قوة الردع الحالية لديها غير كافية، وأنها بحاجة إلى أسلحة نووية، بحسب الصحيفة.